سيناريو لم يحدث: حلم دانيلو من الكلاسيكو إلى الكاستيا

محمد عدوان

(محرر صحفي)

  • 1 مقال

 

الرياضية أون لاين - كتب محمد عدوان

جلس دقائق يحك في شعر ذقنه وهو يتأمل صور أساطير الفريق والكؤوس التي تملأ خزائنه، وأخذ يجوب بناظريه بين الوجوه التي تعلقت على الحائط، بعضهم لاعبين، وبعضهم الآخر مدربين ورؤساء، كل من حقق إنجازا مع الفريق كانت صورته تأخذ حيزا من جدار يشبه جدار برلين.

جلس على كرسيه ونظر إلى الأوراق المترامية على مكتب، يتابع بكثب كل الأخبار التي ترد على بريده الإلكتروني وعلى المواقع والتي تتعلق بأخبار الغريم الذي سوف يلاقيه بعد أيام هنا في البرنابيو.

يدق الباب، يخرج رأسه من بين الأوراق، وكأنه يستيقظ من –كوما- بدا مظهره مرهقا، فهو لم يذق طعم النوم منذ يومين، زاده حنقه وتعبا عندما أطل رأس دانيلو من الباب وهو يقول "هل تسمح لي أيها المدرب بالدخول"؟

يشير إليه بينتيز بيده في إشارة منه للدخول وإغلاق الباب خلفه، وأشار إليه أن يجلس على الكرسي المقابل له.

ساد الصمت فترة لا بأس بها، بينتيز رأسه في الأوراق ويبدو أن شيئا ما قد اجتاح عقله وأصبح يتملكه، دانيلو يجلس على الكرسي المقابل كأنه طفل في الصف الرابع الابتدائي يجلس أمام مدير المدرسة يشبك يديه اللتين أصبحتا رطبتين من شدة حكهما ببعضهما البعض.

ينتبه بينتيز إلى أن الصمت ساد كثير دون أن يتكلم دانيلو، يكح كحة خفيفة في مقدمة منه لبدأ الحديت..

بينتيز: ما الأمر يا دانيلو؟

دانيلو: كنت أريدك في موضوع هام أيها المدرب، هل لديك خمس دقائق من الوقت للحديث؟

بينتيز: بسرعة ليس لدي الكثير من الوقت، ماذا هناك؟

دانيلو: أنا أعلم أنني كنت المسبب الأول في خسارتنا أمام إشبيلية، لكنني لا أعلم ما الذي حصل لي، وكأنني كنت أمارس كرة القدم ذاك اليوم للمرة الأولى في حياتي.

بينتيز: ما حصل قد حصل، ولا فائدة من العتاب والندم الآن!

دانيلو: ولكنني أيها المدرب أعدك بأنني سوف أقدم قصارى جهدي لو أشركتني أساسيا في الكلاسيكو، لقد أصبحت لياقتي جيدة، والآن أستطيع أن أقدم الإفادة للفريق.

بينتيز: نحن لم نضع التشكيلة بعد، وهناك الكثير من الخيارات أمامنا، ربما تكون موجودا في القائمة الأساسية، وربما يكون كارفخال أو ناتشو أو حتى أربيلوا، أنا لم أتوصل للتوليفة الأساسية والأخيرة بعد.

دانيلو: ولكن....

لم يكمل كلامه بسبب رنين هاتف بينتيز الذي أشار إليه بيده ليصمت!!

بينتيز: مرحبا من المتكلم؟

زيدان: كيف حالك يا صديقي، أنا زيزو، كيف الأجواء قبل الكلاسيكو؟

بينتيز: زيزو، صديقي العزيز، الأمور على ما يرام، أريد أن أراك اليوم لكي أستشيرك في بعض الأمور، ربما على الغداء أن كنت متاحا.

زيدان: لا بأس يا عزيزي، أنا جاهز دائما، ولكنني كنت قبل قليل قد كلمت الرئيس وأردت منه لاعب في مركز الظهير الأيمن، لأن فريقي يعاني من الإصابات، وأنا أعلم بأن لديك أربعة لاعبين جاهزين في هذا المكان، ربما يمكنك أن تستغني عن واحدا منهم، وقد أخبرني الرئيس بأن أهاتفك لترسل لي واحدا منهم.

يضحك بينتيز بصوت عال، لا بأس يا صديقي سأرسل إليك دانيلو في الحال.

الكوما باللغة الإنجليزية: يقصد بها الغيبوبة وهي حالة فقدان وعي عميقة، لا يمكن للفرد خلالها أن يتفاعل مع البيئة المحيطة به