لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

بهدووء

بطل جديد للمونديال

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

في مدرجات هولندا وتشيلي وكولومبيا، وحتى الجزائر، رفعت جماهير هذه المنتخبات مجسمات شبيهة لمجسم كأس العالم، ودلالات التصرف واضحة، كلهم يحلمون بالوقوف على منصات التتويج، ورفع الكأس الذهبية، أُمسية 13/يوليو، باستاد ماراكانا الشهير.

في كل الأحوال، يحق لكل الطامحين، أن يحلموا بالتتويج باللقب، وإن كانت الكأس تُقام في ملاعب السامبا، حيث يوجد أحد أكثر المنتخبات رعباً للمنافسين، وهو حلم علا سقفه، مع وجود منتخبات أظهرت قدرات بدنية وخططاً تكتيكية، تجعلها مؤهلة للذهاب بعيداً في المحفل العالمي.

ويدعم هذه الفرضية، خروج منتخبات عتيدة، في مقدمتها إسبانيا، حاملة اللقب ومتصدرة التصنيف العالمي ست سنوات متتالية، وإيطاليا بطلة العالم أربع مرات، وإنجلترا بطلة العالم مرة واحدة عام 66، من الدور الأول، مترافقاً مع صعود منتخبات أخرى، لم تكن بالحسبان، من قبيل المنتخب الكوستاريكي، الذي فاجأ الجميع، وتصدر مجموعة الموت، الرابعة، والمنتخب الكولومبي قاهر الأوروغواي، أول بطلة للمونديال.

ليست وليدة الصدفة، ولم تأت بضربة حظ. فلمفاجآت مونديال 2014، أبعاد عديدة، تؤكد أن ثمة تحولات كبيرة قادمة، لرسم مستقبل جديد لخارطة الكرة العالمية. ويعزز ذلك، أن هذه التحولات، تأتي متممة لسابقتها في مونديال جنوب إفريقيا 2010، الذي قدّم بطلاً جديداً هو المنتخب الإسباني، حينما فاز على نظيره الهولندي بهدف الرسام إنييستا، في المباراة الشهيرة، التي شهدت غياباً معتاداً لأحد عتاولة المونديال التاريخيين.

انتهى إلى غير رجعة، الترشيح المألوف للرباعي: البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا، للفوز باللقب، قبل انطلاق أي كأس عالمية، بفعل ارتدادات الربيع الكروي العالمي، الذي أطاح بحامل اللقب، واثنين سابقين، وعرف بروز قوى جديدة، مؤثرة وثائرة، في عالم الساحرة المستديرة.

ما أفرزته مباريات الدور الأول من نتائج، والمعاناة التي عاشتها المنتخبات العريقة الباقية لتجاوز عقبات منافسيها في دور الستة عشر، الذي بلغه لأول مرة منتخبا كولومبيا وكوستاريكا، يؤكد التبدلات الحاصلة في مراكز القوى على تضاريس الخارطة الكروية العالمية، وإذا كانت المنتخبات الصغيرة هي من يفرض هذه التحولات، فإن المنتخبات الكبيرة والعريقة، هي من سيدفع ثمن هذه التحولات، وهذا ما يمكن ان نقرأه من خروج الطليان من الدور الأول للمونديال الثاني على التوالي!

 

لكل ثورة إفرازات جديدة، وسنرى إذا كان بإمكان الثورة، التي فرضتها منتخبات مونديال البرازيل، بقوة الإرادة والتكتيك، إفراز بطل جديد، أم أن كلمة الفصل، سيفرضها كبار اللعبة، ويتوقف عدد الأبطال عند ثمانية؟!