مورينيو: "أنصار تشيلسي لن يجدوا مدربا مثلي وأنا أستحق احترامهم"

 

الرياضية أون لاين - نقلا عن شبكة "بي بي سي" البريطانية

خص جوزي مورينيو مدرب تشيلسي الإنجليزي شبكة قنوات "بي بي سي" بحوار شيق، وذلك في إطار الحوارات والمؤتمرات الصحفية التي يعقدها من أجل الترويج لكتابه "مورينيو"، وتحدث "سبيشل وان" عن أهم ما تضمنه الكتاب بدءا من تتويجه برابطة أبطال أوروبا مع بورتو وما رافق ذلك من أحاسيس ولحظات رائعة بالنسبة له، كما استغل الفرصة أيضا للحديث عن الفترة الصعبة التي يمر بها فريقه، وعرج المدرب البرتغالي للحديث عن علاقته مع اللاعبين والشائعات التي تتحدث عن تمردهم، ليختم كلامه بإبداء تذمره من العقوبة التي طالته من الاتحاد الإنجليزي.

أهلا بك مورينيو.

أهلا، شكرا لك.

تحدثت في كتابك عن مسيرة 15 سنة من التدريب، هل تغيرت كثيرا طوال هذه المدة؟

(يضحك) إذا رأيت الصور فستدرك التغيير الذي حدث، نعم أعتقد أن الكثير من الأمور قد تغيرت.

ما الذي تغير بالضبط؟

هناك أمور لن تتغير أبدا، سعادتي أثنائي قيامي بعملي، رغبتي الكبيرة بالفوز، الإحساس الذي ينتابني بعد كل مباراة، أعتقد أن مثل هذه الأمور بقيت نفسها ولم تتغير أبدا، أما الأمور التي تغيرت فهي حصولي على مزيد من الخبرة في عملي، وتطويري لطريقة تعاملي مع الأوقات الحرجة والجيدة التي أعيشها، أنا أتمتع بكثير من الثبات والصلابة مقارنة بالأيام الأولى في مسيرتي، لكني أظن أن طبيعتي وأحاسيسي لم تتغير.

لقد تضمن كتابك صورا للحظات شخصية رائعة مع عائلتك، هل ترى أنه يوجد فرق بين مورينيو الذي يقابل وسائل الإعلام ومورينيو مع العائلة؟

أبذل جهدي كي لا أنقل الضغوط التي أعيشها بحكم عملي إلى بيتي وأطفالي، كما أحاول أيضا أن لا أجعلهم يعيشون كرة القدم بالأحاسيس والمشاعر التي أعيشها، أعتقد أنها الطريقة الجيدة للتعامل مع الأمر، لكني لا أظن أنني وفقت إلى حد كبير لأن أطفالي لهم نفس الفيروس مثلي، وهو "حب كرة القدم"، بالنسبة لي كان الأمر صعبا لاختيار الصور التي يتضمنها كتابي، لكني لم أجد نفس الصعوبة للتعليق ببعض الكلمات عن المشاعر التي حملتها تلك الصور، يمكنك قراءة الكتاب في فترة قصيرة جدا، لكنك ستجد شعورا جيدا حول هذه اللحظات وما تمثله بالنسبة لي.

عند بدء فترتك التدريبية مع بورتو أعلنت أن هدفك هو التتويج بالألقاب، ونفس الأمر أعلنت عنه مع تشيلسي، ألا تظن أنك تضع نفسك تحت الضغط بإعلان أهدافك مبكرا؟

أعتقد أنها طريقة جيدة لتحفيز نفسي من أجل القيام بعمل جيد، نفس الأمر يخص الفريق والمساعدين وكذلك اللاعبين، لطالما أعلنت لهم عن الأهداف التي يجب أن نعمل جاهدين لتحقيقها، المشكل هو أن لا يكون لك أي هدف، أن تكون في منطقة آمنة ولا تقوم بأية مخاطرة، إعلان الأهداف التي تعمل من أجلها أمر جيد، وحتى وإن لم تحققها فلن تلوم نفسك.

لنتحدث عن تتويجك بدوري الأبطال مع بورتو، لقد حققت نجاحات مع كل الفرق التي دربتها لكن كيف كان شعورك في ذلك الوقت بالذات مع اللاعبين الذين كنت تمتلكهم؟

كانت لحظات لا تنسى بالنسبة لي، إنها لحظات رائعة، أظن أن السر يكمن في أني كنت مع اللاعبين في نفس المستوى، لقد قدمت من ناد صغير وخضت منافسة أوربية لأول مرة، وكانت لي أحلامي وأهدافي ونفس الأمر بالنسبة للاعبين، في بورتو كان هناك 15 أو 16 لاعبا برتغاليا في الفريق، ودائما 8 أو 9 لاعبين كانوا أساسيين في التشكيلة، وهذا ما كان أمرا رائعا بالنسبة لي لأنه كان بمثابة انطلاق من لا شيء وإنهاء الموسم بالتتويج برابطة أبطال أوربا.

وما هي الأشياء التي جعلت الأمر يبدو رائعا ومختلفا، لقد قلت في كتابك إنك بقيت في الملعب حتى الرابعة صباحا بعد تتويجك بلقب دوري الأبطال؟

إنها لحظات لا تمحى من ذاكرتي، قبل النهائي الذي خضناه أمام موناكو كان الكثير من جماهير النادي ينامون ليومين أو ثلاثة أيام في محيط الملعب، وذلك في محاولة للظفر بتذكرة من أجل حضور النهائي، كنت أزورهم من أجل تقديم بعض الطعام والماء لهم، أعتقد أنه أمر أصعب أن تمكث في الملعب إلى غاية الرابعة صباحا، لقد كان إحساسا لا يوصف حين ترى السعادة على وجوه من ناموا خارج الملعب بعد التتويج باللقب.

