ارتفاع أسهم السلّة

جبل النار.. تعاني كرويا وتبحث عن المنقذ !!

العلي: نابلس حاضنة رجال الأعمال إلا أنهم يبخلون على الأندية !

حنون: يجب الاهتمام بالناشئين والدعم.. وفكرة دمج الأندية فشلت !

الرياضية- عدي جعار/ ورد رداد

شهدت الكرة الفلسطينية في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً شهد له القاسي والداني، فبعد أن كانت الرياضة في فلسطين من ثانويات الاهتمامات، أصبح اليوم لها دور رئيسي كبير وفعال في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، لأنها أصبحت تهم معظم أطياف الشعب. وكما هو متوقع تكاتفت كل الجهود من أجل النهوض بواقع الكرة الفلسطينية والوصول بها إلى أعلى المستويات، وقد حدث ذلك بالفعل عن طريق تطبيق نظام الاحتراف، ودعم الأندية الفلسطينية من أجل تطوير الرياضة والرياضيين الفلسطينيين.

التوزيع الجغرافي

ولكن عندما تنظر إلى واقع رياضتنا الفلسطينية، ستلاحظ أن التوزيع الجغرافي للتطور الرياضي مثير للاستغراب، فالجنوب في القمة، والشمال بالحضيض. والسؤال الذي يطرحه الجميع: متى سنرى فريقا من أندية الشمال ينافس ويحقق الانجازات؟!.

 لنطرق باب أكبر المحافظات الشمالية، محافظة نابلس، التي تضم ما يقارب تسعة أندية، ونرى لماذا هذا الضعف ما زال يتغلغل في أجساد أنديتها كالحمئة التي تبث السموم المميتة في كافة أجزائها، بل يكاد مستقبل الكرة فيها يذهب أدراج الرياح ، ويصبح أثراً بعد عين.


نادي عيبال

ناندي عبال

يرى بعض المراقبين أن الضعف في أندية نابلس يكمن وراءه العديد من الأسباب ، فبدءً من غياب الداعم الحقيقي والمستثمر في كرة القدم، وصولاً إلى ارتفاع أسهم وشعبية لعبة كرة السلة، بشكل قد يفوق كرة القدم عند أبناء نابلس.

تراجع الدعم

 الصحفي أحمد العلي، يقدم رؤيته حول المشاكل التي تعاني منها أندية نابلس وطرق حلها والنهوض بها، حيث قال للرياضية: " تعاني أندية مدينة نابلس بشكل عام من قلة الموارد المالية، بسبب عزوف رجال الأعمال عن المساهمة ودعم تلك الأندية، على الرغم من أنّ نابلس هي مسقط رأس العديد من رجال الأعمال وأصحاب الثروة، الأمر الذي يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار، وعجز الأندية عن تأمين أدنى احتياجات اللاعبين، مما يدفع بالكثير منهم إلى الرحيل مبكّراً لحظة بزوغ نجوميتهم، وأكبر مثال نادي شباب نابلس، الذي حاول خلال السنوات الماضية البحث عن فرصة الوصول إلى الدرجة الأولى، إلا أنّ محاولاته باءت بالفشل، ما دفع العديد من لاعبيه للخروج من النادي، يتقدّمهم عماد فضة، والحارس عماد زهران المحترفين في مركز جنين، وكذلك يزن العايدي لاعب القوات الفلسطينية، وآخرهم إسلام رضوان الذي لعب لإسلامي قلقيلية في دوري المحترفين للموسم الماضي  ولديه عدّة عروض أخرى خارج مدينة نابلس كفيلة بألا تجعله يفكّر بالعودة إلى شباب نابلس.
احمد العلي

احمد العلي

وأضاف العلي " بعض الأندية تهتم بلعبة كرة السلّة أكثر من كرة القدم، ومثال ذلك نادي حطّين الذي يلعب في دوري الدرجة الممتازة بكرة السلة، ونادي عيبال الذي يلعب في الدرجة الأولى.

