الصحفيون الرياضيون .. بين "النزعات" المهنية و"سطوة" إدارات الأندية

 

الرياضية أون لاين – محمد الدلو ومحمد عدوان

عرفت الصحافة على مر العصور منذ نشأتها بأنها السلطة الرابعة، وجدت لتعدل إعوجاج كل ما تراه على السبيل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحتى الرياضي.

الصحافة الرياضية في غزة لم تصل حد الآن إلى المستوى المطلوب منها، كثرة المواقع الإلكترونية الرياضية والصحفيين الرياضين، حتى من هم دون حملة الشهادات الجامعية وليس لهم علم بأساليب الإعلام لا القديم ولا حتى الحديث، ولا بقوانينه وضوابطه، كل هذا أثر كثيرا على تراجع الصحافة بشكل عام والصحافة الرياضية بشكل خاص.

ولا ننكر دور الصحافة المحلية والرياضية في إبراز الحركة الرياضية في الوطن على مستوى كل الرياضات، وإظهار المعاناة التي تمر بها الرياضة الفلسطينية، ألا أن هناك فجوة كبيرة وواضحة بين الصحافة الرياضية وباقي أشكال الصحافة.

لماذا نبدأ بهذا الكلام؟

نحن هنا لا نحاول أن نقلل من دور أحد، ولا التشهير بشخص دون أخر، وإنما ما يحدث في صحافتنا الرياضية لا يمكن وصفه، القضية التي نبرزها هنا، هو الصحفي الرياضي – المحسوب- على أحد الأندية، والذي يعمل في موقع أو وسيلة إلكترونية وفي نفس الوقت تجده يعمل في اللجنة الإعلامية لنادي معين، الأمر الذي يجعله لا يتطرق لبعض القضايا التي تمس إدارة النادي وسياسته ولا يقوم بإبرازها على الوسيلة الإعلامية بحجة أنه يعمل في الجنة الإعلامية للنادي، وما يقوم به أحيانا بعض إدارات الأندية أن لم تكن أغلبها من تربية الهاجس عند الصحفي الذي يعمل معهم من نشر أي أخبار حساسة تتعلق بأركان النادي.

نرصد هنا في الرياضية أون لاين بعض أراء الصحفيين الذين تباينت وجهات نظرهم حول القضية.

محمد غازي غريب الصحفي في موقع كورة بلدنا يرى في هذا الموضوع جانب مهم جدا، ويقول غريب " فى غزة قد نري العجائب والغرائب فى الشأن الرياضي خاصة فى العلاقة التي تربط بين ادارات الاندية الغزية والصحفيين والاعلاميين الرياضيين وبصراحة متناهية ومن خلال تجربتي القصيرة خلال 4 سنوات لمست فيها حرص معظم اعضاء الاندية فى الظهور الاعلامي فى حالات الفوز و الاخبار السارة والسعيدة اما فى حالة الخسارة تجدهم فى حالة نفور ويراقب الصحفي فى كل كلمة يكتبها وكأن المطلوب من الصحفي التمجيد فى شخصياتهم وانديتهم فقط .. نحن نفتقد الوعي الرياضي الكافي لتقبل الراي الآخر كما أضع بعض اللوم علي الصحفيين الذين ينشرون اخبار سيئة وغير صحيحة دون الرجوع للمصدر نفسه".

ومن جانبه أفاد فادي حجازي من موقع الرسالة نت أن الصحفي لابد له من نشر أي خبر يراه صحيحا وحصل عليه من مصدر رسمي، وأن الخوف يرجع لشخصية الصحفي نفسه على حد تعبيره، وأن الصحفي المرتبط بنادي معين، يرى نفسه جزء من المنظومة الكروية، لذلك لا يقوم بنشر أي أخبار قد تنعكس سلبا على النادي.

ويرى أحمد أبو دياب رئيس  تحرير موقع الأقصى الرياضي بأن الصحفي الرياضي لابد أن يكون محايد في طرح جميع الأخبار وأن يضع انتماءه للنادي في مكان مناسب بحيث لا يكون أعمى وعلى حساب المهنية الرياضية الإعلامية، والصحفي الجيد هو من يفرض شخصيته واحترامه على الأندية وليس العكس من خلال الوثائق والحجج والبراهين التي يستخدمها لتدعيم تقاريره.

