المرأة العربية وممارسة الرياضة

نعمان عبد الغني

(كاتب رياضي)

  • 1 مقال

الرياضية أون لاين / كتب : نعمان عبدالغني

الرياضة النسوية العربية لم تكن وليدة الصدفة، بل شهد لها التاريخ وخط لها صفحات واسعة، فالرياضيات العربيات الرائدات أثبتن جدارتهن في

 مواكبة التطورات الرياضية وخوض غمار المنافسة في معظم الألعاب الرياضية فتكونت فرق أندية ومنتخبات لتمثلها في المحافل القارية والدولية، إلا أن الحركة الرياضية النسوية التي تأثرت في القرن الماضي بالظروف السياسية والاقتصادية التي كانت عائقاً أمام تطورها، عادت في القرن الحالي إلى الانتعاش من جديد لكن ليس بالمقدار المطلوب وليس بما نطمح إليه.

وعلى الرغم من التغيير الذي حدث في البلدان العربية بقيت المرأة الرياضية تعاني من المعوقات والمشاكل من أجل العودة الكاملة إلى الرياضة، إذ ما زالت هناك بقية من أفكار ميتة تنظر إلى المرأة الرياضية وكأنها شيطان يتحرك في الملاعب، وهذا ما يدفع البعض ليس للوقوف في وجه المرأة الرياضية فحسب بل منعها بالقوة من ممارسة الرياضة.

الرياضة شيء أساسي في حياتنا اليومية ولا يوجد فرق بين النساء والرجال، لكن مع الأسف الشديد يختلف الوضع تماماً عند العرب، إذ لا يوجد أي اهتمام بالرياضة النسوية لذلك بدأت تنحسر تدريجياً، فهي تحتاج إلى وعي وإلى برنامج متكامل كي ترتقي إلى مستوى يؤهلها لأخذ موقعها المناسب بانطلاقة تضعها في الطريق القويم نحو رياضة نسوية متطورة تليق بنساء العرب.

لا بد من النظر إلى الواقع الاجتماعي للمرأة في مجتمعنا الذي يوجب علينا الوقوف إلى جانبها من أجل تجاوز الجوانب السلبية المؤثرة في تخلفها والعمل في شكل جماعي خصوصاً في وزارات الشباب والرياضة، على أن تمارس الرياضة في أماكن لا يمكن المرأة أن تظهر فيها علانية من خلال منتديات نسوية خاصة تديرها مدربات مختصات وتأكيد الجانب الشمولي للرياضة النسوية وتوفير الأجواء الملائمة لها للترويح عن النفس والحفاظ على اللياقة البدنية والرشاقة، وتأكيد أن الرياضة وسيلة من وسائل.

يظن البعض بأن الرياضة غير ضرورية للمرأة، وأنها لا تتناسب وتكوينها البيولوجى كما ان وقارها وحشمتها تمنعانها من ممارسة الانشطة الرياضية خصوصاً في مرحلة المراهقة والرشد وهذا الموقف خاطئ يتنافى مع الحاجات الفسيولوجية والنفسية للمرأة، وتشير الدراسات الحديثة الى اهمية ممارسة الرياضة للمرأة وضرورتها في مختلف مراحلها العمرية مثل الرجل مع الفارق في طبيعة الرياضات ونوعها وتباين قواعد الممارسة وأسسها.

المرأة أكثر تعرضاً للسمنة وضعفاً في اللياقة بحكم تكونها البيولوجي وبالأخص في مرحلة سن اليأس ومن ثم فإنها تحتاج الى مزاولة الانشطة الرياضية لمواجهة التقلبات النفسية والعاطفية أكثر من الرجل.

ومن هذا نعرف أنه حتى سن البلوغ تكون الإناث مثل الذكور، عند الوصول لسن البلوغ وبسبب تأثير هرمون الإستروجين لدى الإناث وهرمون التستوسترون لدى الذكور تبدأ التغيرات في حجم الجسم وتركيبه بصورة واضحة، إذ يعمل هرمون الأنوثة على زيادة ترسيب الدهن لدى الإناث وعلى الرغم من ذلك نجد أن الإناث الرياضيات وخاصة العداءات يتمتعن بالنحافة والرشاقة ولديهن القدرة على التخلص من الدهون.

ممارسة التدريبات الرياضية الخاصة وتحت إشراف أخصائيات ورياضة المشي من الأنشطة المفضلة خلال فترة الحمل ويفضل أن تكون الممارسة وفق برنامج مقنن وتحت إشراف مختص.