ابو تايه .. شمس الوطن حزينة

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

 

كتب / أسامة فلفل

عندما يخيم الحزن بكل صوره على سماءنا وعندما نفقد أعز أحبابنا ونصبح في حيرة من أمرنا على رحيل رموزنا ورواد تاريخينا الرياضي والوطني الذين جادوا بالغالي والنفيس من أجل أن يترجموا حكاية نضال وتاريخ وطني خالد للأجيال نشعر بالأسى والحسرة والألم ، تدور بنا الدنيا نحاول عبثا إعادة السيطرة على توازننا الذي فقدناه إثر فاجعة الرحيل التي أصابت مهجة القلب والفؤاد لرحيل القائد والمعلم والإنسان الأستاذ شحدة أبو تاية.

ففي دراما حزينة غيب الموت فقيد الحركة الرياضية الفلسطينية وأبرز أعلامها وأهراماتها الراحل شحدة أبو تاية الذي حمل الهم الوطني والرياضي بين ضلوعه مع رفاقه متحديا كل الظروف يرسم لجيل الشباب معالم الحاضر والمستقبل بقلب وعقل مفتوح وفكرا واعي وحضاري.

وكيف لا وهو المناضل المتمرس الذي عاش مع أهله وإخوانه مرارة التشرد وقسوة التحدي والاعتقال والملاحقة من قبل الاحتلال في سنوات القهر والتصفية والاغتيال.

فحمل قضية شعبنا جرحا في الذاكرة والحس والحياة ولقمة الخبز وجرعة الماء فكانت مواقفه قمة في المثالية والصبر الذي ليس له حدود وكان مصدر حب واحترام لكل من عرفة وتعامل معه.

كان الفقيد المعلم والمرشد الرياضي للحركة الرياضية وكمبيوتر النشاط ومرجع خصب من مراجع الرياضة الفلسطينية عرفته ساحات الوطن وملاعبه وقاعاته بحيويته ونشاطه وقمة عطاءه وكان في قلب كل الأحداث جنديا مجهولا يعمل بصمت.

عمل مدرسا في وكالة الغوث الدولية من عام 1971م وحتى 2005م، حيث تخرج على يديه مجموعات النخب من قيادات العمل الوطني والرياضي وكان مثالا يحتذي به للمعلم التربوي وكان في كل مكان تطأه أقدامه يغرس قيم المحبة والأخوة والتسامح.

كان الفقيد شعلة النشاط بنادي الشاطئ ومن قيادات النادي التي واكبت المسيرة الرياضية وكان من أبرز العناصر التي جسدت مشروع العمل الوحدوي بالنادي والمخيم مع مجالس إدارات النادي المتعاقبة.

حقق خلال مسيرته مع النادي تاريخا مشرفا موثق بالانجازات الرياضية والوطنية وازدان اسم النادي في معاجم اللغات بالانجازات المبدعة عبر مسيرة رابطة الأندية الرياضية مرور بمنظومة العمل الرياضي بالوطن.

كان من رجال وقيادات رابطة الأندية الرياضية بقطاع غزة فحين اختمرت فكرة تشكيل الرابطة بالقطاع بادر وطرح خدماته وأفكاره ليسهم مع إخوانه في إطلاق أشرعة الأنشطة الرياضية المختلفة في السنوات العجاف ولم يفكر سوى في تعاظم دور الرابطة وأنشطتها الرياضية.

عمل سكرتيرا للكرة الطائرة من عام 1978 – 1980م وسكرتيرا للجنة المسابقات لكرة القدم من العام 1982 – العام 1996م ورئيس لاتحاد كرة القدم الفلسطيني لمحافظات الجنوب من العام 1995م – 1998م.

عضوا بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس لجنة المسابقات ,عمل عضو في لجنة الحكام المركزية بقطاع غزة منذ العام 1973م ,مستشار اللجنة الفنية للاتحاد العربي لكرة القدم.

مهما خط القلم وسطرت الأحرف والكلمات لن توفيه حقه فقد كان بحرا من العطاء الذي لا ينضب وشمس الوطن التي لا تغيب، سيظل ملئ السمع والبصر على مدى الزمان والقدوة للوطن ومنظومته الرياضية.