السرسك لاعب المنتخب الفلسطيني يعذب ويسجن 3 اعوام دون تهمة واضرابة عن الطعام 96 يوماً يفك اسره

تقرير خاص: معاناة الرياضة الفلسطينية في ظل الإحتلال الإسرائيلي (سياسة إعتقال الرياضيين) – الجزء الثالث

الإحتلال الإسرائيلي يمارس البطش بالإعتقال الغداري ليبقى الرياضيين الفلسطينيين دون محاكمات وتهم

السرسك لاعب المنتخب الفلسطيني يعذب ويسجن 3 اعوام دون تهمة واضرابة عن الطعام 96 يوماً يفك اسره

اسرائيل تعتقل 16 طفلاً بتهمة لعب كرة القدم


الرياضية_سوبر الرياضي

الاعتقال، هواية جديدة ابتكرتها اسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين، وكم تكون هذه الهواية ممتعة للغاية حينما يصبح الاعتقال ادارياً دون تهمة أو اتهام. فيبقى الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية سنوات وسنوات دون محاكمة علنية. فيصبح اعتقالهم دون بداية وبلا نهاية، وكما تخسر فلسطين شعبها، تخسر رياضييها ايضاً.

الرياضيون الفلسطينيون لم يكونوا بعيدين عن الغطرسة الاسرائيلية، إذ زج بالكثير منهم في السجون دون تهم واضحة، فيما تؤكد الاحصاءات أن ما تزيد نسبته عن (80%) من المعتقلين الرياضيين لم توجه لهم لائحة اتهام معلنة، حالهم حال بقية إخوانهم.

ولا تمتلك السجلات الفلسطينية أرقاماً واضحة ودقيقة، تتعلق بأعداد الرياضيين الفلسطينيين المعتقلين في السجون الاسرائيلية، إلا أن مؤشرات عدة تقول أن أعداد الرياضيين المعتقلين في ازدياد مستمر مما يؤكد التعمد الإسرائيلي في استهداف الرياضيين الفلسطينيين من خلال زجهم في السجون.


إرادة السرسك تهزم ظلم الكيان الصهيوني

ويعد محمود السرسك الأسير الرياضي الأشهر في تاريخ فلسطين، وهو لاعب كرة قدم سابق شارك مع خدمات رفح من قطاع غزة في العديد من المسابقات المحلية والخارجية, قبل أن يتخذ قراراً بالانضمام إلى صفوف بلاطة أحد أندية الضفة الغربية لتبدأ هنا حكاية الاعتقال.

في الثاني والعشرين من يوليو للعام 2009, أوقفت القوات الاسرائيلية محمود السرسك على حاجز بيت حانون ” ايرز العسكري ” أثناء محاولته الانتقال إلى الضفة الغربية للعب في صفوف أحد أنديتها الكروية هناك, ليتم نقل اللاعب الذي سبق له تمثيل المنتخب الوطني إلى مركز تحقيق عسقلان.

وحاولت اسرائيل على مدار ثلاثين يوماً الحصول على اعترافات وهمية من اللاعب الفلسطيني دون جدوى, رغم استخدام المحققين أساليب تعذيب عنيفة, قبل أن توجه اسرائيل تهمة المقاتل غير الشرعي للاعب السرسك وسط استياء عم الأوسط الفلسطينية والرياضية على وجه الخصوص.

وبعد عامين ونصف, قرر السرسك الدخول في حرب من نوع خاص مع دولة الكيان الصهيونية, بإعلانه في التاسع عشر من مارس للعام 2012, الخوض في اضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على الممارسات الاسرائيلية واعتقاله دون تهم واضحة.

واستمر إضراب السرسك لليوم الـ 96 على التوالي فيما شهدت حالته الصحية تراجعاً ملحوظاً دفع العديد من الأوساط التحذير من مخاطر الاعلان عن وفاة السرسك في أية لحظة, قبل أن تخضع دولة الاحتلال لمطالب اللاعب وتفرج عنه في العاشر من يوليو للعام 2012, رغم محاولاتها المتكررة بنفي اللاعب إلى دولة النرويج دون أن تنجح في تحقيق ذلك.

وفي حديثها الخاص, قالت عائلة السرسك أن اعتقال نجلها تم دون تهمة واضحة وبصورة تنتهك كافة القوانين التي تحرم التعرض للرياضيين, موضحة أن محمود السرسك لم يمتلك سوى ملابسه الرياضية عند اعتقاله واقتياده إلى معتقل عسقلان.