سأقرأ عليك جزءا من مقدمة كتابك "أحيانا أبكي بعد الفوز، قد أضحك بعد الخسارة لأن رد الفعل يجعلني أفضل وأقوى، ولأنني أعلم بأن الخسارة هي بداية لفترة نجاحات جديدة" هل هذا ما تشعر به الآن في هذه الفترة مع فريقك؟

الأمر مختلف قليلا لأنني لم أخسر مباراة واحدة بل أربع مباريات، لكن هذا هو مبدئي في العمل، بإمكاني القول إنه يمكننا التتويج باللقب رغم الفترة الحرجة التي نعيشها (الحوار أجري قبل مباراة تشيلسي أستون فيلا)، خسارة مباراة بالنسبة لي تعني أنه يجب أن نفوز في المباراة التي تليها، لكن كمثال كانت فترة التوقف بالنسبة لي فترة صعبة جدا، لقد خسرنا أمام ساوثهامبتون ثم مرت 10 أيام لم ألتق فيها جل اللاعبين، أعتقد أنه من الأنسب لي عندما أخسر مباراة أن أخوض المباراة التي تليها بعد ثلاثة أيام أو أربعة على الأكثر.

الكل أبدى رأيه في الوضعية التي يمر بها فريقك وكثيرون تحدثوا عن الأخطاء، أود أن تضع إصبعك على الجرح وتخبرنا ما هي الأسباب التي جعلت تشيلسي يتراجع في الآداء والنتائج؟

أظن أنه عليهم أن يتساءلوا أولا لماذا فزنا باللقب الموسم الماضي، أعتقد أنه عليهم أن يجيبوا أولا لماذا كان تشيلسي هو بطل الموسم الماضي؟ ثم سنجيب لماذا نمر بهذه الفترة الصعبة، ليس من العدل أن تتناسى ما أنجزناه الموسم الماضي بسبب معاناتنا هذا الموسم، أما عن الفترة التي نمر بها فهناك العديد من الأسباب، ولست بالمزاج الذي يسمح لي بالحديث عنها.

قلت في كتابك أيضا إنك مشجع للنادي ولست مجرد مدرب للفريق، البعض قال إن الفريق ليس بخير، ما هو ردك؟

نعم، أنا مشجع للفريق وأنا على علم بالطريقة التي يتصرف بها المشجع الحقيقي، كمشجع بإمكاني الحديث عن الألقاب التي حققها الفريق في الدوري الإنجليزي، هذا أمر يستدعي بعض الاحترام والثقة، هل بإمكانهم أن يعثروا على مدرب أفضل مني أو يسعدهم مثلما فعلت، لقد فعلوا نفس الشيء مع إيفانوفيتش وبإمكاني إجابتهم، نعم، أعلم أنه لا يبلي جيدا في الفترة الأخيرة داخل الملعب، لكن هل يمكنك أن تنسى ما قدمه، هل تنسى اللحظات السعيدة التي جعلنا نعيشها، هل علينا أن ننسى أنه خاطر كثيرا من أجل الفريق، بالطبع لا يمكنك أن تنسى كل هذا.

تضمن كتابك أيضا صورا رائعة تعبر عن علاقتك الجيدة في السابق مع اللاعبين مثل زانيتي وماتيرازي، لكن هل بإمكانك الحديث عن حقيقة ما يحدث مع اللاعبين في تشيلسي؟

أظن أن وسائل الإعلام تحاول أن تبحث عن أمور للتشويش على المدربين الذين يقومون بعمل جيد، أثناء فترة مشاركة اللاعبين مع منتخباتهم تحدثوا لوسائل الإعلام عن رغبتهم في الخروج من الوضعية الصعبة التي يعيشها الفريق، لم يكن عليهم التعليق على ذلك، لكن كل من أتيحت له الفرصة كان يختم كلامه بالحديث عن فريق تشيلسي وعن المدرب بشكل جيد، وكلهم أعلنوا أنهم يقفون بجانبي من أجل تخطي هذه المرحلة، وأظن أن هذا أفضل رد عن الأناس الذين يحاولون التشويش على عملنا.

هل بإمكانك الحديث عن علاقتك مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم؟

أظن أن المشكل لا يكمن في علاقتي مع الاتحاد الإنجليزي بقدر ما يكمن في تعامل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم معي، أعتقد أنه أمر يجب أن تبحثوا فيه كإعلاميين.

هل تطلب منا نحن الإعلاميين أن نتحدث عن علاقتك مع الاتحاد الإنجليزي وعن العقوبة التي سلطت عليك؟

نعم، عليكم أنتم أن تقدموا تحليلا لما حدث، عليكم الحديث عن الفرق بين ما قلته حول الحكام (أنهم أصبحوا يتخوفون من إعلان قرارات لـ تشيلسي) وبين أن يوصف أحد الحكام بالساذج والضعيف (يقصد ما قاله فينغر عن الحكم مايك دين بعد مباراة تشيلسي وأرسنال الشهر الماضي)، عليكم أن تتحدثوا أيضا عن الفرق بين بضع كلمات ودفع المدرب على خط التماس (يقصد ما قام به أرسين فينغر في حقه أثناء مباراة الذهاب بين أرسنال وتشيلسي الموسم الماضي)، سأكف عن هذا الحديث، وأظن أنه على الإعلاميين الشرفاء تحري الحقيقة حول ما حدث.