** مباراة الصفقات بين الأهلى والزمالك قديمة، وهى بعمر المنافسة والصراع بينهما. وأخذت تلك المباراة أشكالا مختلفة، ومنها ما هو أعنف وأكثر إثارة مما يحدث الآن، كما حدث فى قصة تحرك الأهلى لإخفاء الشربينى، وأعتقد الشيخ طه إسماعيل أيضا فى رأس البر، حتى لا تصل إليهم عيون الزمالك. والقصص كثيرة، وكانت فيما يسمى موسم الانتقالات وبدون هذا الاحتراف وتلك الملايين التى تنفق فى معظم الأحيان بلا هدف فنى دقيق، وبدون أن يكون هناك أى مردود لبعض الصفقات.

** المباراة مستمرة، وفى تاريخ الحرب الباردة بين الناديين صفقات كانت مشتعلة، وانتهت نهايات خائبة، ولم تحقق أى فائدة، ولم يحاسب شخص واحد على إهدار المال، والمدهش أن اللاعبين الذين أحاطت بهم ضجة وصخب فشلوا بجدارة.. ويحدث كثيرا أن تعقد صفقات بملايين الجنيهات دون معايير فنية، وفى الموسم التالى يرحل اللاعب لأنه لم يلعب أو لن يلعب.. وسوف أظل أطرح السؤال: ما هى معاييركم فى الشراء وفى الإنفاق؟ ومن يدفع تلك الأموال؟ وكيف تدفعون ملايين فى صناعة مفلسة وفقيرة؟

** أهم الصفقات التى تمت هو جون أنطوى. إنه رأس الحربة كما جاء فى كتاب المراكز لكرة القدم. فأنطوى يملك القوة الجسدية والسرعة النسبية، وأحكم عليه اليوم من واقع مشاهدات له فى الدورى وهو يلعب مع الإسماعيلى.. وأعتبر جون أنطوى هو اللاعب الإفريقى السوبر الذى ظل الأهلى يتحدث عنه طوال 25 عاما.. ويحتاج الأهلى إلى دعم فى دفاعه، فى مركزى الظهيرين، وقلب الدفاع، وفى الوسط. ومن أهم معايير الاختيار هو سرعة اللاعب الجديد وقدرته على المناورة وهو يجرى بالكرة، كما يفعل تريزيجيه، وفى حالة رحيله إلى أندرلخت سيكون على الأهلى تعزيز وسطه بلاعب يملك نفس الملكات، والصراع على ما يبدو بين الناديين يدور على كهربا وصالح جمعة، بينما هناك صفقات أخرى مرشحة ومهمة فى المعسكرين، مثل انتقال أحمد حسن مكى إلى الزمالك ليكون ثنائيا هجوميا مع باسم مرسى، بالإضافة إلى خالد قمر الذى يمتلك السرعة وهو ممتاز فى الهجمات المضادة.. كذلك يدور سباق على السولية كلاعب وسط مدافع وهو صاحب مهارات متطورة فى هذا المركز، لتقدمه دائما واستخدامه لمهارة التسديد.

** اختصارا الأهلى يتحدث عن 7 صفقات جديدة، والزمالك يرد بـ8 صفقات.. والأمر كأنه تبادل للصفعات، لكن يبقى السؤال: من هو اللاعب المصرى الحالى الذى تحب أن تذهب إليه الكرة لكى تستمتع بإبداعاته؟ من هو هذا اللاعب الذى ينتزع منك آهات الإعجاب بما يقدمه من سحر ومفاجآت ومهارات؟

أترك لك الخيارات الحالية إن وجدت، لكن فى تاريخ الكرة المصرية أصحاب مهارات ومواهب فذة وساحرة كنا نحب أن نذهب إليهم الملعب، وأن نرى الكرة تذهب إليهم.. وآخر هؤلاء هو محمد أبوتريكة، وفى أحيان شيكابالا.. أما الآخرون، فهم لاعبون مجتهدون عندهم مهارات ومواهب بدرجات متفاوتة.. ولا أحد ينتظر ميسى فى الكرة المصرية، فموهبة النجم الأرجنتينى القوية برزت بالأداء الجماعى لبرشلونة وأساليب لعبه، واللعب الجماعى هو البطل أيضا فى ملاعبنا، وتترك نسبة ضئيلة لا تتعدى 30 % للاعبين أصحاب المهارات الخاصة لإظهارها إن استطاعوا.

حسن المستكاوى