(تصغير وتكبير)

مصطفى الأغا

(كاتب)

  • 1 مقال

مشكلات الناقد أو العاشق أو اللاعب، أو حتى الإنسان العادي، عندما يرى الأمور بعين واحدة ويُغمض الثانية بكامل وعيه، فيكون حينها رأى نصف الحقيقة وليس كلها، والمشكلات الأكبر عندما نُطلق الأحكام أحادية الجانب من دون درس الطرف المقابل في معادلة لا تستوي من دون طرفين، ففي كرة القدم لا تلعب وحدك، بل لك منافس وهذا المنافس له جمهور ومدرب واستعدادات ونجوم قد لا تعرف أنت عنهم شيئاً، وهنا تكون هذه هي مشكلاتك لا مشكلات الفريق المقابل.

فمثلاً، منذ الآن توَّج الآلاف الهلال بطلاً لآسيا بغض النظر عن هوية منافسه الأسترالي الذي تأسس عام 2012، وبعد عام كان وصيف الدوري، وفي الذي يليه بات في نهائي القارة الأكبر سكاناً في العالم، فهذه الحقيقة مرعبة «ولا أريد تخويف الهلاليين، ولكني أسعى للرؤية بعينين وليس بعين واحدة، وبعيداً عن العاطفة أو التمني».. أقول هذه الحقيقة مرعبة، والمرعب أكثر أن وسترن سيدني تأهل على حساب «البطل السابق لآسيا» غوانزهو الصيني، وهو برأيي الأقوى آسيوياً في ظل قيادة مارتشيلو ليبي له، والملاحظ أن الفريق الأسترالي بدأ بداية كارثية وخسارات كبيرة في دور المجموعات، وتأهل إلى النهائي بفضل تسجيله هدفاً خارج الديار، وهو ما يجب أن يحذر منه الهلاليون.

الكلام نفسه ينطبق على «الأخضر السعودي» الذي استسهل ثلاثة أرباع النقاد والجماهير لقاء المنتخب اللبناني، فقط لأن لبنان خسر قبلها بالخمسة أمام قطر ودياً، لا بل وصل البعض بالتحليل إلى القول إن المنتخب ومدربه ربما كانا يبحثان عن رفع المعنويات «ما يعني أن الفوز في الجيب ولا وجود للفريق المنافس»!

وجاء التعادل وكأنه هزيمة للكثيرين، وعادت الانتقادات الحادة للمدرب لوبيز كارو، الذي نال بعض الاستحسان في مواجهة الأوروغواي، ونال الكثير من التقريع والكلام القاسي بعد ثلاث خسارات ودية أمام مولدوفا وجيورجيا وأستراليا، اهتزت خلالها الشباك السعودية تسع مرات في مقابل هدفين فقط سجل أحدهما حسن معاذ من ركلة جزاء و«هدفين في مباراتي الأوروغواي ولبنان»، ولم يبق أمام «الأخضر» سوى فلسطين التي سيقولون عن منتخبها أكثر مما قيل في المنتخب اللبناني - على رغم فوزه سابقاً على كوريا الجنوبية وإيران والكويت والإمارات -، ولكن ظل غالبية المراقبين والنقاد لا يرون فيه سوى مشروع نزهة تبين أنها لم تكن كذلك مع صافرة النهاية.