دورينا تحت المجهر .. كلاكيت آخر مرة !

وليد جودة

(كاتب صحفي فلسطيني)

  • 1 مقال

كتب/ وليد جودة

الصداقة بطل دوري الوطنية موبايل للمحافظات الجنوبية، هذا هو العنوان الأبرز لنهاية حكاية دورينا لموسم 2016/2017، يشاركه عناوين أخرى منها هبوط التفاح وخدمات خانيونس إلى الدرجة الأولى ليحل محلهما في الممتازة كل من شباب جباليا والقادسية، وعنوان عريض وبارز يقول: ترقبوا جيلاً ذهبياً لخدمات رفح !

اللي بيصبر ... بينول !

الصداقة صبر طويلاً لتحقيق تاجه وحلمه الأول، وعمل جاهداً طوال المواسم الماضية بكافة مستوياته من إدارة و أجهزة فنية ولاعبين وجماهير من أجل هذه اللحظة، وبعد هذا الصبر الجميل والتواجد الدائم في المربع الذهبي منذ صعوده إلى دوري الأضواء، حان وقت الفرح ونشوة اللقب لأبناء مخيم الشاطئ، لحظة القبض على لقب كانوا قريبين منه في مواسم سابقة وحصلوا عليه الآن، بجدارة واستحقاق.

تتويج الصداقة جاء بعد تصدر البطولة في معظم أسابيع البطولة، العمل خارج الميدان وداخله كان كبيراً لكل منظومة النادي، استقرار وهدوء وتركيز، حافز كبير وتشكيلة جلها من أبناء النادي، وبيئة مترابطة ومتكاتفة تسعى لهدف واحد هو اللقب، هذه هي الوصفة السحرية للفرق التي تسعى للنجاح، والأهم من كل ذلك، الاستفادة من دروس الماضي والقدرة على العودة بعد التعثرات !

لو أردنا أن نبرز نجماً من نجوم الصداقة فقد نظلم الآخرين، فلو قلنا بلح بأهدافه، قد نظلم قفة مهندس عمليات الفريق، ولو قلنا سالم بقيادته وخبرته قد نظلم أبو ريالة و المنايعة مسامير الوسط، ولو قلنا أبو ناجي و أبو توهة بقدميهما اليساريتين الساحرتين، سنظلم أبو حسنين والديري بفدائيتيهما، سنظلم أبو حشيش، ولا يمكن أن نغفل عن السد العالي فادي جابر في الحراسة .. كلهم نجوم .. كلهم قاموا بدورهم .. كلهم أبطال .. وأعتذر لمن لم أذكره !

تحت المجهر .. هذا ما عشناه !

- سليمان العبيد رغم العديد من الانتقادات التي طالت أداءه مع الشاطئ إلا أنه أثبت بأنه قيمة ثابتة بإحرازه لقب الهداف متفوقاً على محمد بلح ومحمود وادي ومحمد بركات والبقية.
 - شباب رفح امتلك نجوماً لامعة لكنه تأثر كثيراً بعد الاستقرار في العارضة الفنية، الزعيم كان فارساً من فرسان اللقب لولا خسارة الديربي أمام جاره الخدمات، فتبعثرت أوراقه وضاعت معها الأحلام.
 - خدمات رفح بقيادة محمود المزين كان أجمل ما في دورينا، من وجهة نظري فإن أجمل كرة قدم شاهدناها هذا الموسم كانت بأقدام هذه الكوكبة الشابة الممزوجة بعناصر الخبرة في ثوب الماتادور، ولولا البدايات الصعبة لهذه المجموعة الموهوبة لكان الحال مختلفاً، لكن على الجميع أن يترقب عملاقاً في كرتنا الغزية قد يأكل الأخضر واليابس في قادم المواعيد ، بشرط الحفاظ على ربان السفينة .. المزين !
 - بكل تأكيد، كان الشاطئ والشجاعية مخيبان لآمال وتطلعات الجماهير العريضة التي تقف خلفهما، لكن الأكثر تخييباً للآمال من وجهة نظري كان اتحاد خانيونس الذي جمع 18 نقطة في الدور الأول وكان منافساً شرساً، وفي الدور الثاني جمع نصفها فقط، مع التذكير بأن ذلك جاء بعد تغيير المدرب !
 - الأزمة المالية التي تمر بها الأندية ألقت بظلالها بشكل كبير على البطولة، وأعتقد بأن هناك أندية ستعاني من هجرات جماعية في حال لم تتمكن من تسوية أوضاعها مع اللاعبين ودفع مستحقاتهم.
 - أحاديث التفويت والتلاعب والبيع والشراء باتت ملاصقة لدورينا عند كل النهايات، لا إثباتات يعني بأنه لا يوجد شيء رغم أن العقل لا يقبل أن يقتنع بذلك .. على سبيل المثال: ما رأيكم بطريقة الاحتفال الباهتة التي شاهدناها لأحد الأندية بتسجيله أهدافاً في مباراة يحتاج بها للانتصار من أجل تجنب الهبوط ؟! مش راكبة صح ؟!

تجربة فريدة !

بريميرليج غزاوي كان المحاولة الحقيقية الأولى لي في مجال الكتابة الرياضية على الصعيد المحلي، كثيرون استغربوا توجهي هذا في الوقت الذي يعرف عني الاهتمام والتركيز على الكرة الأوروبية، الحقيقة إنها كانت تجربة فريدة من نوعها، تجربة غنية وغير مسبوقة، لا أستطيع أن أحكم على نجاحها من عدمه، لكنها قدمت الكثير لي على المستوى الشخصي والمهني إيجاباً وسلباً، دخلتها وأنا مقتنع بأنه لا يمكن أن يبقى عشقي لكرة القدم منحصراً في بلاد بعيدة، وأن أتجاهل ما يحدث في ملاعب مجاورة لي يلعب فيها أبناء جلدتي، تعرفت على الكثيرين، كثيرون عرفوني، تعلمت الكثير ولا أزعم بأن أحداً تعلم مني شيئاً !

أمر منطقي مع نهاية بطولة الدوري أن تنتهي سلسلة "بريميرليج غزاوي"، ولا أعلم صراحة إن كنت سأواصل الدرب في الموسم المقبل أم لا، فبقدر ما حاولت أن أقدم طبقاً مختلفاً ونقداً جريئاً في بعض الأحيان، بقدر ما كانت جرعة الإحباط من ردود الأفعال تزداد مرة بعد مرة !

هذه هي المرة الأخيرة التي تقرأون فيها "بريميرليج غزاوي" هذا الموسم .. وربما إلى الأبد .. وأتمنى أن أكون ضيفاً خفيف الظل عليكم جميعاً ... كل سنة وانتو طيبين !