دمج الأندية

أما فيما يخص رؤية أحمد العلي حول طرق تطوير الكرة النابلسية والنهوض بها يوضح: " فيما يخص طرق تطويرها، فمنذ فترة عقدت أندية نابلس عدة اجتماعات في سبيل بلورة فكرة دمج الأندية في نادٍ واحد، بهدف انتقاء أفضل اللاعبين من كل نادي وبالتالي عمل فريق قادر على الدخول في المنافسة، إلا أنّ تلك المحاولات مازالت قيد الدراسة، وشخصياً استبعد فكرة التوصّل لحلول مناسبة لدمج جميع الفرق مع بعض، لأنّ ذلك يعني ضياع مستقبل عشرات اللاعبين الآخرين، الذين لن يتم اختيارهم، وهنا يكمن التساؤل من سيقبل التنازل عن كرسيه للآخر من أجل المصلحة العامة !!.

ويشدد العلي أن الحل الوحيد يكمن في قدرة أحد الأندية وبما لديه من قدرات متواضعة، أن يحقق انجازا غير مسبوق من خلال التأهّل والصعود إلى الدرجة الأولى على أقل تقدير، وحينها سيكون محط أنظار الجميع وقد يتغيّر الحال للأفضل".

نادي نابلس

نادي نابلس

بعد الرؤية التي قدمها الصحفي أحمد العلي، تبين أن أندية نابلس ما زالت إلى الآن تبحث عن داعم حقيقي يقف خلفها ويسهم في إعادة هيكلتها من جديد، الأمر الذي يتطلب العديد من الجهود والدعم المالي السخي من أجل إعادة تكوين رأي عام عن الكرة النابلسية، حتى لا تكون عامل تنفير، بل عامل جذب وجلب للشباب الصاعد.

الاهتمام بالقاعدة              

من جهته يوضح الأستاذ محمد حنون (مسؤول النشاطات الرياضية في جامعة النجاح الوطنية) رؤيته حول ما تعانيه أندية نابلس من ضعف، وطرق النهوض بها،  حيث يؤكد حنون للرياضية: " أندية نابلس تعاني من ضعف وتراجع مستمر، بالطبع الأسباب متعددة، ولكن لعل أهمها هو عدم الاهتمام بالجيل الصغير الناشئ، وهذا يؤدي إلى وصول الأندية للحظة من اللحظات لا تجد لاعبين لديها، باستثناء مركز شباب بلاطة، لأنه النادي الوحيد الذي لم ينس هذه النقطة المهمة في الحفاظ على قوة الفريق، في حين أن الأندية الأخرى اعتمدت على شراء اللاعبين فقط.

محمد حنون _ نابلس

ويتابع حنون " أندية نابلس لا يوجد أي دعم مالي رسمي مقدم لها، هناك تبرعات عينية شخصية ليس أكثر، وهذا لا يفي بالحاجة، وكما هو حاصل في الدول الأوروبية فقد أصبحت الرياضة الفلسطينية ( بزنس ) وأعمال مالية، وهذا أثر سلباَ بشكر كبير على اللاعبين.

حلول

 أما فيما يتعلق بالنهوض بواقع الأندية النابلسية، أكد حنون "أن الحل يكمن بالعودة إلى الاهتمام بالجيل الصغير كما كان سابقاَ، بالإضافة إلى تقديم الدعم الرسمي المتواصل لهذه الأندية لكي تستطيع الاهتمام بالأجيال القادمة. وفيما يخص الحل الذي طرح سابقا بدمج أندية نابلس في نادٍ واحد، كان تعليق حنون: " للأسف، طرحت هذه الفكرة من قبل ولكنها فشلت بسبب خلافات إدارية بين الأندية جعلت الموضوع في طي النسيان، لا ننسى طبعا أن هذه الفكرة توجد مشكلة أكبر، فمن بين كل اللاعبين في أندية نابلس سيتم اختيار ما لا يزيد عن 25 لاعباً، ومن تبقى فبالإمكان القول أنهم مستقبلهم الرياضي قد انتهى.

من كل ما سبق يتبين أن محافظة نابلس كغيرها من المحافظات الشمالية، قلقيلية وطولكرم وجنين ما زالت الأندية تغوص في بحر لجي مليء بالظلمات، لكنها تمتلك إصراراَ وتصميماَ كبيرين، قد يصلان بها إلى طريق النور يوماً ما.