انقسام ومصالح .. والبينة على المدعي !

وليد جودة

(كاتب صحفي فلسطيني)

  • 1 مقال

كتب - وليد جودة

الكثير من الخاسرين والقليل من الرابحين، كان هذا هو ما أفرزته نتائج الجولة 19 من عمر دوري الوطنية موبايل الممتاز في قطاع غزة، وينطبق هذا الاستنتاج على صراعي اللقب والنجاة من الهبوط، والحقيقة أن الصورة العامة لجدول الترتيب تعطينا الانطباع بأن انقساماً بات ملحوظاً بين الفرق ال12 جعلهم يتوزعون إلى ثلاث مجموعات بواقع 4 فرق في كل مجموعة، الأولى من أجل اللقب والثانية لصراع البقاء في دوري الأضواء، بينهما الثالثة تضم الفرق التي أراحت واستراحت، فلا هي تنافس على اللقب، ولا هي تواجه خطر الهبوط ولو بشكل نسبي.

الجولات الثلاث المتبقية لا تعيش الانقسام لوحده، بل تزداد سخونة وإثارة بدخول لعبة المصالح المتضاربة، فأغلب المباريات ال18 المتبقية من عمر البطولة تجمع بين أندية من مجموعات مختلفة، منها من يبحث عن نقاط تمنحه لقباً ومنها من يستجدي نقطة تبقيه على قيد الحياة في الدرجة الممتازة، وهو ما يجعلنا نترقب صدامات عنيفة وحروب كروية .. المهم أن تبقى كروية فقط !

صراع اللقب !

مجموعة الجزء العلوي من الترتيب اتسعت بانضمام حامل اللقب خدمات رفح إلى ثلاثي الصداقة وشباب رفح وشباب خانيونس، الماتادور كان الرابح الأكبر من الجولة الماضية بانتصاره الهام واسقاطه الزعيم عن عرش الصدارة، ولم يستفد الثنائي الآخر من تعادلاتهما "المخيبة" أمام متذيلي الترتيب، لتفصل 3 نقاط فقط بين هذا الرباعي، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا !

على الورق، يبدو المتصدر الحالي الصداقة الأقرب لنيل مراده وتحقيق الحلم، فطريقه يمر بطواحين تلعب بلا ضغط، وهلال سيكون العقبة الأصعب ربما، وأخيراً مواجهة أخ كريم وابن أخ كريم اسمه الشاطيء، لكن كتيبة المدفعجية تحتاج إلى الاستفاقة مع وجود مؤشر خطير بحصولهم على 3 نقاط فقط في المباريات ال4 الأخيرة !

المواجهة الأبرز ستكون بين الشبابين، رفح و خانيونس في الجولة بعد القادمة، على الأغلب الفائز سيستمر في المحاولة والخاسر عليه أن يستسلم، ونتيجة التعادل قد تغرق سفينة الفريقين، الزعيم عليه أن يواجه صاحبي المركزين الأخيرين غزة الرياضي و خدمات خانيونس، أما النشامى فسيواجهون اثنين من أصحاب المنطقة الدافئة، الشجاعية والأهلي وهو ما قد يلعب لمصلحتهم في النهاية.

الماتادور القادم من بعيد هو صاحب المعنويات الأعلى لكن النقاط الأقل، طريقه يمر بخدمات آخر يسعى للنجاة، ثم طواحين هادئة و هلال لا يعرف مصيره حتى اللحظة، معادلة شبيهة بمعادلة الصداقة مع اختلاف ترتيب المواعيد !

هذه الوضعية تجبرنا على أن نقول بأن الفريق الوحيد الذي يملك مصيره بيده هو الصداقة، بقاعدة اخدم نفسك بنفسك وتحقيق الانتصارات الثلاث سيكون سالم والبقية أبطال هذه الرواية، أما الزعيم والنشامى فمواجهتهما ستكون حاسمة على أمل تعثر المتصدر الحالي، أما حامل اللقب فيأمل أن يستمر التخبط عند منافسيه، وحينها لن يوقفه أحد!

صراع النجاة !

مجموعة الجزء السفلي من الترتيب، الهلال وضع نفسه في مأزق بخسارته الأخيرة أمام الأهلي وبات بحاجة إلى الفوز ولا غيره أمام منافس اسمه التفاح يريد أن يحفظ بدوره مكان له مع الكبار، معهما ثنائي يراوح مكانه منذ بداية البطولة هما غزة الرياضي وخدمات خانيونس، الجميع في هذه المجموعة لم يخدم نفسه ولم يستفد من نتائج المنافسين في الجولة الماضية، ومن أراد النجاة عليه أن يخرج من عباءة التعادلات والهزائم بأي شكل من الأشكال.

مباراة الهلال والتفاح ستكون فاصلة في هذا الصراع، حصول الهلال على ثلاث نقاط سيؤمن له الهروب بشكل كبير، وهو الأمر الذي لن يقبل به رفاق الصفدي ولولو بالتأكيد، أما الثنائي الآخر فعليهما أن يواجها الحقيقة أمام شباب وخدمات رفح أولاً قبل أن يتواجها معاً ويغرق أحدهما الآخر .. أو الغرق معاً !
نيالك يا مرتاح  !

في الوسط، نجد مجموعة مرتاحة ولو بشكل متفاوت، اتحاد خانيونس والشاطيء والشجاعية والأهلي، جدول المباريات لا يوحي بالخطر على هذا الرباعي لكنه يؤكد بأن دورهم لم ينته بعد في البطولة، فتحديد هوية البطل و هوية الهابطين سيمر من خلالهم، وسيكون لهم دور بارز في حسم الشكل النهائي لهذا الموسم المجنون !

يا قلعة الجنوب .. يا رفح

رفح هي المدينة الغزية الأولى كروياً بشهادة الألقاب والأرقام، وديربي رفح هو المباراة الأكثر سخونة في القطاع، وما عشناه من إثارة وتشويق الجمعة الماضية في ملعب رفح البلدي داخل المستطيل الأخضر وعلى المدرجات هو أمر جميل لا يجب إفساده، الحقيقة أن ما حصل من "البعض" بعد نهاية اللقاء داخل الملعب وخارجه كفيل بأن يفسد كل شيء، وكفيل بأن تفقد الكرة متعتها وأن تفرغ الرياضة من مضمونها، الرياضة تنافس شريف والكرة فيها الربح والخسارة ... فلا تحولوها إلى ساحة حرب .. حرب بين أبناء مدينة واحدة من أجل كرة قدم !

أحاديث البيع والتفويت ..

مجدداً تظهر الأصوات المشككة بوجود التلاعب بنتائج المباريات في دورينا، ومصادر التلاعب مختلفة، فربما لاعب أو مدرب أو إدارة أو النادي بأكمله، وربما لا شيء من ذلك ! لن أنكر بأنني واحد من الذين ينظرون بعين الشك والريبة لكثير من الأحداث ما مضى منها وما قد يحدث، لكن عدم امتلاك الدليل يبقى هو الحقيقة الدامغة الوحيدة الماثلة أمام الجميع، والبينة على المدعي واليمين على من أنكر .. عندك دليل هات .. أو اسكت !