زاوية حادة .. ماذا بعد مشاركتنا في آسيا

د. حسام حرب

(كاتب مقال)

  • 1 مقال

كاتب مقال زاوية حادة

ترددت كثيراً في كتابة أي شيء عن المنتخب الوطني وخاصة بعد الخروج من الدور الأول لبطولة الأمم الآسيوية، وكنت أقول بأن المشاركة في حد ذاتها هي الانتصار الأكبر، ولكن بعد حالة النقد الجارح الذي تعرض له اللاعبين والجهاز الفني كثيراً قررت أن أكتب وبتجرد وبشفافية مطلقة عن المشاركة التاريخية التي نفتخر بها لمعانيها الكبيرة.
وباعتقادي الشخصي بأن الخسارة غير محببة لكل المشجعين والمتابعين وبالمقابل يجب عليك أن تتقبل كل ما تنتجه كرة القدم، وما أغاظني كثيراً الانتقادات المستمرة للمنتخب الوطني وكأننا ذاهبون لأستراليا للمنافسة على اللقب ونتناسى بأننا نشارك للمرة الأولى في تاريخنا وأمام أبطال آسيا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بدلاً من أن نستفيد من هذه المشاركة للبناء الحقيقي لوضع أسس جديدة ومعايير إستراتيجية تنهض بواقعنا الرياضي بدأ البعض بوضع العصا في الدواليب وسؤالي إليهم ماذا كنتم تنتظرون أن يعود المنتخب باللقب أم ماذا بالضبط؟ وكان الأجدر بنا أن نعترف بإمكانياتنا ونعزز هذه المشاركة من خلال الثناء على الجميع بعيداً عن النتائج التي لا تعكس الأداء الحقيقي لمنتخبنا، وأنا على ثقة لو أن المباريات أعيدت لن نخسر بهذا الشكل.
لا أختلف مع الآخرين بأن منتخبنا لم يقدم المطلوب منه قياساً بالمستوى الذي ظهر عليه في بطولة التحدي الأخيرة، ولكني أختلف مع الجميع بأن منتخبات كبيرة وصاحبة باع كبير في الرياضة خرجت من الباب الضيق للبطولة وهي التي كانت من الفرق المرشحة للوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة، وإضافة إلى ذلك فإنني أتذكر بأن اليابان بكبريائها الكروي خرجت من الدور الأول في أولى مشاركتها واحتلت المركز الأخير في مجموعتها وبدون أن تسجل أي هدف.
إذن معطيات كثيرة وكبيرة تعطينا دلالات وإشارات واضحة على أننا حصلنا على أفضل من لقب هذه البطولة، وخاصة أننا في مرحلة تحرر وطني وبالتالي فن الرياضة هي جزء أصيل من نقل المعاناة الخاصة بالرياضيين للعالم وكسب تعاطف المجتمع الدولي تجاه القضية الأعدل في العالم الحديث، وضمن الخطوات الإستراتيجية للتحرير وإعلان الدولة الفلسطينية.
سجلنا هدف وحيد في الملعب، ولكن الأهداف الكثيرة سجلت خارج المستطيل الأخضر، وبالتالي فإنني على ثقة بحنكة القيادة الرياضية ومن قبلها الإدارة السياسية للاستفادة من هذه المشاركة وتجنيدها لصالح القضية بكل الطرق والوسائل التي تمكننا ولو لبناء خطوات قليلة نحو الحلم الذي يراودنا منذ أكثر من ستين عاماً.
وأعود وأكرر الأجدر بنا أن نُقيم هذه المشاركة وأن نوظف إنجازاتها لصالح الاتجاه العالم الرياضي لتعزيز الأداء الرياضي الذي بدوره سيؤثر على المنظومة بشكل عام، وهنا بدوري أثمن دور اللقاء جبريل الرجوب على تشكيل لجنة لتقييم المشاركة وتقييم الواقع الرياضي وهذا يعكس دلالات على حالة النهوض والتطوير المستتمر للرياضة الفلسطينية.
المشاركة انتهت والحدث أصبح في ذاكرة الرياضيين وليسجل في التاريخ ولكن الآن الأهم والقادم هو الصعب والذي يتمثل في العديد من النقاط ولعل أهمها والسؤال الصعب كيف سيكون شكلنا الدورة القادمة في حال تأهلنا إلى هذا الحدث ولذلك فإنني أقدم هذه الأفكار لتطوير الأداء الرياضي
1. وضع خطة إستراتيجية تجيب عن السؤال الأهم كيف يمكن لنا أن نتواجد في أمم آسيا 2019 وكأس العالم 2022، من خلال الاستفادة من أصحاب الاختصاص في هذه المجالات.
2. العمل على تسويق الرياضة الفلسطينية بما يتعلق بالنقل التلفزيوني وتعزيز مفاهيم الشراكة الوطنية للشركات الخاصة ودورها في النهوض بالواقع الرياضي.
3. تشكيل لجنة استشارية دائمة لتقديم النصح والإرشادات من واقع الخبرات الرياضية ولتكون على شكل مجلس أمناء الرياضة الفلسطينية.
4. الاهتمام بالكوادر الأكاديمية وتحميلها المسؤولية الكاملة على الجيل القادم للرياضة الفلسطينية من واقع المسؤولية المشتركة .
5. تطوير الرياضة المدرسية التي تعتبر أكبر المفرزات والرادف الأساسي للحديث عن رياضة فلسطينية مستقبلية.
6. التركيز على المسابقات الرياضية المحلية التي من شأنها أن تخلق جيل واعد للرياضة الفلسطينية.
وبالتوفيق للرياضة الفلسطينية ومعاً وسوياً نحو تحرير الأرض الفلسطينية وإعلان السيادة الكاملة على أراضينا وعاصمتنا الأبدية القدس الشريف.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية
Hoss1983@gmail.com