لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

بهدوووء.. درس جزائري.. وداعاً للخوف!!

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

درس جزائري.. وداعاً للخوف!!

بقلم: امجد الضابوس

ها قد جاء الوقت الذي نشكر فيه الهزيمة، وأعني هزيمة الجزائر أمام بلجيكا 1/2 في مستهل مباريات الفريقين بمونديال البرازيل، فلولاها لما شق المحاربون طريقهم إلى الدور الثاني، ولما قدّموا أروع عرض تكتيكي لتعطيل الماكينات الألمانية.

أَسرَنا الخضر بأدائهم الراقي في كأس العالم، ولأول مرة نشعر، أن بإمكاننا، كعرب، أن نحقق أحلامنا البعيدة، التي لا تتوقف عند حدود الدور الثاني، بل أكبر من ذلك، ولمَ لا، وقد احتاج الألمان، وهم من أباطرة اللعبة، لجرعات زائدة من الحظ، كي يجهزوا على الحلم الجزائري الجميل!

صحيح أن عدة مشاركات عربية في كؤوس عالمية سابقة، عرفت حضوراً عربياً متميزاً، لكن ليس بمثل الحضور الجزائري في المونديال البرازيلي، ويبدو أن لويس فان جال، مدرب الطواحين الهولندية، استند إلى أداء محاربي الصحراء، عندما اعتبر أن مونديال 2014، هو الأفضل منذ ثلاثين عاماً، لأنه أذاب الفوارق بين المنتخبات، وفعلاً لم نشعر خلال مباراة الجزائر وألمانيا، أنها مواجهة بين منتخب يشارك للمرة الرابعة، وآخر يبحث عن لقبه الرابع!

لعب الجزائريون أسوأ عروضهم في المونديال، خلال الفترة التي تقدموا فيها على البلجيك بهدف، آثروا تأمين تقدمهم، فعادوا للخلف، لكنهم فشلوا وخسروا 1/2، وكما في الحكمة السائدة: رب ضارة نافعة، نزع المحاربون عن أنفسهم مشاعر الخوف، وتحرروا من كل الآفات، التي كلفت ممثلينا العرب، الانكفاء من الدور الأول، والاكتفاء بشرف المشاركة، فأبدعوا إلى حد، أجبر مدرب الكوريين، إلى القول بأنه واجه برشلونة، في مباراة الانتصار الرباعي التاريخي!

بعد الآن، لا مجال للخوف عند مواجهة أي منافس عالمي، فقد علّمنا الخضر، أن الأخذ بزمام المبادرة، والثقة بالنفس، أمام طواغيت الكرة، هو من يصنع السمعة والمستقبل، ويحيل أحلامنا إلى حقائق، وأحلام الكبراء إلى كوابيس.

وكما قلنا: إن أداء الخضر، جعلنا نشعر لأول مرة، أن بإمكاننا، كعرب، تحقيق أحلامنا البعيدة، نقول أيضاً: إن في تجربة الخضر المونديالية، ما يلامس حال أماتنا البائس. ألم يوظف محاربو الصحراء، المقدرات الهائلة التي بحوزتهم، في رسم إلياذة كروية أبطالها: فيغولي وسليماني وحليش وجابو، وبقية الرفاق، ليحصلوا على التألق والانعتاق من أسوار الدور الأول، فمتى يعرف حكام أمتنا، المقدرات التي حباها الله بها، لتتحرر من التبعية، ولتدرك أي مكانة يجب أن تحتلها بين شعوب الأرض؟

شكراً للجزائر على الحكاية الجميلة، وعلى أمل إنجاز ما هو أجمل، نحن بالانتظار.