لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

كيف تتمّ المصالحة بين الريال وجمهوره ؟؟!

سمير كنعان

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

كتب-سمير كنعان

من المتعارف عليه فيما مضى وما هو آت، أن إدارة ريال مدريد دوماً كانت تحافظ على متانة العلاقة بين النادي والجمهور، وتحرص كل الحرص على مرضاته ومصالحته بعد كل خيبة أمل في أي موسم يمرّ بلحظات فشل أو سقوط.

وكان الأسلوب الذي اتبعته الإدارة منذ زمن، تفجير قنابل إعلامية في الوسط الرياضي بصفقات مميزة ومدوية ومطلوبة، وأكثر من أبدع في هذا الأسلوب هو الرئيس الحالي بيريز الذي طالما قدّم لجمهور الميرينغي أسماء ونجوماً ساطعة في سماء الكرة، حتى وإن كانت فوق حاجة الفريق، أو لا تخدم فكر المدرب وأسلوب اللعب المدريدي، ولا ينسى أحدٌ أنّ بيريز حين تولّى الإدارة مطلع الألفية الثالثة عمل على جلب أساطير العالم الكروي مما جعل الدنيا كلها تسمي ريال مدريد "الجالاكتيكوس" فريق المجرات وفريق الأحلام، ثم انتهت مدة ولايته وجاء كالديرون واتبع نفس الأسلوب لكن بقدرات أقلّ، حتى عاد بيريز ليرشح نفسه ثانية، وصرّح قبل الانتخابات بأنه يجهز هديةً ومفاجأة لجمهور الملوك، حتى لو لم يتم انتخابه!
فقدّم لهم صفقة أفضل لاعب في العالم البرازيلي كاكا من ميلان كهدية أو عربون محبة، جعل كل المرشحين أمامه ينسحبون بالتدريج، فإن كانت الهدية "كاكا" أفضل لاعب بالعالم حينها، فكيف تكون الصفقات إذن؟! وأدركوا أنه لا طاقة لهم بمواجهة هذا المارد، فانسحبوا وتركوه على عرش الإدارة الملكية، فكانت الصفقة الأكثر دوياً بالتوقيع مع أفضل لاعب في العالم موسم2008 كريستيانو رونالدو، ليأتي هذا الأعجوبة البرتغالي والذي توقع الكثيرون نجاحه في ريال مدريد ومنهم كاتب السطور، لكن -وللأمانة- لم يتوقع أي بشرٍ أن تُصبح أرقام "دي ستيفانو وبوشكاش وبوتراجينيو وراؤول" مجرد ذكرى في تاريخ النادي الملكي، لأنه وببساطة أصبح كريستيانو هو تاريخ الريال كما صرّح الرئيس رداً على أنباء بيع اللاعب مطلع الموسم بعد مشاكل مالية مع الضرائب وخلخلة الأجواء وتراجع مستوى الأسطورة البرتغالية، حين قال بيريز: (رونالدو ليس لاعباً في ريال مدريد، بل هو تاريخ الريال، ولا يمكننا بيع تاريخنا)!!
ثم جاءت جوائز "الدون" الفردية لتحسّن الأجواء قليلاً وجائزة أفضل مدرب لزيزو وجوائز بقية اللاعبين راموس ومارسيلو ومودريتش وكارفخال، إلا أنّ هذه الفرحة قُتِلت بعد البداية الكارثية التي حققها الفريق هذا الموسم بأسوأ أرقامه خاصة على ملعبه البرنابيو!

وبدأت صيحات الاستهجان تتعالى من جمهور المرينغي الذي تعوّد آخر موسميْن على الهتافات والانتصارات، وبات لزاماً على إدارة الريال ولاعبي الفريق إرضاء الجمهور ومصالحته من جديد، وتأتي المصالحة من اللاعبين بتحسين المستوى والقتال حتى آخر رمق على كل الجبهات، والخروج لو ببطولة على الأقل بين هذا الركام، بينما يكمن دور الإدارة في التعزيز وتحسين الواجهة الإعلامية والتعاقد مع صفقات لامعة تنسي الجمهور خيبة هذا الموسم، ويجب أن تكون الأسماء الوافدة من نجوم الشباك في أوروبا والعالم، من العيار الثقيل والمؤثر إعلامياً واقتصادياً وفنياً وجماهيرياً.

وبرزت العديد من الأسماء المحتملة للتعاقد أهمها هاري كين نجم توتنهام والذي يعتبر الخيار الأمثل خاصة بعد العقم الهجومي الذي أصاب الفريق، وديبالا جوهرة اليوفي والفهد الجابوني أوباميانغ والأرجنتيني الإيطالي إيكاردي والبولندي ليفاندوفيسكي والبلجيكي هازارد الذي طالما أشاد به زيزو وطلبه أكثر من مرة منذ كان صغيراً في الدوري الفرنسي مع ناديه السابق ليل قبل أن يخطفه مورينيو للبلوز تشيلسي، ناهيك عن أنباء عودة دي ماريا لبيته الملكي الذي صنع فيه الأمجاد، والدبابة الباريسية قناص الأوروغواي إيدينسون كافاني!.

كما تبرز أسماء دفاعية كثيرة أهمها بونوتشي وكيليني وسيلفا، ولكنّ الصفقة التي بدأت تلوح في الأفق وتسيل الحبر في وسائل الإعلام هي المحادثات بين ريال مدريد ووالد البرازيلي نيمار جونيور!
فنجم برشلونة السابق وباريس الحالي صاحب أغلى صفقة في التاريخ بمبلغ 222مليون يورو بات حديث الساعة في أوروبا خاصة مع تزايد خلافاته في عاصمة النور الفرنسية، خلافاته مع زملائه مثل كافاني ومع مدربه إيمري الذي فضّل وفاضل عليه الأخير!

هنا تكمن القنبلة التي ستنفجر لو تمت هذه الصفقة والتي ستعجب كثيراً من عشاق الملكي، وتلاقي رفضاً من الباقي، لكنها حتماً لن تجد سوى السخط والغضب من الكتالونيين وبالأخصّ خلال مشاكل الانفصال السياسية بينهم وبين الحكومة الأسبانية، لتعيد للأذهان صفقة فيغو التي أفسدت ما بين الغريميْن تماماً!
والسؤال هنا، هل الريال فعلاً يفكر بنيمار لحاجته إليه، أم أنها مجرد فرض جبروت وسيطرة مالية وعرْبدة في السوق الأوروبية والعالمية كما تعودنا من الريال قبل مرحلة زيزو وتخفيض الصفقات وفتح الباب للأشبال والشباب؟!