رغم أن الكثير من مشجعي ميلان يميلون لتحميل إدارة النادي المسؤولية الكاملة فيما يعيشه فريقهم هذه الأيام، وهو أمر مشروع جدا في ظل الزلات القاتلة والكثيرة التي وقع فيها سيلفيو برليسكوني ومعاونوه طيلة السنوات الماضية في حق "الروسونيري"، إلا أن مسؤولية ما يحدث لـ ميلان هذا الموسم لا تعود للإدارة، التي أعتقد أنها وفقت إلى حد كبير في عملها حتى الآن رغم الإمكانيات المالية القليلة في يدها.

مشاكل ميلان هذا الموسم ليست بسبب التعاقدات لأن تشكيلته الحالية ليست سيئة على الإطلاق، حيث يمتلك الفريق العديد من اللاعبين المميزين في صورة مينيز، مونتوليفو، فان جنكل، تشيرشي والحارس دييغو لوبيز، وبالنظر إلى بطولة هذا الموسم نجد أن الفريق بدأها بقوة ثم تراجع تدريجيا، ومن خلال تحليل فني أولي يتضح ضعف الفريق الكبير في إخراج الكرة ونقلها بين الخطوط الثلاثة وضعف توظيف قدرات اللاعبين، حيث لا نرى سوى مينيز ولوبيز، مما يعني أن المشكلة ليست في اللاعبين بل في المدرب، وتألق توريس بمجرد وصوله لـ أتلتيكو دليل دامغ آخر على مسؤولية فيليبو إنزاغي  الكبيرة.

خطأ بيرلسكوني يكمن في كونه أراد إعادة سيناريو ساكي وكابيلو واعتقاده أن الساحة خالية من المدربين الموهوبين، لكن كان من الأجدر به بدلا من محاولة إنتاج مدرب كبير -عبر تجربتي سيدورف وبعده إنزاغي-، جلب مدرب كبير والاتفاق معه من البداية على أسلوب للتعاقدات كما فعل الإنتر مع مانشيني، حيث أن الصفقات التي عقدها  كانت بنفس أسلوب الميلان سابقا بجلب لاعبين مميزين وفائضين عن الحاجة، لكن اسم مانشيني هو من منحهم الثقة بمشروع "النيراتزوري" الجديد، وحاليا تبدو الأمور ملائمة لإنهاء مسيرة إنزاغي ومنح الفرصة لمدرب كبير لقيادة الفريق، وأعتقد أن سباليتي هو الأفضل لوضع ميلان على الطريق الصحيح بعدما فشل إنزاغي فيما جاء من أجله الصيف الماضي.