الأهلى بين الانتصار والانكسار

كمال عامر

(مدير تحرير مجلة روز اليوسف المصرية)

  • 1 مقال

بقلم : كمال عامر


■ نتفق أولاً على ملاحظات مهمة.. أن فريق الكرة بالأهلى مهزوز فنياً، لم تكتمل عناصره.. وأن الخلاف داخل مجلس إدارة الأهلى حول رغبة محمود طاهر رئيس النادى بضرورة التعاقد مع مدرب أجنبى يملك تاريخ وخبرة ورفض اقتراح رئيس النادى بالتصويت الديمقراطى أمر له مردود مفهوم، وأن إدارة الأحمر وفقًا لاختصاصها تعاقدت للفريق الأول مع مجموعة من اللاعبين الأكفاء، مما ساعد فى سد ثغرات الفريق.
■ وأيضاً هناك احتقان واضح ظهر داخل جدران الأهلى وخرج للعلن للمرة الأولى، بشأن مجموعة ممن أصابهم ضرر فى تولى مجلس طاهر إدارة الأهلى وهؤلاء لهم وجهة نظر ضد الإدارة الجديدة تتلون تلك النظرة بالمصالح الخاصة، وليست مصلحة الأحمر، الإدارة وفرت للمدرب والفريق كل ما هو مطلوب.. وبقاء المدرب مبروك كان مطلباً جماهيريًا أيضاً.
وبعد الخروج من الكونفيدرالية أظهرت القوة المعارضة لمجلس إدارة الأهلى غضبها ليس من نتائج الفريق بل امتد غضبها إلى طريقة إدارة الأحمر نفسه!
أضف إلى ذلك ظهور مجموعة إعلامية رافضة ومعارضة لمجلس إدارة الأهلى لأكثر من سبب قد يكون لعدم تقديم تسهيلات أو أمتيازات أو لتغيير قواعد التعامل من الاهتمام الخاص إلى التعامل بشفافية وعدل دون تمييز!
■ الأهلى يتعرض لهجوم متنوع، هناك من يساهم فى تلك الحرب بعفوية ودون تخطيط وأيضاً مجموعات تخطط وتناور وتنتظر الفرصة للإطاحة بمجلس طاهر لأنها ترى أنه خطر على مصالحها الخاصة الغريب أنها للمرة الأولى التى تشارك شخصيات انضمت لمجالس إدارات الأهلى السابقة فى هذا المخطط.
■ الأهلى يعيش نفس الأجواء التى عانى منها الزمالك لسنوات أضاع فيها كل الانتصارات.. سنوات كانت مجموعات الحدائق تقود التمرد وتنشر الشائعات وتحارب مجلس الإدارة فيما لو أن قراراته ضد رغباتها الشخصية.
■ هناك غضب مشروع من فريق الكرة، وغضب مشروع من أعضاء مجلس إدارة محمود طاهر ممن لم يوافقوا على وجهة نظر رئيس النادى بضرورة تعيين مدرب أجنبى للفريق الأول خلفاً لفتحى مبروك لأنهم انساقوا وخافوا من بعض الإعلاميين.
غضب مشروع من فتحى مبروك لأنه لم ينجح فى استيعاب القوى الجديدة بالفريق وأيضاً لم يضع الانسجام بين الجدد والقدامى.. بل أزعم أنه صنع حربًا أهلية بين الطرفين.
لكن ما هو غير مشروع أن يمتد الهجوم إلى الأهلى ككيان.. هناك من يحاول تجييش أصحاب الغضب المشروع للمشاركة فى التصعيد ضد النادى الأهلى ومحاولة بث الفتن والأخبار الكاذبة والإيحاء بأن هناك من يجمع توقيعات لتغيير مجلس الإدارة وهى محاولات الغرض منها واضح فى تمزيق الكيان، ودفع الأهلى للدخول فى حرب أهلية يصعب بعدها الخروج منها لسنوات.
■ قوة الأهلى فى تلاحم كل محبيه داخل جدران النادى وداخل حدود البلد وخارجها ويستمد قوته أيضاً من مجموعة كبيرة من العقلاء، والانتصارات فى كل المواقع الرياضية والانشائية وغيرها تاريخ الأحمر لم تصفه مباراة أو بطولة أو شخص وحدة مهما كانت قدراته.. لكنها سلاسل تصنع التاريخ والإنجازات.
■ بالطبع الأهلى يتعرض لمحنة فى نتائج كرة القدم، ولأن الأحمر ليس بكرة قدم فقط، بل أزعم أنها العنوان الأهم فى كل البطولات.
هناك مهمات للجماهير.. فى أن تشجع وأن نهاجم وتدافع وتساند من بالملعب أن تعلن عن قناعتها لكن فى حدود الحذر أن تطور الجماهير الحمراء فى عملية إبداء الرأى وتتحول من غضب ضد الفريق إلى غضب ضد الكيان.. هنا الجماهير الحمراء تلعب دوراً تخريبياً فى حرق الأهلى والكيان.. ولا أعتقد أن أى أهلاوى غيور على ناديه يمكن أن يساند هذا التخريب.
الموقف المؤلم لفريق الكرة بالأهلى هو صناعة جماهير ومجلس إدارة وإعلام متربص برئيس النادى والأهلى.
والحل: بسيط بطولة ضاعت وبطولات فاز بها الأحمر.. وما بين الانتصار والانكسار عاش الأهلى إلى أن تسلمناه هكذا علينا أن نحافظ عليه.