شغف "المونديال" يتخطى الحدود و خطر "عاموس" يهدد البيوت

تشفير القنوات يجبر الفلسطينيون على متابعة المحطات الإسرائيلية

 

 

تشفير متعمد على القنوات الأرضية والازمة تمتد لـ "الكافيهات"

المتابعون: غلاء أسعار الأجهزة سبب مشاهدة قنوات العدو، وتشفير الأجهزة يُزعجنا

تمراز: مشاهدة المونديال محفوف بالمخاطر وأداء البرازيل غير مقنع والمستقبل مجهول

طافش :وكلاء "بي إن سبورت" في فلسطين فضلوا الربح والمصلحة الشخصية على المصلحة العامة

القنوات الأرضية: وكلاء "بي إن" أوقفوا الأجهزة وإدارة القناة وضعت شروطا تعجيزية للبث الأرضي

 

الرياضية-مصطفى جبر

دفعت سياسة قنوات"bein sport"القطرية الفلسطينيين للبحث عن وسائل متنوعة ومتعددة لمشاهدة مونديال البرازيل الذي يعتبر بمثابة أكبر تظاهرة كروية على مستوى العالم، فتعددت الوسائل والسبل من أجل هدف واحد وهو التغلب على صعوبة الحصول على الجهاز الخاص بمشاهدة باقة قنوات bein sport  ومتابعة المباريات ومكافحة الغلاء وارتفاع أسعار الباقات الذي تخطى قدرات المتابعين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة وخاصة قطاع غزة.

وأجبرت "bein" المتابعين لكأس العالم في فلسطين على متابعة القنوات الإسرائيلية عبر قمر "عاموس"، بعد المحاولات التي تقوم بها من أجل التشويش على القنوات الأرضية المحلية وقطع البث على كافة المحاولات التي يقوم بها بعض القائمين على القنوات الأرضيةفي القطاع من أجل توفير مساحة للبسطاء العاشقين لكرة القدم حتى يتسنى لهم متابعة هذا الحدث الكروي الرياضي.

ويتابع عشاق الساحرة المستديرة مباريات كأس العالم على قنوات "القمر الإسرائيلي" بحذر كبير من أجل تجنب كل ما يبثه من مقاطع إباحية وإعلانات مخلة للآداب خلال مشاهدة المباريات والتي لا تمت لديننا وعاداتنا وتقاليدنا بصلة، فأصبحت مشاهدة كأس العالم في فلسطين كرحلة من المعاناة ومحاولات متكررة في الهروب من قرصنة وقسوة القائمين علىbein sport  على عشاق الساحرة المستديرة من أجل إجبارهم على شراءالأجهزة الباهظة الثمن.

مشاهدة إجبارية

"أبو الأمين" أحد متابعي كأس العالم عبر القمر الإسرائيلى أكد أنه مجبر على مشاهدة مباريات كأس العالم بهذه الطريقة من خلال قمر العدو الإسرائيلي بسبب وقف الأجهزة القديمة لباقة بي إن سبورت وإصدار الجهاز الجديد باهظ الثمن.

وأكد في حديث خاص مع "الرياضية" أنه وجد البديل في شراء عين خاصة واشتراك تبلغ قيمته "50" شيكلا بدلا من شراء جهازbein الذي يبلغ سعره أكثر من "300" دولار، مشيرا إلى أن فكرة حضور المباريات في المقاهي غير واردة بتاتا بسبب الأوقات المتأخرة لإنطلاق المباريات التي تصل إلى ما بعد منتصف الليل، إضافة إلى الأجواء غير المريحة في المقاهي على حد قوله، منوها إلى أن حضور المباريات في الأماكن الخاصة يُكلف الشخص ما يقارب "30" شيكلا بشكل يومي.

ولم يخف صاحب الـ "50" عاما تشجيعه لمنتخبالأرجنتين متوقعا أن تنافس منتخبات البرازيل وألمانيا وهولندا على كأس العالم بشكل قوي، منوها إلى أن الحالة التحكيمية السيئةهي أبرز سلبيات انطلاق المونديال وخاصة في المباراة الافتتاحية.

وقال أبو الأمين أن الإصابات التي ضربت العديد من النجوم أثرت بشكل كبير على المونديال في انطلاقته الأولى قبل أيام، مؤكدا على تأثير المصابين مع منتخباتهم.

انحدار خطير

وأبدى صبحى تمراز الناشط الشبابي وأحد متابعي كأس العالم استيائه الكبير لما وصل إليه حال الجماهير المتابعة لكأس العالم، مشيرا إلى أن متابعة القمر الصناعي "عاموس" يتسبب بكثير من الإشكاليات أبرزها أنها قنوات معادية بخلاف احتواء القمر على قنوات إباحية ومقاطع غير أخلاقية تبثها القنوات بين الشوطين.

وقال تمراز " تحقيق المنتخب الفلسطيني للإنجازات في الآونة الأخيرة وخاصة تتويجه بكأس التحدي زاد من توجهات المجتمع الفلسطيني نحو كرة القدم، وبات واضحا في كأس العالم الجاري، وهو ما قوبل بالمعاملة السيئة من قبل القائمين على شبكة "بي إن سبورت" التي لا تراعى الظروف الاقتصادية ومناسبة أسعار الأجهزة مع المستوى المعيشي والدخل الخاص بالأفراد".

