سيناريو لم يحدث !!

بيريز يطعم كلبه ويحلم بالحادية عشر!

محمد عدوان

(محرر صحفي)

  • 1 مقال

إعداد- محمد عدوان

يجلس في منتصف متحف النادي، لقد أصبحت خزانة العرض تحتوي على الكأس العاشرة، الحلم الذي ينتظره منذ سنوات بعيدة، يناظر الكؤوس العشرة من بعيد، ثم يقترب تدريجيا ويفتتح زجاجة الشمبانيا خاصته، ويبدأ في الرقص بطريقة جنونية، وسرعان ما خلع جاكيته ليلمع الكؤوس خوفا عليها من أن تغّبر.

في مشهد آخر، يعود بيريز إلى المنزل متأخرا، لقد مرت أياما عديدة على التتويج باللقب، ولكنه حتى الآن لا يستطيع النوم، ولكنه لا يعرف السبب، هل هي الفرحة العارمة التي لا توصف، أم أنه من القلق على مستقبل الفريق في الأيام القادمة.

يجلس على أريكته الفاخرة ينظر إلى السقف المزخرف برسومات الملائكة البيضاء، هو يحب اللون الأبيض، كل شيء في منزله لونه أبيض، يعدل جلسته قليلا وينظر إلى الصورة الجديدة التي التقطها مع الفريق بعدما رفع الكأس عاليا، يشعل سيجارة، هو بالعادة لا يدخن، ولكن من عادة رجال الأعمال الكبار أن يقوموا بتدخين سيجارة الانتصار، ولكن انتصاره مر عليه أيام، لماذا تأخر في سيجارة الانتصار.

أضاء شاشة التلفاز، وذهب بخياله بعيدا، لم يكن ينتبه إلي المعروض في التلفاز، هل أستطيع أن أحرز لقب السوبر الأوروبي، وكأس العالم للقارات، هل نستطيع الموسم المقبل أن نحرز الحادية عشر، يخرج من خياله، ويهز رأسه محاولا أن يستيقظ مخاطبا نفسه: لقد كنا نطمح للعاشرة، والآن أريد اللقب الحادي عشر، ثم يعود ويخاطب نفسه وكأنه يقف أمام مرآة: لقد أصبحت طماعا يا بيريز، الأهم الآن أن أركز في الفريق أكثر من البطولات.

يشرب من الكأس الذي أمامه على الطاولة الزجاجية، زوجته نائمة، إنه مستيقظ لوحده في المنزل، وعاد التفكير ليأخذه من جديد، من علي أن أجلب للفريق في الموسم المقبل، أنا محتاج لمهاجم بدلا من الغبي بنزيما، ولكن حتى الآن لم نقرر من هو الأنسب، هل هو فالكاو أم سواريز؟ من أخرج، ديماريا قدم موسم رائع، وكذلك راموس وبيبي وكوينتراو، الكل قدموا موسما رائعا.

لا أريد أن استبق الأمور، علي أن أجد المهاجم الذي يستطيع أن يحل مكان بنزيما، علي أن أقدم عرضا آخر لبرشلونة، لجلب ميسي للفريق، ولكنني أخشى أن يتعارضوا مع بعضهما البعض في اللعب.

مرت دقائق ودقائق، وما زال يذهب بالتفكير ويعود، لتحرق السيجارة يده، ويستيقظ من أحلام اليقظة التي يعيشها، وتقع عيناه على شاشة التلفاز مع دعاية شامبو هايد آند شولدرز الذي يقدمه رونالدو على قناة النادي الرسمية، وبصوت زوجته قادما من بعيد: فلورنتينو لقد تأخر الوقت عليك أن تنام، لن تستفيد شيئا من التفرج على التلفاز يا عزيزي.

بيريز يخاطب نفسه: دائما ما تقطع علي هذه الغبية أحلى أحلامي وأجمل لحظاتي، أنا قادم يا عزيزتي، فقد كنت أطمئن على كلبنا العزيز بوبي وأضع له الطعام.