لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

من قال أنّ "الكالتشيو" قد مات ؟؟!!

سمير كنعان

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

الرياضية اون لاين- كتب/ سمير كنعان

حين تراجع الدوري الإيطالي من صدارة الدوريات الأوروبية وابتعدت أنديته العملاقة عن المنافسة القارية، كان السبب معروفاً وهو عام2006 الذي شهِد الانهيار التاريخي وقرار تهبيط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية وسحب لقبيْن منه لوصيفه الإنتر، بدافع فضيحة الفساد الكروي والتحكيمي "كالتشيو بولي".

وقتها راهن الجميعُ أن إيطاليا ماتت وأنّ الدوري الإيطالي ذهبَ ولن يعود!!
لكنّ الحقيقة أنّ الذهب سيلمعُ مهما تعرّض لعواملَ أو موانعَ (طبيعية أو غير طبيعية)، وأنّ الأرض التي عشقت كرة القدم حدّ الجنون وكانت مهداً للزمن الجميل في عالم المستديرة، لا يُمكن أنْ تنضبَ من العطاء الكروي، حتى وإنْ نفدت مواهبها وأفِـلَـتْ نجومها وأساطيرها!!

ما رأيناه خلال عودة -أو بالأحرى سطوة- يوفنتوس غير العادية على الكالتشيو للسنوات الخمس الماضية برقمٍ قياسيّ وإنجازٍ مكرر لنفسِ الفريق، كان يبرهن على أنّ الكالتشيو فعلاً بات محسوماً ولا يُغْري المشاهدين للمتابعة، خاصةً في ظلّ انكسارِ الفرق الأخرى أبرزها كبيريْ ميلانو "إي سي" و"إنتر"، ولولا مشاكسات روما ونابولي لـقُلنا أنّ اليوفي يلعبُ وحيداً وينافس نفسه فقط، وإن قالها البعض أصلاً!!

لكنّ الجديد أنّ هذا الموسم يشهد تغيراتٍ منعشةً لعشاقِ كرة الطليان، فنجدُ التنافسَ على أشُدِّه بين الأندية، كما رأينا صحوةً حقيقية للميلان والإنتر وروما ونابولي ولاتسيو وفيورنتينا وأتلانتا وتورينو وجنوى الغائبين منذ زمن طويل، ويكفي أنْ نقول يوفينتوس متصدر الترتيب ب33نقطة قد انهزم 3مرات من أصل 14جولة!!
وفي صراعٍ حقيقي "بالثنائيات المشتركة" على المراكز في المقدمة لم نشهدْه منذ سنواتٍ ليست بالقليلة، يأتي بالوصافة المشتركة روما وميلان ب29 نقطة ثم الشراكة بين لاتسيو وأتلانتا ب28نقطة، وخلفهم الثنائي تورينو ونابولي 25نقطة، ثم الإنتر وفيورنتينا ب21.

ليس الأمر عند تقارب النقاط فحسب، وإنما سيناريو المباريات لم يعد مملاً شبهَ محسوم، وباتت الجولاتُ تحدِث انقلاباتٍ في سلم الترتيب تخالف التوقعات، وجاءت بعض اللقاءات والديربيات رائعة جداً تفي بوعودها وتستحق مكانتها، مثلما حدث في ديربي الغضب بين ميلان وإنتر 2-2، وسقوط اليوفي أمام قطبيْ مدينة الجمال "ميلان وإنتر" ثم جنوى مؤخراً الذي أطاح قبله بميلان، وبالأمس كانت موقعة إنتر وفيورنتينا التي قدمت لنا أفضل شوط أول في الدوري حتى الآن، وقبلهم لقاء نابولي روما وولاتسيو ميلان وفوز فيورنتينا وتورينو على روما بثلاثية، وغيرها من المباريات الكبيرة الجديرة بالمتابعة لكل عاشقٍ محب للكرة الحقيقية.

هذا ما جعلني أتفاءل خيراً بالكالتشيو الذي تمّ إحياءُ روعتِه وعراقتِه من جديد، بعد أن هجرَه كلُّ نجومِ العالم لِـفقْرِه المالي والفني، ولكنّه عاد .. الكالتشيو عاد بأصالته وعراقته بخصوصياته ودهاليزه.

فمن قال أنّ الكالتشيو قد مات؟!