لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

البرشا "الواقعي" يدمر الريال "الواقع" !!

عاهد فروانة

(مدير تحرير صحيفة الرياضية - فلسطين)

  • 1 مقال

كاتب فلسطيني

كتب/ عاهد عوني فروانة

كما كان متوقعا فرضت الواقعية نفسها على مدرب برشلونة لويس انريكي والذي تعامل بذكاء وخبرة مع مباراة الكلاسيكو أمام غريمه التقليدي ريال مدريد، وتخلى قليلا عن العقيدة الكتالونية التي باتت أساسها خطة 4-3-3 ليبدلها إلى 4-4-2 مع تعديلات بسيطة لكن كان لها مفعول السحر على ارض الملعب.

أنريكي لم يسل لعابه لعودة ميسي بعد طول غياب، وأشرك سيرجي روبيرتو المتوهج في الآونة الأخيرة والذي اعتبره نجم المباراة الأول، من خلال تحركاته المميزة ومجهوده الوافر وصناعته الأهداف، والاهم انه بمشاركته في الرواق الأيمن متقدما على ألفيس حرم الريال من جبهته اليسرى القوية التي يتولاها مارسيلو وكريستيانو رونالدو، وجعل راكيتيتش يميل إلى دائرة المنتصف بجوار بوسكيتس للضغط على وسط الريال وحرمانه من صناعة اللعب، وبجوارهم الخبير الرسام انيستا الذي قدم أروع مبارياته منذ فترة طويلة وصنع وسجل ليؤكد أن الذهب لا يصدأ.

أما خط المقدمة بقيادة نيمار وسواريز فلم يكن بحاجة سوى لقليل من الفرص ليسجل ويبدع ويقود البرشا لانتصار كبير كان من الممكن أن يكون اكبر، وبأداء ولا أروع وبتيكي تاكا واقعية تعرف أن الاستحواذ ليس هو أكسير الحياة، فلا بأس من الاعتماد على المرتدات في أحيان كثيرة.

في المقابل لم يترك مدرب الريال رفائيل بينيتيز أي كارثة تكتيكية ولم يفعلها وتخلى بتهور عن تحفظه الدفاعي، بدأها بعدم إشراك مسمار الوسط كاسيميرو الذي كان له دور كبير في مباريات الريال السابقة خاصة في ناحية افتكاك الكرة، ودفع بدلا منه بخاميس رودريجيز أمام الظهير الأيمن دانيلو الضعيف دفاعيا وكان خيار كارفخال أفضل، مما ترك الفرصة لنيمار وانيستا للإبداع والامتاع بدون ضغط حقيقي.

وأشرك في خط المقدمة الثلاثي الغائب ذهنيا منذ فترة، كريستيانو غير المقتنع بخيارات رافا، وبنزيمة المشغول بفضيحة فالبوينا وجاريث بيل الذي لم يقدم الكثير للريال، فكان من الممكن إشراك كريستيانو وبنزيمة ومعهم ايسكو الذي يربط بين خطي الوسط والمقدمة، وأضاف فوز نزوله في الشوط الثاني بعض السيطرة للميرنغي.

ولا ننسى خط الدفاع المتهالك بوجود راموس المصاب وفاران البارد، وسوء توفيق الحارس كيلور نافاس، لتكتمل الكوارث الدفاعية والهجومية في الريال الذي لم يكن حاضرا ذهنيا ولا بدنيا في هذا الكلاسيكو الذي اعتقد انه جعل ايام بينيتيز في الريال قليلة.