تداعت عليكم الأمم يا أبناء العميد فما أنتم فاعلون

 

كتب / أسامة فلفل

 لا شيء في النفس يعادل جرح الإحساس، ومشاعر الألم إلا بمقدار ما ذرفت به العين من الدمع عند النظر لقرار إخلاء مقر حاضنة الرياضة الفلسطينية وعميد أندية فلسطين نادي غزة الرياضي، البعد والزمان والمكان التاريخي للحركة الوطنية والرياضية والشبابية والكشفية الفلسطينية، وعند سماع صرخات أشبال وزهرات العميد تعلوا لتلامس آهات مشايخ ونجوم الزمن الجميل ورواد العميد الذين صدمهم القرار وشل تفكريهم وأفقدهم صوابهم، ولم يستطيعوا النطق أمام جلالة الموقف.

دموع تنهمر بغزارة من عيون صنعت أمجاد مازال يتغنى بها الوطن والرياضة الفلسطينية في محطات ومنعطفات تاريخية ومفصلية على مدار مراحل التاريخ، كتبت بالعرق والكفاح والدم على إيقاع رحلة عطاء مجبولة بروح الانتماء لله والوطن والقضية الوطنية.

 ما أصعبها روح البراءة والطهارة والشهامة والانتماء وهي تحتضر أمام القرار الصادم من شدة الألم والحزن، عيون الرياضيين وأبطال الألعاب الرياضية شاخصة تخرج منها شذرات من الحيرة والتساؤل عن حال العميد بعد الاخلاء القسري؟؟؟

للتاريخ المشاهد التي أراها اليوم بأم عيني أكبر من أن يحتملها قلبي المحزون، فالمشهد العام مؤلم والقرار لم يكن يتوقعه أحد ولا في مخيلت شعب وجمهور العميد الذي بدأ يتساءل بعفوية وغيرة، أين رجالات وقيادات وأبناء وابطال ورواد ومرجعيات العميد وأعضاء جمعيته العمومية الآن في هذه المحطة المصيرية ؟؟؟ وما هي الخطوات الفعلية لمجلس إدارة النادي على أرض الواقع ؟؟؟ وما هم فاعلون ؟؟؟ وإلى أين سنصل؟؟؟ وهل سنعبر المرحلة ونكون قادرين على المحافظة على الإرث والمكانة التاريخية للمبنى العتيق الذي يعبق بالتاريخ والحضارة والنور والأمل للأجيال الفلسطينية؟؟؟

 القرار بحد ذاته مأساة كارثية عجزت سلطات الاحتلال وعبر عقود طويلة من تفكيك أركان القلعة الوطنية الرياضية الزاخرة التي كانت بمثابة البوتقة التي تنصهر فيها التجليات الوطنية والإنسانية والرياضية، اليوم يصبح العميد في مرمى الاستهداف، وقد يتلاشى ويغيب عن قلب المدينة الصامدة التي كانت وستبقى عصية عن الانكسار وحماية المشروع الوطني المقاوم. 

إن صفحات التاريخ سوف تطرز تداعيات هذه المحطة المؤلمة، وستكون نقطة سوداء للذين هانت عليهم مروءتهم وشهامتهم وأصالتهم من إنقاذ سفينة العميد التي كان ربانها وقبطانها الماهر المرحوم الحاج رشاد الشوا قد أرساها في ميناء الخلود الأبدي في اللواء الجنوبي من فلسطين في العام 1934م، لتعلن عن بداية التقويم الوطني والرياضي الفلسطيني في محطة كانت حافلة بالمخاطر الكبيرة.

الصمت والسكوت والخذلان لم تكون ولن تكون بالمطلق من سمات أحد من أبناء ورجالات وقيادات ومرجعيات القلعة البيضاء، الذين حملوا الهم الوطني والرياضي في كل المحطات بانتماء وطني كبير.

 ختاما ... 

يقول النبي عليه الصلاة والسلام "ما من امرئ يخذل امرأ مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته"