سيناريو لم يحدث .. فينغر يرقص فرحا لقرعة الأبطال

محمد عدوان

(محرر صحفي)

  • 1 مقال

 

يجلس في مقهى في إحدى حارات لندن الضيقة والفقيرة، يلبس نظارة شمسية وقبعة رعاة البقر ومعطف أسود طويل كان يظهر عليه الغنى، ولم يكن من الأشخاص الذين يرتادون مثل هذه الاماكن،  يجلس في ركن المقهى، يجذب أنظار الجميع، رواد هذا المقهى يعرفون بعضهم البعض جيدا، يذهب إليه الجرسون ويسأله بماذا أخدمك سيدي، يجيبه بدون أن ينظر إليه بأنه يريد زجاجة نبيذ معتق، يذهب الجرسون ويأتيه بالطلب، نظره لا ينزل عن شاشة التلفاز المعلق فوق بار المقهى، وينظر إلى ساعته بانتظام لا تكاد تمر دقيقة دون أن ينظر إلى ساعته الرويال السويسرية.

جميع من في المقهى ينتظرون قرعة دوري أبطال أوروبا، بما فيهم ذاك الغريب، تمر الدقائق ويبدأ المذيع بإعلان القرعة، من شدة تجمع أهالي ذاك الحي من مدينة لندن في هذا المقهى القديم والذي بني على الطراز الروماني، والذي ورثه جورج عن جده، كانت أول مباراة ستجمع بين فريق العاصمة تشلسي وفريق باريس سان جيرمان الفرنسي، تنفس جميع من في المكان الصعداء لوقوعهم مع باريس، مع أنه فريق قوي، لكنهم واثقون بأن تشلسي قادر على التأهل.

يستمر النظرات لذلك الغريب، تمر اللحظات مسرعة، ينتظرون فريق عاصمتهم الأخر، الأرسنال وأخيرا يقع مع موناكو، ابتهج جميع من هم في المقهى، إلا ذاك الغريب، كانت فرحته غريبة، قام ووقف فوق الطاولة، وأخذ يرقص ويرمي قبعته ويخلع عنه معطفه الجلدي الراقي ويلوح به في الهواء والناس ينظرون إليه، يستمر في الرقص لدقائق ويخلع ثيابه قميصه الأزرق وبنطاله، ويردد "أخيرا فريق أخر غير ميونخ"  بينما يستمر استغراب الناس ودهشتهم، من هذا الذي يرقص هكذا ولماذا؟

انتبه لما يفعله، وعرف الناس شخصيته، أنه فينغر، تهافت الناس عليه، شعر بالاحراج الشديد، طفل صغير يلبس قبعته ويقلده ويرقص فوق الطاولة، كثيرون هجموا عليه يطلبون توقيعه والتصور معه، أخذ يلملم ثيابه، قميصه وبنطاله وربطة عنقه، يبحث عن نظارته التي تحطمت تحت أقدام الناس، يحاول الهروب، يخرج مسرعا من الباب، بعد أن لبس ثيابه بصعوبة، ويخاطب الناس، آسف لابد أنكم تقصدون شخصا أخر.

أطلق تنهيدة بصعوبة، أخذ يسير في الشارع ويرقص فرحا، رن هاتفه، مورينيو، مبارك يا صديقي العزيز لقد نجوت بأعجوبة، ولكن عليك أن تدعو الله أن تسقط أمام موناكو لأنني لو واجهتك في أدوار مقبلة سوف أسحقك، أهلا مورينيو، ومن قال لك أن سان جيرمان ستترك تفوز بسهولة، سنرى ذلك!!

لم يفكر طويلا في مكالمة مورينيو، ولم يكن ينوي أن يجعل أي شيء يهزم فرحته، هو متأكد من أنه قادر على التأهل للدور المقبل وهزيمة موناكو بقسوة، أخيرا سوف يكشر عن أنيابه.

وصل إلى المعسكر التدريبي الخاص بأرسنال، جمع الفريق حوله وأخذ يقول لهم بأنهم قادرين على التأهل إلى الدور المقبل وهزيمة موناكو، قاطعه مرة أخرى رنين هاتفه، أنه المالك، أهلا سيدي كنت أريد أن أهئنك هذه المرة القرعة بين يدينا، لا تقلق سنتأهل إلى الدور المقبل، جاءت كلمات فينغر بسعادة وفرح كبيرين، ولكن صوت مالك الفريق "تشيبس" كان لا يدل على شيء، عليك الخسارة يا فينغر، ما الفائدة أن نفوز الآن ونخرج الدور المقبل، يجيبيه فينغر، ما الفائدة أن نخسر الآن ونحن قادرون على الفوز، بلامبالاة تشيبس يجيب أنه البزنس يا رفيقي، أن كنا متأكدين من عدم قدرتنا على الفوز، علينا أن نفكر في النقود، لقد راهنت على خسارة الفريق وخروجه من دور الــ 16، ولك 10% أن خسر الفريق.

فينغر للاعبيه، فرصنا هذه السنة ضيئلة للتأهل، سوف نحاول الموسم المقبل، اذهبوا إلى الراحة واستمتعوا بوقتكم مع نسائكم وأبناءكم وصديقاتكم، اليوم عطلة.