الأخلاق سمة الرياضة الفلسطينية

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال


الرياضة بكل مستوياتها وأبعادها هي وسيلة نبيلة تربوية فحواها وأهدافها تحقيق الغايات السامية ونشر القيم الفاضلة والمبادئ الرياضية العالية وتعزيز أواصر المحبة ونشر الأخلاق الحميدة.

فالأخلاق الحميدة والسمات الجميلة والتصرفات السليمة دوما تنم عن خلق رفيع يعكس صحة وسلامة المجتمع ويعزز من قوته ووحدته ويبرز المكانة العالية لأفراده وثقافته العالية ,وتجلى هذا الموقف في المشهد الوطني والإنساني لنجم الكرة الفلسطينية سعيد السباخي بعد تسجيله هدفه في مرمى نادي اتحاد الشجاعية وتوجهه إلى جمهور نادي اتحاد الشجاعية حانيا رأسه لبطولات هذا الحي الذي تعرض كباقي أحياء ومحافظات الوطن للعدوان والاستهداف الصهيوني ,فهذه أللفتة كان لها صداها في مدرجات ملعب اليرموك حيث وقفت الجماهير تصفق لهذا اللاعب ولهذا الموقف الوطني الملتزم الذي حرك مشاعر الجماهير المحتشدة وأعطى إشارة واضحة على أن منظومتنا الرياضية ما زالت بألف خير ويمكن الرهان عليها في عبور وتجاوز التحديات.

لقد سبق وأن أكدنا على أن عاصر منظومة كرة القدم كاملة من إداريين ولاعبين ومدربين وجمهور يجب أن تتحلى بمكارم الأخلاق وتكون مثالا يحتذى به ,حيث هذه الأخلاق السمحة تلعب دورا هاما في تعزيز الروح والإخاء والمحبة وتجسد أواصر الصداقة وتسهم بشكل حيوي في عملية الحراك الرياضي وتطوره.

فالتمسك بالأخلاق الرياضية والقيام بالتصرفات والسلوكيات السليمة من قبل اللاعبين في أرض الملعب تؤثر بشكل إيجابي كبير على الجمهور والمشجعين وعشاق الكرة المستديرة ,وتعمق ثقافة وطنية للرياضة الفلسطينية تسهم في تعزيزها بكل مستوياتها حيث أنها مجال من مجالات التنافس الشريف لحصد الألقاب والأسماء وتحقيق الانجازات والولوج لمنصات التتويج.

اليوم مطلوب ومع الانطلاقة الماجدة لقطار بطولة الدوري العام لكرة القدم من اللاعبين والمدربين والإداريين والجمهور التحلي بالمسؤولية الوطنية والمساهمة في الحفاظ على مشروعنا الوطني الرياضي ,وحالة النهضة الرياضية والانتشار والازدهار الذي تعيشه الرياضة الفلسطينية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص ,ولابد لهذه الشرائح الرياضية المهمة في منظومة كرة القدم أن تلعب دورا هاما في أن تكون نموذجا رياضيا في الأفعال وليس الأقوال أو التصريحات عبر وسائل الإعلام فقط.

من هنا على الجمهور الرياضي الفلسطيني الذواق في الملاعب الرياضية المنتشرة على امتداد مساحة الوطن أن يشجع فريقه وناديه بلا تعصب والبعد عن استخدام الألفاظ الجارحة والغير مقبولة ضد الفريق المنافس ,وعلى الجمهور الواعي المنضبط أن يظل خلف فريقه عند الفوز والخسارة معا ليكون هذا الالتفاف والتشجيع مثالا راقيا بعيدا عن التعصب والشغب.

هناك في ساحتنا الرياضية الفلسطينية بعض الظواهر ,فكلما اشتد التنافس الرياضي ازدادت الحساسية وزاد معها الضغط النفسي والتعصب الرياضي غير الحضاري.

ختاما...

التعصب الأعمى هو وبال على الرياضة ويشكل معول هدم وتدمير لأركانها وهو مظهر من مظاهر التخلف الرياضي ولا يمكن أن يمثل قيم وحضارة وعراقة شعبنا الفلسطيني ومنظومته الرياضية.

من هنا يقع على كاهل الإعلام الرياضي بكل أشكاله وأقسامه مسؤولية وطنية لتوجيه وضبط السلوكيات الخاطئة في الملاعب الرياضية وبأسلوب تربوي لتعزيز عملية الحراك في الساحة الرياضية الفلسطينية والمساهمة في دوران عجلة قطار الرياضة الفلسطينية.