حكاوي الملاعب .. مباريات نكدية وأندية انتهازية

غزة – جهاد عياش

بعد توقف دام أكثر من شهر بسبب العطلة الشتوية ، عادت عجلة الدوري للدوران من جديد وانطلقت أندية الدوري الممتاز في قطاع غزة في سباق من المنتظر أن يكون شيقا وحماسيا من أجل المنافسة على لقب الدوري أو الهروب من دوامة الهبوط وتأمين مقعد مع أندية الصفوة ، وقد قامت بعض الفرق بالتعاقد مع مدربين ولاعبين جدد من أجل تحقيق الغاية المرجوة فماذا حدث يا تري مع انطلاقة الأسبوع الثاني عشر:

أولا : مباريات نكدية وأندية انتهازية

على عكس الأسبوع الأول جاء الأسبوع الثاني عشر فقيرا فنيا وتكتيكيا وتهديفيا وعانت الفرق المتنافسة من تعطل تروسها لفترة طويلة وكان الأداء باهتا ونكدا لم يعجب الجماهير والمدربين ولم يلب الحد الأدنى من متطلبات المنافسة على البطولة أو الهروب من القاع ، ليس أدل على ذلك سوي التعادلات الأربع من أصل ست مباريات منها ثلاثة سلبية، وبدأت سلسلة الأداء الهزيل بمباراة المتصدر الصداقة مع مستضيفه اتحاد الشجاعية الذي كان أكثر شجاعة ورغبة في الفوز ولكن أداء زملاء هاشم المكفهر عكر مزاج المباراة وخرج الجميع عابسا ، وبالمثل كانت مباراة المتصدر الآخر شباب رفح مع مستضيفه اتحاد خانيونس الذي انتهت إلي التعادل السلبي ، هذا التعادل خلف الحسرة والندم على ضياع فرصة الانفراد بالصدارة من قبل الزعيم ، في حين فشل شباب خانيونس في فك عقدة جاره الخدمات وتعادلا تعادلا مثيرا 2/2 ، هذا التعادل حرم النشامي من الاقتراب من أندية القمة ، ولم يفوت حامل اللقب خدمات رفح الفرصة وانتهزها وأقحم نفسه ثالثا بعد الصداقة والشباب إثر فوزه المثير على خدمات الشاطئ 2/0 ، وفي الطرف السفلي من الجدول كان مصير أندية القاع مظلما متشائما بعد سلسلة التعادلات المقيتة التي اتسمت بها مباراة الهلال وغزة الرياضي الغارقين في القاع وكذا فعل خدمات خانيونس بعد تعادله مع جاره الشباب ولم يفلح من أهل القاع سوي النادي الأهلي الذي انتهز الفرصة وورط التفاح وقربه من أندية القاع بعد أن قلب تأخره بهدف إلي فوز ثمين 2/1 .

ثانيا : ماذا فعلتم أثناء عطلتكم

بعد انتهاء مباريات الأسبوع الثاني عشر من مباريات الدوري الممتاز لأندية قطاع غزة الأسبوع الأول من مرحلة الإياب وبعد العطلة مباشرة تميزت أغلب المباريات بالفقر الفني والبدني، وغاب عنها التخطيط والتكتيك ، وافتقد المدربون إلي الشجاعة والرغبة في الفوز وواصل المهاجمون إهدار الفرص بسبب غياب الحس التهديفي ، وهذا يؤشر أن فترة الاستراحة ما بين الدورين والتي شهدت تغيير بعض المدربين والتعاقد مع بعض اللاعبين وشهدت العديد من المباريات التجريبية والتي تهدف إلي معالجة الأخطاء ورفع منسوب اللياقة البدنية والوصول إلي أفضل تشكيلة ممكنة ومعرفة أفضل الطرق والخطط التي تناسب تشكيلات الأندية وكذلك تجربة بعض الناشئين وإعطاء الفرصة للاحتياطيين من أجل تجهيزهم لوقت الحاجة خاصة أن الدور الثاني ليس للتعويض وإنما للمنافسة والتتويج أو البقاء ضمن الكبار، لكن ما شاهدناه من المدربين واللاعبين هو استمرار للمستوى الفني الهابط التي تميزت به مباريات الدور الأول ، فماذا كان يفعل هؤلاء في العطلة ونحن نعلم أن المدربين يتقاضون رواتب محترمة مقابل عملهم وكذلك اللاعبين خاصة أصحاب العقود المكلفة ولاعبي التعزيز ، والسؤال المطروح ما هي الجدوى من التعاقد مع مدربين ولاعبين يكلفون النادي مبالغ كبيرة رغم الضائقة المالية وأين الفكر والابداع الذي يتناسب مع الطموح ؟ وما هو الغرض من العطلة الشتوية إذا لم تعد على الفرق بالفائدة والنفع الفني والبدني والتكتيكي؟