وتابعت العائلة : ” منذ اضراب محمود .. كنا ننتظر سماع نبأ وفاته في أية لحظة .. الوصول لليوم الـ 96 دون طعام أمر لا يصدق .. لكن ارادة محمود كانت أقوى من الجميع ونجح بالانتصار على دولة الظلم الاسرائيلية “.

وطالبت عائلة محمود السرسك كافة الجهات العالمية بالتدخل للإفراج عن كافة الأسرى الرياضيين, مؤكدة أن القضية لا تقتصر على محمود فقط, في ظل امتلاء السجون الاسرائيلية بأسرى فلسطينيين محتجزين دون تهم واضحة.


الرياضيون الفلسطينيون رجالاً وأطفالاً ذهبوا ضحية تمرد قوى الاحتلال

ولا يتوقف الأمر عند محمود السرسك, فنجم المنتخب الفلسطيني سامح مراعبة كان ضحية العراقيل الاسرائيلية بعد اعتقاله في الثامن والعشرين من أبريل للعام الجاري, أثناء عودته بصحبة المنتخب الفلسطيني خلال تواجده في معسكر تدريبي بقطر.

وقالت والدة اللاعب سامح مراعبة : ” تلقينا صدمة كبيرة باعتقال سامح .. نجلي لا ينتمي إلى أي من التنظيمات الفلسطينية ولا يعرف سوى كرة القدم .. لا نعلم الأسباب الحقيقية من وراء اعتقاله .. لكننا نأمل في الافراج عنه قريباً بمساعدة المسئولين الفلسطينيين “.

فيما اقتحم جوهر وآدم حلبية لاعبي شباب أبو ديس, سجلات المعتقلين الفلسطينيين دون تهم واضحة بعد اقتيادهما إلى السجون أواخر أبريل من العام الجاري, عند عودتهما من رحلة علاجية في الأردن اثر تعرضهما لهجوم ناري من القوات الاسرائيلية لم تعرف أسبابه حتى اللحظة.

وتبدأ الحكاية أثناء مغادرة اللاعبين احدى التدريبات الكروية لنادي أبو ديس في الضفة الغربية, ليتعرض آدم وجوهر حلبية إلى اطلاق نار كثيف عبر كاتم للصوت دون أسباب تذكر, مما أدى إلى اصابة آدم بطلقتين الأولى في القدم اليمنى وأخرى في القدم اليسرى, وأثناء محاولة جوهر اسعاف زميله تعرض لإطلاق نار أدى لإصابته بسبعة رصاصات في القدم اليسرى وثلاثة رصاصات في القدم اليمنى.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد, بل أطلقت القوات الاسرائيلية الكلاب البوليسية على اللاعبين, واعتمدت عليهما بالتعرض, مما استدعى إلى نقلهما للمستشفى ومن ثم السفر إلى الأردن للعلاج بناءً على توجيهات الأمير علي بن الحسين وبمتابعة مستمرة من اللواء جبريل الرجوب.

وبعد شهرين ونصف من العلاج في الأردن, عاد آدم وجوهر حلبية إلى فلسطين بعد تحسن حالتهما الصحية, لتقدم القوات الاسرائيلية على اعتقالهما في مفاجأة جديدة لم تكن بالحسبان, دون تهم واضحة أو أسباب تدعو إلى ذلك.

وقال والد جوهر حلبية : ” اسرائيل تعمدت اعتقال آدم وجوهر لإخفاء جريمة الاعتداء عليهما في وقت سابق .. المحكمة الاسرائيلية تسعى لإعداد قائمة تهم وهمية بحق اللاعبين, بهدف زجهما في السجن واخفاء جريمة الاعتداء الوحشية “.

أما قائمة المعتقلين الرياضيين في السجون الاسرائيلية تطول, وتتضمن اعتقال حاتم قفيشة عضو الاتحاد الفلسطيني السابق لكرة القدم اواخر 2007, واعتقال باسل محمود المدير الفني للفريق النسوي بنادي العيسوية, إضافة إلى اعتقالات طالت عمر أبو رويس لاعب المنتخب الأولمبي ومحمد نمر لاعب الأمعري في الضفة الغربية.

ولم يكن الأطفال أفضل حالاً من الكبار حيث سبق للقوات الاسرائيلية اعتقال (16) طفلاً كانوا يمارسون كرة القدم في بلدة ” تل ” بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية, ليتم اقتيادهم إلى معسكر الاعتقال الاداري في بلدة حوارة, قبل الافراج عنهم في وقت متأخر.

