أزمة تحتاج لحلول

معين حسونة

(اعلامي رياضي)

  • 1 مقال

بقلم: معين حسونة

الحاجة أم الاختراع .. هكذا تعلمنا حينما نواجه مشكلة في أحد المجالات، وفي رياضتنا المحلية وتحديداً كرة القدم واجهنا في الموسم الماضي 2015 - 2016 مشكلة تفويت مباريات في الدوري والكأس سواءً في قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، دون أن يتمكن الاتحاد من اثبات هذه الحالات ومعاقبة المتورطين فيها.

 

ولذلك بات من المنطق إيجاد حلول حتى لا تتفاقم هذه الظاهرة في المواسم القادمة، وعليه ننصح اتحاد القدم بتطوير ألية إقامة ولعب الدوري، بحيث تكون هناك أهمية كبيرة لكل مركز في نهاية الدوري، وترتيب بطولات أخرى عليها، لضمان عدم الاستهانة بنقاط بعض المباريات للفرق التي تضمن البقاء وتبتعد عن المنافسة على اللقب قبل عدة أسابيع من نهاية الدوري.

 

كما أن عدد اللقاءات التي يخوضها اللاعب لو شارك في مباريات الدوري كاملة مع الكأس لا يصل إلى أكثر من 27 مباراة، وهذا العدد غير كافِ لتأهيل لاعبين يتمكنون من الارتقاء بمستواهم والانضمام للمنتخبات الوطنية بشكل لائق، كما هو متعارف عليه عالمياً.

 

ومن المعروف أن عدد الفرق في الدرجة الممتازة يبلغ 12 فريقاً، والدوري يتكون من 22 مباراة ما بين مرحلتي الذهاب والعودة، وكذلك الحال بالنسبة للدرجة الأولى.

 

ويكتفي اتحاد كرة القدم في غزة بلعب بطولتي الدوري والكأس، بينما في الضفة تقام بجانب البطولتين، كأس الشهيد أبو عمار التي تشارك فيها فرق دوري المحترفين الـ 12 فقط.

 

ومن باب التطوير ومحاولة التخلص من شبهات التلاعب، على الاتحاد الإعلان عن بطولات جديدة بعد نهاية الدوري، وتكون المشاركة فيها وفقاً لترتيب الفرق في الدرجة الممتازة.

 

والأفكار التي يمكن طرحها في هذا الصدد، إقامة بطولة كأس الكؤوس أو (كأس النخبة) للفرق الثمانية الأوائل في الدرجة الممتازة، بحيث تبدأ بإقامة مباراة تجمع صاحبي المركزين الثامن والسابع، والفائز منهما يقابل سادس البطولة، ومن ثم يواجه الصاعد خامس الترتيب، وهكذا حتى الوصول للمباراة النهائية، التي تشهد مشاركة بطل الدوري مباشرة فيها، ليتقابل مع الفريق الصاعد من المباريات التأهيلية التي تشارك فيها الفرق من الثاني وحتى الثامن.

 

وكذلك يمكن إطلاق بطولة كأس الاتحاد، عدا عن بطولة الكأس، وبمشاركة فرق جميع الدرجات الممتازة، والأولى، والثانية، والثالثة الـ 56 على أن يستثنى من دورها التمهيدي الفرق الثمانية الأوائل في الممتازة بالموسم السابق، وتبدأ بمشاركة 48 فريقاً، يتأهل منها 24 ينضم لهم الفرق الثمانية من الممتازة، ومن الجيد لعب مباريات البطولة على أرض الفريق الأعلى ترتيباً في الدرجات أو بالقرعة (إذا كانا من نفس الدرجة)، وفي حالة التعادل يتم إعادة المباراة على أرض الخصم، حتى تصبح المنافسة أكثر إثارة، ويزيد عدد المباريات في الموسم للفرق واللاعبين.

 

كما أن طريقة صعود وهبوط الفرق يمكن تطويرها، بحيث لا تنتهي بختام الدوري، فعدا عن هبوط صاحبي المركزين 11، و12 المعمول به حالياً، بالإمكان أن تلعب مباريات فاصلة بين صاحب المركز العاشر في الممتازة والثالث في الأولى ذهاباً وإياباً، والفائز بمجموع المباراتين يلعب الموسم التالي في الممتازة والخاسر بالأولى، وتلعب مباراة الذهاب على أرض ثالث الأولى، والإياب بأرض عاشر الممتازة، وإذا كان التعادل حاضراً بمجموع المباراتين يتم اللجوء لشوطين إضافيين، وإذا استمر التعادل يتم لعب ركلات ترجيح لتحديد هوية الفائز، علماً بأن هذا النظام يهدف لعدم البحث عن الحصول على مركز متأخر يضمن البقاء فقط.

 

ويندرج هذا الأمر على لعب عاشر الأولى مع (ثالث الثانية) الذي يتم تحديده من خلال مباريات فاصلة بين ثواني الفرعين (غزة والشمال)، و(الوسطى والجنوب).

 

أما الدرجة الثالثة، فيفضل إلغائها مع نهاية الموسم المقبل، حيث أن هذه الدرجة تتكون من ثمانية فرق للفرعين، يصعد الأول فيهما للثانية، ولا يوجد فيها هبوط، مما يؤثر على روح المنافسة، وخصوصاً من الفرق التي تبتعد عن المنافسة على بطاقة الصعود مبكراً.

 

والألية المقترحة لشطب هذه الدرجة تتضمن اعتبار صاحب المركز الثامن والأخير مجمداً لمدة موسم واحد، مع تطبيق نفس الأمر على متذيل ترتيب الدرجة الثانية، لتصبح الفرق المجمدة أربعة، مع تصنيف الفرق السبعة المتبقية بالدرجة الثالثة مع الفرق المصنفة مسبقاً بالثانية بنفس هذه الدرجة، ليصبح مجموع فرق الثانية 14 في كل فرع، على أن تعود الفرق المجمدة للعب بالموسم التالي، ويجمد بدلاً منها صاحبي المركزين الأخيرين في كل فرع.

 

ومن خلال هذه الأفكار، يبقى عدد الدرجتين الممتازة والأولى 12 فريقاً لكل منهما، وتصبح الدرجة الثانية 14 فريقاً في "غزة والشمال"، ومثلهم في "الوسطى والجنوب"، مع تجميد فريقين من كل فرع، ليكون المجموع 56 فريقاً وهم عدد أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم.

 

ومع عودة ملعب فلسطين للعمل مطلع الموسم المقبل، وإيجاد النوايا الحقيقية للتطوير، يمكن أن يتم تطبيق هذه الأفكار دون عوائق، خاصة وأن فترة إجازة الصيف كروياً باتت تصل لخمسة شهور، ويمكن تقليصها بشكل كبير لو تم تنفيذ البطولات الجديدة، والأخذ بما طرح من أجل الرقي بكرتنا المحلية.