ثالثا : الدائرة الطبية في المقدمة

إصابات الملاعب ظاهرة منتشرة بين اللاعبين في جميع ملاعب العالم، وهي شيء متوقع الحدوث في أية لحظة وليس هناك فرق في هذه الآفة بين اللاعبين الذين يلعبون في أندية كبيرة ودوريات عالمية ويتقاضون رواتب خيالية وبين لاعبين يلعبون في دول فقيرة تفتقر إلي أدني متطلبات السلامة كما هو الحال عندنا ، ورغم وضعنا الصعب في قطاع غزة المحاصرة إلا أننا شاهدنا ومنذ عدة مواسم إنشاء ما يسمي الدائرة الطبية والتي كان لها دور مهم وكبير في التوعية والتثقيف والتجهيز إضافة إلي دورها الكبير في علاج بعض الاصابات الخطيرة التي تعرض لها لاعبونا أثناء المباريات ورأينا في العديد من المرات كيف أجريت عمليات جراحية عاجلة في أرضية الملعب و كذلك عمليات الاسعاف الأولي لكثير من الحالات التي يفقد فيها اللاعب وعيه ويبلع لسانه فوجود المعالجين والأطباء خفف الكثير من معاناة اللاعبين، وها نحن اليوم نشهد على تطور كبير في عمل اللجنة الطبية وبالتعاون مع اتحاد كرة القدم بعد افتتاح الغرفة الطبية في ملعب اليرموك المجهزة بالمعتدات والمستلزمات الطبية إضافة إلي الأدوية والجبائر وغيرها من الأشياء التي يحتاجها اللاعب عند الإصابة لمنع تفاقم الإصابة والتخفيف المادي عن كاهل الأندية الرياضية إضافة إلي سرعة تلقي المصاب العلاج بأحدث الأجهزة وعلى يد متخصصين في إصابات الملاعب فكل التحية والتقدير لكل من ساهم في انجاز هذا المشروع الهام جدا والشكر موصول لرئيس الدائرة الطبية الدكتور عدنان البرش ونائبه الدكتور عميد عوض .

