كرجيزستان تواصل صعودها

خلال شهر هادئ نسبياً لم يطرأ أي تغيير في ترتيب البلدان الآسيوية الـ26 على سلم تصنيف FIFA/Coca-Cola العالمي، باستثناء كرجيزستان التي ارتقت درجة واحدة إلى المرتبة 146. صحيح أن الأمر يتعلق بأدنى صعود ممكن، بيد أنه يعكس التقدم التدريجي الذي حققه أبناء آسيا الوسطى خلال السنوات الأخيرة.

فمثل غيرها من البلدان، عاشت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الكثير من المد والجزر في الهرم الدولي منذ انضمامها إلى FIFA سنة 1994، حيث احتلت المركز 165 في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام. وبعد عقد تميز بعروض باهتة نسبيا، أحرزت كرجيزستان تقدماً ملحوظاً في التصنيف العالمي، محققة باكورة خطواتها الكبرى في عام 2006.

لكن مرتبتها في بداية العام كانت تخفي في طياتها زخماً مهماً في المراحل التالية، حيث كانت كرجيزستان تقبع في المركز 159 خلال الأشهر الثلاثة الأولى، قبل أن ترتقي 13 درجة إلى المرتبة 146 في أبريل/نيسان، وبعد صعودها درجة واحدة في الشهر التالي، ارتقت 26 درجة أخرى لتحتل المرتبة 121. بيد أن موجة التقدم التاريخي صعدت بكرجيزستان إلى أعلى مرتبة في تاريخها عندما بلغت المركز 119 في أغسطس/آب بعد كسبها درجتين إضافيتين.

وجاء هذا الانجاز البارز على خلفية الأداء اللافت خلال بطولة كأس التحدي الآسيوي 2006 تحت قيادة بوريس بودكوريتوف، الذي قاد فريقه لهزم الجارة طاجيكستان ثم ماكاو في الطريق إلى دور الثمانية، حيث سجل رسلان دجامشيدوف هدف المباراة الوحيد في الوقت المحتسب بدل الضائع ليقضي على آمال فلسطين ويحجز لبلاده مكاناً في الدور قبل النهائي، حيث لم تسلم الجرة أمام طاجيكستان هذه المرة، لتخسر كرجيزستان 2-0.

سنوات إعادة بناء
يبقى الوصول إلى المربع الذهبي خلال تلك البطولة بمثابة أفضل إنجاز في تاريخ البلاد على صعيد المنافسات الآسيوية، بعدما سبق لكرجيزستان أن فشلت في التأهل مرتين، فضلاً عن خروجها مبكراً في مناسبتين أخريين، ناهيك عن إخفاقاتها المتتالية في التصفيات المؤهلة لبطولات كأس العالم، حيث أُقصيت دائماً في وقت مبكر.

وبعد بلوغها أفضل ترتيب على الصعيد الدولي في عام 2006، عاشت كرجيزستان دوامة حقيقية، حيث أنهت عام 2011 على نحو مخيب للآمال مما عصف بها إلى المركز 191، مؤدية ثمن فشلها في التأهل لنهائيات كأس التحدي الآسيوي 2012. ثم تواصل مسلسل التراجع في العام التالي حيث اندحر الفريق إلى المرتبة 199، ثم إلى المركز 201 في مارس/آذار من العام الماضي، وهي أدنى مرتبة في تاريخ البلاد.

لكن ذلك كان بمثابة الظلام الدامس الذي يسبق كل فجر جديد، حيث قلبت كرجيزستان تراجعها إلى صعود مذهل على نحو غير مسبوق لترتقي 59 درجة على السلم محتلة المركز 142 في الشهر التالي، وهو أكبر صعود في تاريخها.

ويرجع سبب هذا الإنجاز إلى مشوارها المثالي خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس التحدي الآسيوي 2014، حيث حققت ثلاثة انتصارات ضد الغريم التقليدي طاجيكستان ثم باكستان وماكاو على التوالي لتضمن مكانها في النهائيات القارية بكل جدارة واستحقاق، علماً أن ديفيد تيتيه سجل ثلاثة أهداف منحت الفوز لكرجيزستان في طريقها إلى التأهل.

وقال نجم الفريق في حديث لموقع في مقابلة سابقة مع FIFA.com: "لقد فعلت كل ما بوسعي لمساعدة بلدي على إحراز هذا التقدم. آمل أن أتمكن من الاستمرار على هذا النحو في كأس التحدي كما أتمنى أن يفلح فريقي في تحقيق المزيد من الانتصارات".

وتحت قيادة المدرب الجديد سيرجي دفوريانوف، دخل منتخب كرجيزستان هذا الشهر غمار كأس التحدي بهدف فتح آفاق جديدة. لكنه خسر 0-1 على يد فلسطين في المباراة الافتتاحية قبل تجرع مرارة هزيمة أخرى 0-2 أمام جزر المالديف صاحبة الضيافة، لتبقى آمال الفريق معلقة بخيط رفيع. وعلى الرغم من تحقيق الفوز الأول في هذه النهائيات بالتغلب على ميانمار 1-0، إلا أن التأهل كان من نصيب المالديف في نهاية المطاف.

وعلى الرغم من تلك النكسة، فضل المدرب دفوريانوف التركيز على الإيجابيات، حيث قال في تصريح له: "أنا سعيد بالعروض التي قدمناها (ضد ميانمار). فلقد خلقنا فرصاً كافية للتسجيل في جميع المباريات الثلاث، لكن يبقى إنهاء الهجمات مشكلة عويصة بالنسبة لنا. فرغم قدرتنا على خلق فرص سانحة، إلا أن ذلك لم يشفع لنا. هدف واحد من ثلاث مباريات ليس كافياً".