وأضاف :" إن الخطورة تكمن في مشاهدة القنوات "الإسرائيلية" أثناء متابعة كافة أفراد العائلة للمباريات وهو شيء طبيعي، ولكن المشكلة في ما يبثه القمر "الإسرائيلي" من مواد خادشة للحياء وهو ما يفسد متعة المشاهدة ومتابعة مباريات كأس العالم، فسبب التوجه لمشاهدة المباريات عبر قمر "عاموس" هو الهروب من الغلاء الفاحش للأجهزة الناقلة والتشويش المتعمد على القنوات الأرضية بشكل مستمر".

وعن ميوله التشجيعية للمنتخبات في المونديال أشار إلى أنه من عشاق منتخب البرازيل، مشيرا إلى أن رفاق نيمار لم يقدموا المستوى المطلوب وأن أدائهم ومستقبلهم في البطولة مجهول، كما أكد تمراز على حبه وتشجيعه لمنتخب الجزائر كونه الممثل العربي الوحيد في كأس العالم.

مصالح شخصية

ويرى عبد الرحمن طافش نجم منتخب فلسطين لكرة الطائرة الشاطئية أن الشركات الفلسطينية الوكيلة لبي إن سبورت فضلوا الربح والمصالح الشخصية على المصلحة العامة ومراعاة شعور البسطاء في متابعة الحدث العالمي.

ويعتقد "طافش" أن المشاهد الفلسطيني وجد نفسه مضطرا لمتابعة القنوات الإسرائيلية، وذلك بعدما أصبح من الصعوبة متابعة مباريات المونديال على القنوات العربية خصوصاً بعد النظام الجديد الذي اتبعته قنوات "بي إن سبورت" من خلال عدم إمكانية مشاهدة المباريات إلا عبر جهازها الخاص والذي يعتبر مرتفع الثمن قياسا بالحالة الاقتصادية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني وخصوصا في غزة .

وبخصوص التشويش الذي قامت به قنوات "بي إن سبورت" على القنوات الأرضية الفلسطينية الناقلة للمونديال قال :" بالرغم من حق الملكية الذي تدعيه القنوات أو وكلائها في غزة، والذي ينص على عدم نقل أي مباراة عبر القنوات الأرضية، إلا أن الدور الوطني لتلك الشركات كان يحتم عليها أن تغض النظر عن القنوات الأرضية مراعاة لظروف الشعب الفلسطيني، وهذا واجب أصيل، إلا أنهاوللأسف لم تلتزم به الشركات الفلسطينية الوكيلة لبي إن سبورت في غزة، وباختصار وكلاء بي إن سبورت في غزة فضلوا مصالحهم الشخصية وجني الارباح على المصلحة العامة ورغبة ابناء شعبنا المحاصر في متابعة المونديال ".

"عاموس"

القمر "عاموس 4" يحلق على ارتفاع 36 ألف كم، ويوفر القمر خدمة الاتصالات والإنترنت لشرق آسيا وروسيا والشرق الأوسط والصين وبلغت تكلفة القمر حوالي 365 مليون دولار.

وأطلقت إسرائيل أربعة أقمار صناعية للفضاء "عاموس 1" قمر الاتصالات "الإسرائيلي" الأول، الذي أطلق عام 1996، وخرج عن الخدمة في السنوات الأخيرة، و"عاموس 2" أطلق عام 2003، وعام 2008 أطلق قمر إضافي "عاموس 3 "، وعام 2011 أطلق القمر "عاموس 5".

قرصنة عن بعد

هذا وقد قام بعض وكلاء "بي إن سبورت" في غزة بتجميد بث الأجهزةالخاصةبالقنوات الأرضية في قطاع غزةمنذ المباراة الافتتاحية، وتكررت الحالة في اليوم الثاني لفعاليات كأس العالم واليوم الثالث ولا زالت مستمرة حتى الآن.

ورغم قيام ادارة هذه القنوات الأرضية بوضع خطة للبث قبل بداية المونديال والاستعداد لإذاعة مباريات كاس العالم من أجل اتاحة الفرصة للأسرى في سجون الاحتلال لمشاهدة الحدث الكروى الأبرز على مستوى العالم، إضافة إلى التخفيف عن كاهل المتابعين البسطاء في فلسطين بسبب عدم قدرتهم على شراء جهاز "بي إن سبورت" باهظ الثمن.

ولم تتوقف الازمة عند القنوات الارضية بل امتدت قبل ساعات الى المقاهي حيث تم التعميم عليهم من جانب وكلاء بي ان سبورت في فلسطين بضرورة تغيير نظام الاشتراك الخاص بباقة كأس العالم، ليتحول الى نظام تجاري في الاماكن العامة تبلغ قيمة اشتراكه الف وخمسمائة دولار، أو سيتم ايقاف الاجهزة الخاصة بهم من خلال الرمز الخاص بأجهزتهم عن طريق الوكلاء الخاصين بـ بي إن سبورت.