الأبيض يليق بك!!

محمد عدوان

(محرر صحفي)

  • 1 مقال

 

عندما وصل إلى بداية العشب في ملعب البرنابيو تمسمر في مكانه، وقف وأخذ يضرب قدمه اليمنى في الأرض تارة، واليسرى تارة أخرى، تعجب الجميع منه، حتى المدرب الذي أشار إليه للدخول والالتحاق بتدريب الفريق الأول.

كان يسمع الكثير من الأقاويل عن البرنابيو، إحداها تلك التي شدت انتباهه كأي طفل آخر يحلم بدخول معقل الأبيض الكبير، كانت الإشاعات تتردد أن من يسير على عشب البرنابيو حافيا يشعر وكأنما يطير، وسيستطيع بعد ذلك تمييزه عن عشب أي ملعب آخر، حتى ولو لعب على ألف ملعب.

خلع راؤول حذاءه وأخد يركض في الملعب كطفل يتعلم خطواته الأولى، يسير ويرفع يديه كأنهما جناحين يطير ويحلق عاليا، في سماء البرنابيو، يشدو الألحان ويسطر السموفنيات، يحلم بأن الجماهير تنادي بأسمه وهو يبتسم لهم ويصفق.

مرت السنوات على راؤول مسرعة في البرنابيو، 16 عاما يصول ويجول، الأحلام أصبحت حقيقة، يهدد الخصوم، يطرحهم أرضا، ترتعد شباك المرمى عندما تشعر باقتراب الكرة من قدمه، هو العازف الأول لسمفونية البلانكو البيضاء، لأول مرة تشاهد مايسترو يدير العازفين يرتدي بدلة بيضاء وليست سوداء كما اعتاد الجميع.

لم يكن يعرف ذاك الطفل الذي دخل إلى غرفة ملابس ريال مدريد وعمره 17 عاما، وأصبح لاعب فيها، سيأتي يوما آخر سيغادرها دون عودة، سيغادر البرنابيو، سيترك الجماهير تنادي بأسمه، ترتدي قميصه صاحب الرقم 7، سيترك شرخا في لا يمكن إصلاحه، البلانكو الصغير الذي جاء وعاث فسادا في جميع ملاعب أسبانيا والعالم.

اعتزل راؤول وما زال قلبه متعلقا بمدريد والبرنابيو واللون الأبيض والرقم 7.