اكاديميات كرة القدم والدور الريادى

المدرب عاطف نصير

(مدرب فلسطيني مقيم في المانيا)

  • 1 مقال

بعد فاجعة الخروج من دور الثمانية فى نهائيات كاس العالم 1998l فى فرنسا اجتاحت المدن الالمانية حالة من الغضب والسخط للتعبير عن استيائهم من فشل المنتخب الألماني في نقل صورة مشرفة عن المانيا في اكبر محفل دولي لكرة القدم حتى جاءت الفاجعة الكبرى والخروج المهين لألمانيا من الدور الاول في بطولة اوروبا التى اقيمت فى هولندا و بلجيكا 2000 التى اطاحت باتحاد كرة

القدم وجاءت باتحاد جديد بقيادة الالمانى تيوتسفانسجر الذى كان اول تصريح له ) لن نقع في اخطاء اتحاد التسعينات ( فى اشارة واضحة لتخلى ذلك الاتحاد عن القاعدة الاساسية التى تعاقبت عليها الاتحادات الالمانية والتى ترتكز على الاهتمام بالناشئين والشباب كداعم اساسى ورافد حقيقى للمنتخبات الالمانية فلم تستسلم المانيا ولم تقبل بالامر الواقع بل اجرت عملية تقييم شاملة وشكلت لجان من المتخصصين والخبراء فى علوم كرة القدم )كان منهم قيصر الكرة الالمانية بيكنباور ... الذى قال نحتاج الى عدد من السنين كي تتعافى كرة القدم في المانيا ( لوضع الاسس الحقيقية لمناهج علمية مدروسة لطرق واساليب التدريب تدرس اليوم فى معاهدها واكاديمياتها فى جميع الولايات الالمانية واجبرت كل الاندية المحترفة ) البوندسليجا والدرجة المحترفة الثانية ( على ان يكون لكل

نادى اكاديمية خاصة به ,واعطت الفرصة لكل اتحاد فى المانيا ) اللامركزية ( فى رسم سياسته الخاصة به مع الاحتفاط بالخطوط العريضة والاهداف المركزية التى رسمها الاتحاد الالمانى لكرة القدم فى تنفيذ طرق التدريب واساليبها مما افسح المجال للابداع والتفوق .

هذا يدفعنا ان نراجع بشكل دقيق مشاركة منتخبنا الفلسطينى فى نهائيات امم اسيا 2015م التى اقيمت فى استراليا التى كانت من وجهة نظرى الشخصية ايجابية جدا ونستطيع البناء عليها ومراكمتها وان لا نقف كثيرا امام السلبيات بل تحديدها بشكل جيد ووضع الحلول الجذرية للتخلص من هذه السلبيات والعمل على تجنبها قدر الامكان وتوجيه البوصلة نحو المشروع الاهم وهو كيفية تطوير الذات وليس جلدها وان نسابق الزمن ونعتمد خطة شاملة تحت راية الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بإشراف السيد جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم وقائد الثورة الكروية وكل اللجان العاملة فى هذا الاتحاد الذى استحق عن جدارة لقب افضل اتحاد ناشئ فى القارة الصفراء وهذا يدعونا للتفاؤل ويدفعنا للمزيد من البحث عن وسائل النجاح والتطور وانتشار الاكاديميات الخاصة بكرة القدم هو ظاهرة صحية وتعبر عن الاهتمام المتزايد بالفئات السنية .

 فأكاديمية جوزيف بلاتر فى الضفة الغربية تقوم بدور مركزى ونوعى فى التدريب والتطوير والاعداد لتطوير هذه الفئات, وكذلك الاكاديمية الرياضية فى غزة تقوم بعمل رائع وتعمل على تطوير العنصر

الاهم فى هذه العملية وهم المدربين وتعمل على تاهيلهم ليكونوا نواة التغيير.

وهنا اقترح :

 تشجيع الاندية الفلسطينية وخاصة فى الضفة الغربية ) محترفين + احتراف جزئى ( وفى غزة ) الدرجة الممتازة ( ان يكون لكل نادى اكاديمية خاصة به تهتم بقطاع الناشئين والشباب ) اجبارى. (

الاصرار على تنظيم البطولات للفئات السنية وهذا هو جوهر المشروع )تحت 13، 15،17،19).

 الاهتمام على وجه الخصوص بالفئة العمرية من 10 الى 13 سنة لأنها تعتبر الجيل الذهبى لتعلم كرة القدم.

 عمل منتخبات في الضفة يكون لها مثيل في غزة تمثل كل الفئات السنية تعتبر رافد اساسى للمنتخبات الفلسطينية.

 عمل نقاط مراقبة دائمة ) كشف الموهوبين فى الضفة وغزة ( لتقييم اللاعبين الموهوبين .

 عمل جائزة شهرية لأفضل موهبة مكتشفة.

 جائزة تحفيزية لأفضل فريق فى الفئات السنية.

 تطوير الاعلام الرياضى الالكترونى وخاصة المرئى لما له من ائر كبير فى دعم وتطوير كرة القدم.

 فتح الباب امام رجال الاعمال لاستحداث جوائز خاصة تساعد على استخراج طاقات اللاعبين والمدربين.

هذا المشروع قائم على استهداف طلبة المدارس والجامعات وهناك نموذج اخر اكثر من رائع وهو النموذج الاسترالى الجدير بالاحترام ومثال يحتذى به ويعكس التطور الذى وصلت له استراليا فى عقد من الزمن بعد ان كانت كرة القدم لا تحظى بالاهتمام الجماهيرى وتأتى فى المرتبة الثانية خلف لعبة الرجبى الشهيرة فى بلاد الكنغر

فالمدارس مليئة بالطاقة البشرية النقية وتربة خصبة للاستثمار ويحتاج الى تنسيق وتواصل مع المدارس وتنسيق مباشر مع مدرسى التربية الرياضية، فالمدرس هو المدرب الاول واذا لم يتوفر المدرس الكفؤ فانتداب احد مدربى الاندية للعمل مع الطلاب فى الحصص الرياضية.

 فاكاديميات كرة القدم عبارة عن عنوان للتخطيط والتطوير وراس حربة لهذا المشروع واداته التنفيذية لتطوير منظومة كرة القدم بكل مكوناتها وانتشارها جغرافيا يخدم الاهداف الاستراتيجية فى تطوير اجيال قادرة ان تمثل فلسطين فى كل المحافل الدولية .__