الاحتراف والمال.. معادلة معقدة لكن حلها ليس مستحيلا

ماجد أبو عرب

(كاتب فلسطيني -نابلس)

  • 1 مقال


الالتزامات المالية الشهرية تقصم ظهر الهيئات الإدارية للمراكز الشبابية والأندية الرياضية الفلسطينية،هذه الاسطوانة أصبحت لسان حال أندية الاحتراف الفلسطيني، وحتى نتجاوز الدخول في المنعطفات الخطرة التي ستسفر عنها هذه العقدة أي عقدة المال والمصاريف والمستحقات ،لا بد لأنديتنا ومراكزنا الشبابية من الإسراع بدعوة القطاع الخاص الفلسطيني لعقد سلسة من الاجتماعات واللقاءات برعاية الرئيس ابو مازن ومجلس الوزراء، واتحاد اللعبة، من أجل دراسة واقع أنديتنا، ومن ثم إقناع 12 شركة فلسطينية بضرورة تبني فرق الاحتراف ماليا خلال عام احترافي على أقل تقدير مقابل الضغط على السلطة الفلسطينية لإعفاء الشركات الراعية من دفع الضرائب أو تقليص نسبة ما يدفعونه لخزينة المالية، لحث وتشجيع شركات أخرى على الدخول إلى حلبة الرعاية المالية لأندية الاحتراف في السنوات المتعاقبة، من منطلق تقاسم المسؤولية، وإذا ما تم تثبيت هذا التوجه رسميا، سنجد أن فرقنا الرياضية وأنديتنا ستخرج حتما من دوامة الضغط المالي الذي يتبعه في غالب الأحيان تقهقر في منسوب التجميع النقطي مثلما حصل مع أكثر من ناد فلسطيني، و بعد أن يتقلص حجم ورم وألم نقص المال ستندفع أنديتنا نحو بحر الإبداع ، والتألق في سماء الكرة ، من جهة أخرى بات من الضروري أن تنظم أندية الاحتراف ماراثونا أو بازارا خيريا لفتح باب التبرعات لحث الناس المقتدرين من رجال أعمال محليين ودوليين من أبناء الجاليات الفلسطينية في كافة بقاع المعمورة إلى التبرع بأموال ومشاريع تنموية يرصد ريعها لصالح أندية الاحتراف، مثل بناء وتشييد صالات أفراح وعقارات ومحلات تجارية ،ومسابح ومتنزهات ومدن ملاهي أو أية مشاريع مدرة للدخل ،وفي حال نجحت الفكرة ستساهم هذه المشاريع في زيادة غلة أندية الاحتراف وتغذيها بأوكسجين المال.
لكن من الضروري أن يتوازى ذلك بجهود إدارية متخصصة تحمي هذه الإيرادات من غول الاختلاس ومن شبح الفوضى الإدارية ، وفرض رقابة لصيقة على هذه الإدارات حتى تصل هذه الأموال وتلك الإيرادات إلى مستحقيها ،أي لجيوب المحترفين وصناديق مال تلك الأندية، وما دفعني إلى الخوض في غمار موضوعة (الاحتراف والمال) الضائقة المالية التي تقع فيها غالبية أنديتنا بين فترة وأخرى نتيجة غياب التخطيط الاستراتيجي وسيطرة العفوية، بالإضافة إلى عدم انتظام دفع المال المقدم من الرعاة ومن اتحاد اللعبة، وإذا نجحنا في زيادة موارد الأندية والمراكز الشبابية،ستشهد فلسطين نقلة نوعية في عالم الاحتراف ستدخلها إلى البوابات العالمية، وليست الإقليمية والعربية فحسب، وستتقلص حالات هروب اللاعبين من ناد إلى آخر ، الأمر الذي أثر سلبا على ترتيب فرق الاحتراف من عام وآخر ومن مرحلة إلى أخرى. هل نجد قريبا من يترجم هذه الأفكار إلى واقع ،أم إننا سنواصل العزف على وتر الأحلام إلى يوم الدين.