ويبقى السؤال , الى متى ستزدحم السجون الاسرائيلية بالمعتقلين الإداريين وعلى رأسهم الرياضيين من مختلف الألعاب الفردية والجماعية, دون تهم واضحة أو محاكمة علنية ؟؟


عائلة السرسك: فقدنا الاتصال بمحمود بين ليلة وضحاها

قرابة الثلاث سنوات من الإعتقال عانى خلالها لاعب كرة القدم الفلسطيني محمود السرسك في سجون الإحتلال الإسرائيلي شتى أنواع العذاب النفسي والجسدي ودون تهمة موجهة إليه لذلك أضرب عن الطعام لمدة 96 يوماً وهو رقم قياسي عالمي حيث لم يسبق لأي سجين أن أضرب عن الطعام طوال هذه المدة.

شقيق السرسك تحدث عن أحلام محمود الكبيرة في عالم كرة القدم حيث شارك مع منتخب فلسطين في عديد المباريات في الدول العربية والأجنبية.

شقيق السرسك تحدث عن اتصال ليلي متأخر تلقته العائلة يفيد باعتقال محمود من قبل رجال المخابرات الإسرائيلية وحاول أهل محمود معرفة سبب الإعتقال لكن دون فائدة حيث فقد الأهل الإتصال بإبنهم محمود مما استدعى الأهل إلى التوجه إلى منظمات حقوق الإنسان بحثاً عن المساعدة.

توجه الأهل أيضاً إلى الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم لأن محمود كان لاعباً دولياً وفي العرف الكروي الدولي لا يحق إعتقال لاعب دولي دون تهمة محددة.


استمر إعتقال محمود لمدة ثلاث سنوات دون تحقيق معه حيث كان يُجدد إعتقاله كل ستة أشهر.

من جهة أخرى قالت والدة محمود أن ابنها لم يكن يملك سلاحاً بل كانت لاعب كرة قدم وأن إضرابه عن الطعام كان يؤثر على العائلة بشكل سلبي.

شقيق محمود قال بأن صحته بدأت في التدهور حيث عانى من ضعف في النظر والسمع وكان يفقد الوعي باستمرار ولولا الضغط الإعلامي الرهيب الذي مارسته وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والعالمية على سلطات الإحتلال لما تم الإفراج عن محمود السرسك الذي انتهت حياته الرياضية بعد هذا الإعتقال الجائر من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي.

وفي مقابلة مع خالد زاهر رئيس قسم الرياضة في صحيفة فلسطين تحدث عن الأساليب الإسرائيلية في خنق الرياضة الفلسطينية حيث تحدث عن الحواجز التي تمنع تنقل الرياضيين الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى غزة والعكس صحيح وتحدث عن منع إقامة البطولات الخاصة للإتحاد الفلسطيني على أرضه إلى جانب المساعدات الرياضية التي يتم منحها للرياضة الفلسطينية مازالت محتجزة من قبل سلطات الإحتلال ولسنوات عديدة دون الإفراج عنها.

في الجانب الاَخر تحدث خالد زاهر عن دور الإعلام الفلسطيني في نقل أوجاع الرياضة الفلسطينية إلى العالم مما أثار انتباه عديد الجهات الدولية التي بدأت في ممارسة ضغوطها على سلطات الإحتلال الإسرائيلي من أجل إعطاء حرية التنقل للرياضيين الفلسطينيين والسماح بوصول المساعدات الممنوحة للرياضة الفلسطينية والإعلام الفلسطيني مدعوم من قبل الإعلام العربي الذي يساند قضية الرياضة الفلسطينية ويحاول حشد الرأي العام العربي من أجل إيصال القضية الرياضية الفلسطينية إلى العالم.

وفي النهاية تحدث خالد زاهر عن قضية اللاعب الأسير محمود السرسك الذي تم اعتقاله من قبل سلطات الإحتلال دون توجيه تهمة له وهو ما أثار الرأي العام الفلسطيني والعربي الذي مارس ضغوطات كبيرة وأثار ضجة عالمية حول الأسير السرسك الذي أضرب عن الطعام لمئة يوم تقريبا في سجون الإحتلال حتى تم الإفراج عنه بعد عدة سنوات وهذا دليل على قوة وتأثير الإعلام في العصر الحالي.