حسم أم لا حسم؟

مصطفى الأغا

(كاتب)

  • 1 مقال

لا حديث يعلو في المنطقة فوق الحديث عن مواجهة يوم الثلاثاء المقبل بين الزعيمين الإماراتي والسعودي في الرياض، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وبات الجميع منقسمين «مثل الانقسام حول الريال وبرشلونة»، والسؤال الأبرز هذه الأيام «هلالي أم عيناوي؟»، حتى لو كنت صينياً ومهتماً بكرة القدم، فلابد لك أن تُقر وتعترف أنت مع من؟.

وأنا شخصياً مع أن يصل الأفضل من بين الاثنين والأكثر ترجيحاً كي يحمل اللقب الآسيوي، وحتى لا يقول البعض إنني أتذرع بالكلام الدبلوماسي، حتى لا أعلن جهارة عن ميولي، أقول إنني لست إماراتياً ولا سعودياً، ولكن ما يجمعني بالفريقين وببلدي الفريقين هو العروبة واللسان والمشاعر والروح والدين والتاريخ، وأشياء أكثر من يتم عدّها، وهي بالأساس لا تحتاج لتعداد، لأنها أمر بديهي، ومن البديهي أن أقول إنني أتمنى فعلاً أن يفوز الأكثر جدارة من بينهما، لأنه ما جدوى أن يفوز العين أو الهلال ويصل للنهائي ونخسر اللقب؟.

ولهذا نحتاج أن يكون الفائز مُسلحاً بكل الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وحتى أسلحة الدمار الشامل لمواجهة الفائز من لقاء الشرق بين الكوري والأسترالي، والأكيد أن الهلال والعين يملكان التاريخ والسمعة والإنجازات وكل المعطيات التي تؤهلهما للدفاع عن اسم العرب في النهائي، ولكن الأكيد أن واحداً فقط من بينهما سيصل للنهائي، وهذا الواحد هو الأجدر فنياً، أو هو من سيستغل أي ثغرة في أداء الآخر، ولهذا ستكون المواجهة بين تركيز اللاعبين وتخطيط زلاتكو وريجيكوف، وتبدو الأمور نظرياً في مصلحة زلاتكو الخبير بالمنطقة وبالهلال تحديداً، بينما مازال ريجي حديث العهد بها، ولكن مهما كانت خبرة المدرب كبيرة أو صغيرة، يبقى أداء اللاعبين وتركيزهم في الملعب، هو من يقرر النتيجة النهاية للمباراة.

إذن هل ستكون المواجهة حذرة من الطرفين أم مفتوحة؟، وهل ستشهد أهدافا كثيرة أم ستكون مباراة الهدف الواحد؟.

الأكيد أن في العين أربعة لاعبين قادرين على التسجيل في كل الأوقات، ومن أنصاف الفرص، والأكيد أن الهلال مدعوم بجماهيره الكبيرة وبنجومه خاصة الجوكر سلمان الفرج يستطيعون التسجيل من بعيد، وناصر الشمراني مختص بمنطقة المرمى مسلحاً بتمريرات نيفيز الذي غالباً ما يكون هو تيرموتر الهلال، فإن كان في يومه كان الهلال نفسه في يومه، ولهذا فمن الصعب التوقع كيف ستكون المواجهة، ولكن الأغلب أنها ستشهد ضغطاً نفسياً أكثر على أصحاب الضيافة، لأنهم يريدون تسديل نتيجة تطمئنهم على مباراة الإياب، وهنا يلعب العامل النفسي دوره الأكبر في ترجيح كفة «زعيم» على «زعيم».

عموما نتمناها قمة ترتقي لمستوى صاحبيها و شعبيتهما الجارفة في المنطقة ودائماً وأبداً نقول ليفز الأفضل.