لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

سعيد حسنين

مونديال الكرامة ولعبة القتل

سعيد حسنين

(كاتب )

  • 1 مقال

كاتب مقال بالفلسطيني

ودع منتخب الجزائر مونديال البرازيل بشرف، ودعنا المونديال وتركنا نحن العرب بصمة على وثيقة كرة القدم العالمية، لم تعد مشاركة اي منتخب عربي لمجرد نيل شرف المشاركة بل لمقارعة الكبار، ومع قليل من الايمان بالنفس كان بالإمكان تجاوز المانيا ورد الاعتبار على المؤامرة التي ارتكبها هذا المنتخب مع منتخب النمسا ضد الجزائر في مونديال 1982، لقد سطر محاربو الصحراء امجاد الكرة العربية بأحرف نارية واجبروا العالم على الاعتراف بالقدرات العربية في ملاعب الكرة، هذا الاداء الساحر سيفتح الباب على مزيد من التقدم والتطور للاعبي العالم العربي، وخاصة من دول افريقيا، فالاحتراف لم يعد يقتصر على لاعبي اوروبا ولا جنوب امريكا، فهناك عالم اخر، عالم مقهور يعاني من الاضطهاد قادر على بسط سيطرته في كل الميادين.

 وليس خافيا على احد بان الرياضي العربي يسير من انجاز الى انجاز ومن تطور الى اخر، والمطلوب من قيادات العالم العربي توفير ما يلزم للإنسان العربي ليبدع في مجاله، وما من شك بان كرة القدم هي محط انظار العالم على مدار الايام وليس فقط في البطولات العالمية. والشيء بالشيء يذكر، فالنجاح الذي حققه الفدائي الفلسطيني في بطولة كأس التحدي وتأهله الى نهائيات كأس الامم الاسيوية ستكون له ابعاده على الكرة الفلسطينية التي يعيش شعبها تحت ظلم الاحتلال وقذارته، فهذا المونديال تزامن مع "خطف" المستوطنين الثلاثة  واضراب الاسرى الفلسطينيين ومع حلول شهر رمضان الذي يشهد  حملة عسكرية غير مسبوقة على شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع، والكيان الصهيوني روج اعلاميا بانه كيان مسكين يدافع عن نفسه من ارهاب الفلسطينيين، وكأن الارض الفلسطينية لم تُسلب وكأن البيت الفلسطيني لم يُهدم وكأن الطفل الفلسطيني لم يُسلب طفولته وكأن المرأة الفلسطينية لم تتعرض للاعتداءات، فأين نحن من نصرة قضيتنا وشعبنا اعلاميا على الاقل؟ لماذا تحركت الوكالة الصهيونية في العالم؟ رفعوا علم الكيان الغاصب في معظم مباريات المونديال، ولماذا استدروا عطف العالم مع "المخطوفين" في حين نحن الذين نكتوي بنار ارهابهم، هذا الارهاب المنظم من قبل  جيش غاشم واجهزة امنية لا تعرف معنى للرحمة.

 اعزائي في ارجاء الوطن العربي... اعزائي احرار العالم في كل مكان... يدخل المونديال مراحله الحاسمة ويقينا سيشد اليه الانظار اكثر واكثر في المرحلة المقبلة، فما على العرب وعلى الفلسطينيين الا ان يعملوا على تذكير العالم  اجمع امام الكاميرات بان فلسطين مغتصبة وبأن شعبها يُحرم من ابسط متطلبات الحياة وان الاحتلال يعتقل يوميا المئات وان الاحتلال ينتهك حرامات البيوت وان الاحتلال يقتل الاطفال والنساء والشيوخ ويهدم البيوت، والانكى من ذلك يخطط لحرب شاملة على الفلسطينيين،، فيا احرار العالم هبوا للدفاع عن فلسطين وشعب فلسطين، هناك بعيدا في البرازيل مونديال كرة قدم وعندنا في فلسطين مونديال القتل والتشريد، فهل من مجيب؟؟