الحكم الكرمي خالد الخطيب: التحكيم رسالة بالمقام الأول، وهذا هو فريقي المفضل

الحكم خالد الخطيب

الحكم خالد الخطيب


الرياضية- عدي جعار، ورد رداد

 يتكرّر المشهد في كثير من مباريات كرة القدم على الملاعب الفلسطينية في أن يكون "حكم اللقاء" او حكّامها الأربعة غصناً هشّاً تتكّئ عليه بقية عناصر اللعبة لتبرير أخطاءها أو تقصيرها خلال دقائق اللعبة.

ومن هذا المنطق "الأعوج" في كثير من الأحيان نرتئي بأنه علينا كإعلام رياضي أن ننصف هذه الفئة. الفئة المحايدة قبل المباراة، والمتهّمة بكثير من الأوصاف بعدها، وفي أن نعرّف الجمهور الرياضي بها أكثر أيضاً.

في هذه الزاوية نفتح باب الحوار مع حكام كرة قدم فلسطينيين للتعرف عليهم عن قرب وللإطلاع على الصعوبات التي يواجهونها في سبيل إيصال رسالة مهنتهم وإتقانها، وما هي أحلاهم وآمالهم.

الحكم الفلسطيني خالد الخطيب، متزوج وهو أب لستة أبناء، توجه للتحكيم وأحبه منذ القدم، ومع أن مجال التحكيم في فلسطين ما زال في بداية الطريق، إلّا أن الخطيب يأمل بأن يصل التحكيم في الكرة الفلسطينية إلى العالمية
.

هي رسالة في المقام الأول ...

يقول الخطيب أن التحكيم ليس مهنة، وإنما رسالة يقوم من خلالها الحكام في بناء الدولة الفلسطينية تماماً كالطبيب والمعلم والمهندس والجندي، ويتابع "نطمح في المستقبل القريب أن يستطيع الحكم أن يحترف التحكيم كمهنة وهذا ليس ببعيد بالنظر إلى التطور التي تشهده الكرة الفلسطينية مؤخراً."

الفهم الخاطئ

يرى الخطيب أن سر عدم الإقبال على هذه المهنة له أسباب عديدة، ومنها الضغط النفسي الملقى على كاهل الحكم من الجماهير وكذلك عدم فهم الناس لدور الحكام في إيصال المباراة لبر الأمان.

 وفيما يخص موقف أهالي الحكام في حال تعرَض الحكم لشتائم بألفاظ تمسّ عائلته، أو في حال تعرض لتهديدات شخصية، فإن الخطيب يضيف:"هذا أمر مقلق بكل تأكيد، لكن لم يصل لمرحلة أن يشكل خطورة على حياتنا مثلاً،  وذلك بفضل ما يوفره الإتحاد من أمن وأمان للحكام."

كثيرة هي المصاعب التي تواجه الحكم والتحكيم في ملاعبنا الفلسطينية عدا عن المتاعب النفسية

الخطيب يضيف: " أبرز المصاعب التي تواجه الحكم الفلسطيني تتمثل في التعصب الأعمى من جماهير بعض الفرق، وقلة الوعي الثقافي والرياضي بمفاهيم كرة القدم، وعدم وجود ثقافة تجعل المشجعين يتقبلون الخسارة كما يتقبلون الفوز."

 

ماذا عن إدارات الأندية  ؟!
يؤكد الحكم الفلسطيني: "إدارات الأندية تسعى جاهدة للحد من هذه الظاهرة، ولكن هذا الأمر يحتاج لمتابعة وندوات وورشات عمل ورقابة دورية، كما ينبغي تضافر الجهود بالتعاون بين الإتحاد والأمن، وبالحديث عن دور الإدارات ينبغي أن لا نغفل أيضاً أن بعض إدارات الأندية تساهم في إثارة جماهيرها ضد الحكام ."

نشاهد في كثيرٍ من الأحيان استهجان اللاعب لأي قرار يصدر من الحكم وإن كان صحيحاً
يتابع خالد الخطيب: " عدم تقبل اللاعب لقرارات الحكم حتى لو لم تكن مؤثرة، ينجم عن عدم تفهم اللاعب لمدة أهمية الحكم لإقامة المباراة، بل ويتجاوز الأمر للقناعة الشخصية الراسخة عند اللاعب أن الحكم ضده، فيما عدا ذلك قد يجد بعض اللاعبين الحكم هم الشماعة الأنسب ليلقي عليها مبررات فشله."

ما زالت بقعة البياض أكبر، والسواد حتماً سيزول!
يقول: " على الرغم من ظاهرة عنف الملاعب، إلّا أن الحكم يلقى الاحترام والتقدير سواء من اللاعبين أو الأندية والإتحاد، فالشغب يصدر عن فئة قليلة وهذا لا يلغِ الإحترام والتقدير للحكام، ومع ما يقوم به الإتحاد من توعية لتطوير ثقافة الجماهير وأتوقع أن تجتث هذه الظاهرة قريباً من ملاعبنا." 

كما يشعر اللاعب أنه قدم أداءً مميزاً ومقنعاً يستحق عليه الثناء، كذلك الحكم، فما هي المباراة التي علقت في ذهن ضيفنا اليوم ؟!
يؤكد الخطيب: " كثيرة هي المباريات التي حكمتها خلال مسيرتي التحكيمية، ولكن أجمل المباريات التي تشعرك بالسعادة هي عندما ترى جمهور الفريق الخاسر يصفق ويهتف لك، وهذا ما حدث فعلاً في مباراة شباب الخليل ووادي النيص على ملعب الحسين حيث انتهت المباراة بفوز وادي النيص بهدفين دون مقابل." 

والحكم لديه حلم أيضاً!
يتابع: " بالتأكيد يحلم كل حكم أن يشارك في بطولة كأس العالم، بل وطموحه يرتفع لأن يكون أحد أركان المباراة النهائية، أنا كحكم أتمنى أرى حكماً فلسطينياً متواجد في نهائيات كأس العالم القادمة."

 وهو مشجع أيضاً...

يواصل: " أحب من الأندية العالمية ريال مدريد."

وبالختام قال: " أنا حكم مساعد وأعتز بذلك، لأن مهنة التحكيم أشبه ما تكون بالطائرة، جسدها حكم الساحة، ومساعديه الجناحين، وذيل الطائرة هو الحكم الرابع، والجميع يعمل لكي تبقى الطائرة محلقة في الأعالي، وفي النهاية أدعوا زملائي الجدد إلى الجد والإجتهاد لأن فرصتهم وما سيتاح لهم باعتقادي لم يتح لنا في بداية حياتنا التحكيمية، وأقدم شكري لكل من ساندني طوال مسيرتي التحكيمية."