صلاح.. ودروجبا.. وزلاتان

خالد بيومي

(كاتب)

  • 1 مقال

 

الرياضية 

إيمانى بالصبر أنه أحد مقومات النجاح، وإيمانى بالله أهم وأقوى أنه قادر على كل شىء، أن يجعل من ديديه دروجبا أحد أهم وأفضل رؤوس الحربة فى أوروبا فى سنواتنا الأخيرة، وزلاتان إبراهيموفيتش البوسنى الأصل السويدى الجنسية يصبح أعلى رواتب العالم، بعد أن كان جليس الدكة لأحد اللاعبين المصريين المهمين فى تاريخنا أحمد حسام «ميدو»، ولكن للأسف زلاتان استمر وبقى من عام لعام، لأنه يمتلك الصبر الذى لا يمتلكه أى لاعب آخر من المحروسة مصر، يمتلك ثقافة إعلامية، ويتجنب أى ضغوط خارجية خصوصا من إعلام بلاده، إلى أن أصبح الإعلام يتمنى ولو رؤيته خارج الملعب، يتلهف على تصريح من أفضل لاعبى العالم، الذى تنقل بين الأندية الأوروبية الكبيرة غير عابئ بما يكتب عنه. تعلم كثيرا من كل مدربى العالم الذين تتلمذ على أيديهم، إلى أن أصبح الفرخة التى تبيض أهدافا لأى فريق ينتقل إليه.

ومن زلاتان إلى ديديه النجم الإيفوارى، جليس العشش والمنازل القديمة، الذى خرج من بلاده فى ظل الحرب الأهلية التى استمرت قرابة عشرة أعوام، بهدف محدد أن يكون ديديه دروجبا الهداف التاريخى، والنجم الأسطورى، من جانجان الفرنسى إلى مارسيليا، بديلا بجانب حسام «ميدو»، إلى أن انتقل إلى تشيلسى الإنجليزى الذى سطر تاريخا لن يمحوه الزمان. يكفى ديديه أنه عندما عاد إلى ملعب ستامفوربيدج معقل البلوز الموسم المنصرم، منافسا لفريقه الذى تربع فى قلوب محبيه، نسى كل من فى الملعب أو خارجه أنه منافس، وإذا أحرز خرج تشيلسى من البطولة، واستقبل استقبالا أسطوريا من الملعب ومن الجماهير ومن مديره الفنى الذى يعشقه لإخلاصه، وحبه لفنياته وصبره وقوته وإصراره على أن يعود مرة أخرى إلى تشيلسى الذى هو فى القلب.

ديديه خرج صغيرا كصلاح، ولكن الفارق بينهما أن صلاح وصل إلى تشيلسى فى عمر 23 سنة، أما ديديه فقد لعب فى تشيلسى وعمره 26 سنة، ومع ذلك وضع اسمه ضمن الأساطير.

الفارق الآخر أن دروجبا أبعد نفسه تماما عما يُكتب: هل هو احتياطى أم لا، المدرب اختاره أم لا.. لم يكن على عجل، لأنه مؤمن بقدراته أنه سيكون يوما ما اللاعب الأول فى تاريخ البلوز، لم ينظر إلى ما يكتب عنه من الإعلام الإيفوارى، وهذه هى نصيحتى لصلاح: أنت فى ناد كبير مع أقوى مدربى العالم، أى لاعب فى العالم يتمنى أن يكون ضمن تركيبة مورينيو، ينتظر الفرصة دون النظر إلى الاستعجال المصرى من جماهير وإعلام، والضغط النفسى الذى قد يؤثر على مسيرة صلاح مستقبلا.

نصيحتى لصلاح: انظر من حولك، تعلَّم من ديديه، حاول أن تستفيد منه فى تاريخه، ماذا فعل إلى أن وصل إلى قلوب مشجعيه وثقة مدربه، إلى أن أصبح جليس دكة البدلاء حاليا لدييجو كوستا. نصيحتى لصلاح أيضا: أنت مع أفضل مدربى العالم، لا تستمع إلى من يقول ارحل إلى ناد آخر، حاول أن تثبت لمديرك الفنى القدير أنك لست أقل من أى لاعب آخر، وأن لديك مقومات ديديه وزلاتان، وعدم الاستعجال. عليك بالعمل الشاق وإقناع من حولك أنك قادر على تخطى الحاجز النفسى الذى تفرضه عليك يوميا الجماهير المصرية، من مواقع لصحف لشاشات تلفاز. دعك من قراءة ما يكتب يوميا.

ضع هدفا أمامك أنك محمد صلاح الذى شارك مورينيو وتشيلسى فى مقابل مادى يصل إلى 15 مليون باوند، مما يؤكد أنك ذو قيمة، وأنك لاعب ضمن قائمة مرصعة بالألماس من اللاعبين.

يجب أن تعلم أن ثقافة الأوروبيين فى أندية البطولات هى الكم الهائل من المباريات الذى قد يصل إلى 60 مباراة سنويا، يعنى القادم أفضل.