((نتائج منطقية وأخرى مفاجئة بانتظار جولة الحسم!!))

العرس الأفريقي: حصيلة الجولة الثانية وفرص التأهل

الرياضية اون لاين/ كتب- سمير كنعان

طُويَتْ ثاني صفحات العرس الأفريقي في بطولة أمم أفريقيا2017 بالجابون، بعد مباريات نارية وشبه نهائية شهدت نتائجَ مفرحة للبعض ومخيبة لآخرين.

البداية


كالعادة مع أصحاب الضيافة منتخب الجابون ضمن مجموعة أولى تضم الكاميرون وبوركينا فاسو وغينيا بيساو، لكنّ الجابون خيب توقعات جماهيره وأرضه المتعطشة للفوز بتعادل ثانٍ على التوالي أمام بوركينافاسو والتي كادت تفوز لولا قلة الخبرة ليتعادل كلاهما برصيد نقطتيْن في وضعٍ حرجٍ خاصة لأصحاب الأرض، في حين زأرت أسود الكاميرون غير المروضة بقوة في وجه غينيا بيساو التي تقدمت بهدف رائع فعاقبتها الكاميرون في الشوط الثاني وقلبت تأخرها إلى فوزٍ ثمين لكنه غير كافٍ بعد الإفراط في نقطتيْ بوركينافاسو بالافتتاحية، لتضع نفسها أمام الدولة المضيفة في لقاء تكسير عظام لا يقبل القسمة مطلقاً، حيث 4 نقاط لصدارة الكاميرون محفوفة المخاطر لو خسرت من الجابون في حال فوز بوركينافاسو على غينيابيساو.

عربXعرب

شهدت المجموعة الثانية وفيها (السنغال تونس والجزائر وزيمبابوي)، انتفاضة لنسور قرطاج على حساب محاربي الصحراء بالفوز2/1، لتسقط الجزائر أبرز المرشحين للقب بخيبة أملٍ كبيرة، بعد تعادلها الأول في أسهل اختبار بالمجموعة2/2 أمام زيمبابوي، لتبقى بنقطة وحيدة في مواجهة السنغال القوية التي ضمنت صعودها كأول المتأهلين للدور الثاني في (كان2017) ب6نقاط من فوزيْن متتالييْن على تونس ثم زيمبابوي التي تشارك الجزائر نقطة يتيمة، وب3 نقاط لتونس عزز أبناء المدرب كاسبارجاك الخبير أفريقياً فرصهم بالتأهل خاصة تحت شعار اخدم نفسك بنفسك (بمعنى ألا تخسر جولتها الحاسمة الأخيرة)، تاركةً محاربي الصحراء في مأزق الفوز المحتم على السنغال مع انتظار هدية تعادل بين تونس وزيمبابوي، ما يعني أن الجزائر تقريباً حزمت حقائب العودة المبكرة بإحدى أسوأ مشاركاتها القارية.

أسود أطلس بمواجهة الأفيال

بعد سقوط عربي آخر للمغرب في افتتاح مجموعتها التي تضم (الكونغو الديمقراطية-ساحل العاج-توجو)، نسيَ أسود أطلس خسارة الكونغو لينتفضوا على توجو ويعلو زئيرهم منذ سنوات طويلة ب3/1 في وجه آديبايور ورفاقه الذين تقدموا بهدف مبكر صادم لم يُثنِ عزيمة الأسود عن العودة بأجمل الانتصارات، لكنه ليس كافياً خاصة في ظل سقوط الأفيال الإيفوارية حين تعادل العاجيون مع الكونغو(التي تصدرت 4نقاط) وبشقّ الأنفس بهدفيْن جعلت رصيد الأفيال الثالثة نقطتيْن خلف المغرب ب3نقاط وتذيلت توغو بنقطة يتيمة، ما يجعل سيناريو الجولة الأخيرة معقداً للغاية بمواجهة كوحوش الغابة بين الأسود والأفيال، تحتّم على المغرب عدم الخسارة لضمان التأهل، بينما لا بديل لساحل العاج عن الفوز، ومثلها توجو على الكونغو التي تحتاج ألا تخسر كيلا تُصعقَ بمغادرة بعد صدارة في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل ولا من بعد!!

الفراعنة بروح راموس


حضرت الإثارة في المجموعة الرابعة القوية (غانا-مصر-أوغندا-مالي)، والأهم أنها جاءت بخبر عربيّ مفرح بفوز الفراعنة على أوغندا بآخر لحظات المباراة وهدف عبد الله السعيد القاتل كأهداف راموس المدريدي، ليصلحَ خيبة التعادل مع مالي سلبياً، بينما ضمنتْ الجواهر السوداء غانا صعودها المعتاد بفوزيْن متتالييْن 6نقاط من أوغندا ومالي، ورغم الأداء غير المقنع من غانا إلا أنجزت المهمة في انتظار المرافق لها بجولة الحسم، حين تقابل وصيفتها مصر(4نقاط) التي يجب ألا تخسر، وإن خسرت عليها أن تنتظر هدية أوغندا بعدم الخسارة من مالي الثالثة بنقطة يتيمة، ما يعني أنّ أوغندا ودعت رسمياً لكنّ فرصة مالي قائمة بحال خسارة الفراعنة.

المحصلة


*أنها جولة معكوسة عن الأولى التي شهدت 5تعادلات مقابل 3حالات فوز فقط، فوجدنا انتفاضة كل المخيّبين في الافتتاح باستثناء الجزائر، أثمرتْ عن تعادليْن فقط و6حالات فوز كانت حاسمة لأصحابها خاصة السنغال وغانا أول المتأهلين، ثم أقطاب العرب تونس ومصر والمغرب بشرط ألا يخسروا.

*شهدت وداعاً وحيداً مؤكداً حسابياً لأوغندا، بينما قد تشهد جولة الحسم الثالثة خروجاً مبكراً للبلد المضيف من الدور الأول إن لم تفز على الكاميرون، وإقصاء أبرز مرشحي القارة منتخب الجزائر بأكبر خيبة لهم منذ سنوات.

*ضُرِبَتْ مواعيدُ مثيرةٌ لِمعارِكَ طاحنةٍ بجولة الحسم، ستكون وجبة كروية دسمة للجمهور المتابع العاشق للقارة السمراء خاصة بين الجابون والكاميرون، تونس وزيمبابوي، المغرب وساحل العاج، الجزائر والسنغال، الكونغو وتوجو، غانا ومصر.

*ثبت تماماً تقارب مستويات الجميع والندية الواضحة وأن الكلّ أتى للمنافسة لا للمشاركة فقط، ويراه البعض تطوراً لمنتخبات القارة بقاعدة (العيال كبرت) أو تدهوراً لمستوى الكبار، وأراه شخصياً اندماج السببيْن معاً، فظهور الصغار بقوة وتحدٍّ كبير، زامنه انتهاء عصر الأساطير في كبار أفريقيا..!!