رابعا : ثرثرة اللاعبين وصمت الحكام

ظاهرة تكررت كثيرا أثناء المباريات ومرض لعين منتشر بين اللاعبين والحكام دون داع، فجدل ونقاش وحوار بعض اللاعبين مع الحكام سمة غالبة تفقد اللاعبين تركيزهم وتشتت ذهنهم وتشوش فكرهم وتثير حفيظة الجماهير والجهاز الفني والإداري خاصة عندما يشعر هؤلاء أن لاعبهم على حق، والمثير للدهشة عندما يتحول هذا النقاش إلي ملاحقة بين اللاعب والحكم أو إلي اشتباك لفظي جماعي ويكثر الهرج والمرج دون أن يحرك الحكم ساكنا ودون منح الثرثار من اللاعبين أية بطاقة لتكون رادعا له وعبرة لغيره ، هذا التصرف من الحكام وعدم معاقبة مثيري الشغب وهواة الجدل شجع الكثير من اللاعبين لتقليد زملائهم والتلفظ بألفاظ لا تليق بأدبيات وأخلاقيات كرة القدم وتتنافي تماما مع الروح الرياضية واحترام المنافسين أو قضاة الملاعب وللأسف بعض اللاعبين يناقش الحكم أو مساعديه ثم يبتسم في النهاية ويضع يده على كتفه أو يضرب كفه بكفه وكأنهم في نزهة برية أو بحرية وهذا الأمر يجب على الحكام مراعاته ، وفي بعض الأحيان يكون الهدف من النقاش والحوار هو تعطيل اللعب وإضاعة الوقت وللأسف يجاريه الحكم بحجة توضيح الأمر وشرح القانون وأخذ العذر ، الحكام هم قضاة وأمناء ويجب عليهم الحفاظ على مسافة بينهم وبين اللاعبين الذين بدورهم يجب عليهم التقليل من الكلام والاعتراض والتشويح والانتباه إلي الملعب والكرة والمنافسين .

خامسا : نجم يتوعد وخليفة يتهم وهاشم يضرب المندل

تعددت أقوال المدربين وردود أفعالهم بعد نهاية مباريات الأسبوع الثاني عشر كل حسب نتيجة فريقه ومدي رضاه عنها وعن أداء لاعبيه فمنهم من توعد ومنهم من اتهم ومنهم ضرب المندل :

نجم يتوعد ويهدد

أبرز التصريحات كانت للمدرب الجديد لخدمات الشاطئ مصطفي نجم الذي جاء لتصحيح أخطاء الماضي والنهوض بفريق كرة القدم وتحفيز اللاعبين والمنافسة على بطولة الدوري ، فبعد الأداء المتباين أثناء مباراة الشاطئ وخدمات رفح ظهر جليا التغير الواضح في روح وأداء الفريق ولكن يبدو أن بعض اللاعبين قد خذلوا المدرب فقال : أن اللاعب الذي لا يستطيع أن يلعب 90 دقيقة سنعيد النظر فيه والمدافع الذي لايستطيع تشتيت الكرة ليس بمدافع وعاب كثيرا المهاجمين والشكل الهجومي الذي بدا عليه الفريق وأضاف أن المباراة القادمة ستشهد الدفع بأربعة لاعبين جدد في إشارة أنه لا مكان في الفريق للمقصرين .

خليفة يتهم الحكام

في مباراة اتحاد خانيونس وشباب رفح التي انتهت بالتعادل السلبي شاهدنا بعض اللقطات المثيرة للجدل وهي عبارة عن هدف ملغي لمحمود وادي وركلة جزاء بعد أن اعترضت يد مدافع الشباب الكرة داخل منطقة الجزاء وبعد المباراة اتهم المدرب الجديد لاتحاد خانيونس رأفت خليفة بأن أخطاء الحكام قد أثرت في نتيجة المباراة و يبدو أن أقوال خليفة فيها من الصواب الكثير وللعلم فقط مباراة الذهاب انتهت لصالح الشباب 2/0 وتعرض فيها اتحاد خانيونس لظلم تحكيمي بين .

هاشم يضرب المندل

بعد الأداء الهزيل للمتصدر الصداقة في مباراته أمام اتحاد الشجاعية والتي آلت نتيجتها إلي التعادل السلبي وكان الشجاعية الطرف الأفضل في اللقاء تحدث مدرب نادي الصداقة عماد هاشم عن النقطة قائلا : أن هذه النقطة ستكون نقطة التتويج ببطولة الدوري علما بأن الدوري تقريبا قد تجاوز النصف بقليل وبقي 10 مباريات ب 30 نقطة متاحة للجميع ولا أدري أكان هاشم يضرب المندل أم أن قارئة الفنجان رأت هذه النقطة في نهاية النفق وأخبرته بذلك .