ويتفق محمد النخالة مراسل قناة الدوري والكأس القطرية مع أبو دياب ويقول" لا يحق لأي نادي أن يهدد أو يتوعد أي صحفي أو يمنعه من النشر وهذا الحق تكفله كل القوانين والنظم وحتى لو لم يكن معمول بها في بلدنا وظلت حبيسة الادراج الا أن من حق الصحفي على المجتمع والجمهور أن يقوم بعمله على أكمل وجه وأن ينقل الحقيقة كاملة وفي النهاية يجب أن يدرك كل نادي أن قوة الصحافة وتحررها هو عامل قوة للاسرة الرياضية وضعفهم وتقييد حريتهم وعدم مساعدتهم اضعاف للمنظومة برمتها"

ويصف حسام الغرباوي الصحفي في موقع الحقيقة سبورت أن انعدام ثقافة تقبل النقد هي ما تجعل الأندية تعترض على نشر أخبار تخص أنديتهم ويعتبرونها على أنها نوع من أنواع الإهانة لهم، مثل إثارة قضية ظلم إدارة النادي للاعب، ويرى الغرباوي أن الهدف الأساسي للإعلام هو احقاق الحق للرياضيين ضمن قوانين العمل الصحفي بعيدا عن الإساءة للاندية أو حتى اللاعبين وضمن الشفافية في العمل الرياضي لتكون رافعة ولتحقق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني لأن بناء هذه الثقافة يساعد على النهوض والرقي بالمنظومة الرياضية ويؤسس لعمل رياضي مبني على أسس واستراتيجيات وطنية ورياضية تعود بالنفع على المنتخب.

وأكد محمد علي الخطيب الإعلامي في موقع الأقصى سبورت على ضرورة أن يتسلح الصحفي بالجرأة في المواضيع التي يطرحها وأن يبتعد عن التجريح الشخصي وأن يعمل وفق خطة نقد بناء يهدف إلى توضيح وجهة نظر تخدم المصلحة العامة ولا يضع للخوف مكان في قلبه وأن لا يفعل ما يحالف مبادئه وعقله.

ويعتقد هيثم نبهان مراسل قناة الكتاب أن انتساب الصحفيين لبعض الأندية يؤثر عليهم في نشر الأخبار الحساسة وذلك خوفا منهم على مكانتهم في النادي الذي يعد بيتهم الثاني، مشيرا إلى أن جرأة الصحفي تتحدد من نشره أخبار تتعلق بالنادي الذي ينتمي إليه.

ويعتبر حسام حرب عضو رابطة الصحفيين الرياضيين والمقيم حاليا في تركيا أن الموضوع كله يتمحور حلو الصحفي نفسه، فهنالك العديد من الصحفيين الذين يمارسون عملهم دون اعتبارات معينة سواء كانت عاطفية أو سياسية أو غيرها.

ويضيف حرب "ولكن لا يمكن أن ننكر بأن هنالك العديد من الصحفيين الذين ينتهجون هذا الأسلوب وهنالك أيضاً بعض الصحفيين الذين ينسبون أنفسهم ناطقين إعلاميين باسم الأندية بل وإضافة على ذلك تقزيم صورتهم بأفعال لا تليق بصورة الصحفيين، وباعتقادي الشخصي بأن الخوف موجود لدى بعض الصحفيين في التعامل مع بعض الأخبار الحساسة والتي يمكن أن تسبب مشاكل، وبالتالي فإنه يكون حذر من نشر هذه الأخبار، وهذا يعود للعديد من الأسباب ومنها المصالح الشخصية أو العلاقات بين الصحفيين وإدارات الأندية وغيرها، وبالتالي يكون حذر في التعامل مع هذه القضايا ولكن أكرر بأن هذا العدد ليس كبير جداً ولا يمكن أن ننكره."

وأشار حرب إلى أن هناك العديد من الصحفيين الذين يقومون بنشر الأخبار – التلميعية- على حد تعبيره لبعض الشخصيات والتي تهدف لكسب ود هذه الشخصيات، ولذلك فإن الصحفي الرياضي لابد أن يكون صاحب مواقف ثابتة وأن يحترم ميثاق العمل الصحفي بعيدا عن المجاملات وبعيدا عن الخوف واحترام المبادئ الأساسية للصحافة بشكل عام والرياضية بشكل خاص.

ويعزي علاء سلامة الصحفي في إذاعة القدس السبب في ذلك إلى المناطقية والتعصب للنادي في كتابات الصحفي بشكل كبير بحكم أنه محسوب على نادي معين، وهذا هو الغالب في كثير من الأمور المتعلقة بسلبيات النادي المنتمي إليه أو يشجعه، فالصحفي المنتمي يحاول إبراز الإيجابيات لناديه رغم أنه ينتمي لوسيلة إعلام يفترض أنها مهنية ومحايدة ولكن الأهواء تتغلب أحيانا وعدم خلق مشاكل لنفسه مع ناديه وتخوفه من ملاحقة إدارة النادي المناطقي بالنسبة للصحفي، وعلى سبيل المثال ما حدث مع الزميل كامل الغريب عندما تحدث عن مشاكل حقيقة في ناديه مما جعله شخص منبوذا في النادي ليصل الأمر بعد ذلك لتقديم بلاغا في الشرطة بحقه.

غريب ليس الحالة الأولى والأخيرة التي تعرضت لمثل هذه المواقف فقط لأنها قامت بنقد نادي معين، وهنالك العديد من الحالات التي تشابه غريب  التي تعرضت لسوط إدارات الأندية.

وفي النهاية نحن في منبر الرياضية لا نقوم بالتشهير بأي ناد أو صحفي معين، وإنما حرصا لسعينا على النهوض بالرياضة والصحافة الرياضية في فلسطين.