أبو الخير... ذكرى رحيلك مبلله بدموع الحبر الذي لن يجف

كتب / أسامة فلفل

على مدار مراحل التاريخ كان هناك رجال أوفياء حملوا الوطن ومنظومته الرياضية في القلب والذاكرة وعمدوا على بناء منظومة رياضية عصرية تعكس هوية الوطن وتكشف الجينات الوراثية الأصيلة للحركة الرياضية الفلسطينية.

الفقيد الراحل ابن مدينة خان يونس عاصمة المقاومة، المرحوم مصطفي أبو الخير كان رجلاً بكل معنى الكلمة، صادقاً مع نفسه ومع رفاق دربه في الحقل الرياضي والأسرة الرياضية والمجتمع.

عاش حياته خادما للحركة الرياضية، مناضلاً ومكافحا في شتى المجالات منذ كان طالباً، ناضل من أجل رفعة وتطور الحركة الرياضية الفلسطينية وقدم الكثير في هذا الاتجاه حيث عرفته ساحات وميادين العطاء الرياضي بوفرة عطائه وحبه للوطن ومنظومته الرياضية.

كان فصيح اللسان، خطيباً بارعاً، قضى جل حياته في العطاء والسّخاء، كان مولعا لدرجة كبيرة بالعمل الوطني والرياضي، دافع عن حقوق الحكام والرياضيين، وكان دائما يتغني بهم ويؤكد على أنهم ترمومتر الرياضة الفلسطينية واللبنة  الأساسية والمكون الرئيس في منظومة كرة القدم وباقي الألعاب الرياضية.

كان الفقيد رجلاً بكل معنى الكلمة، فهو رجل الموقف والكلمة، له مواقف ثابتة مبنية على الأخلاق الحسنة، وإذا قال كلمته احترمها ونفذها ولم يغيرها ,عرفته متزناَ يحترم الآخرين ولا يتسبب في اهانة أحد ولا يرضى النزول عند هذا المستوى الهابط من الأخلاق.

مرت حياة الراحل فقيد الحركة الرياضية الفلسطينية مصطفي أبو الخير بمحطات ومواقف صعبة، تحملها صابراً، دون تذمر، وفي نفس الوقت كان يشعر بفرح وآلام الآخرين، شاركهم أفراحهم وأتراحهم ولم يفقد البوصلة، بقي حتى آخر يوم في حياته رجلاَ بكل معنى الكلمة ووطنياَ أصيلاَ لا يعرف سوى بوابة الحق.

اليوم وفي ذكرى الأربعين لترجل الفارس مصطفي أبو الخير نرتشف الحزن بهدوء. بصمت ولم يعد أمامنا سوى أن نترحم على أولئك الرجال الذين خطوا وكتبوا سطور العزة والمجد في محطات فارقة وأكدوا أن هذا الوطن يزخر برموز وقيادات وكوادر رياضية ووطنية قادرة على تغير الواقع وصيانة وحماية الإرث الرياضي الفلسطيني ومواصلة درب الطرق الشاق لملامس النجاح وإضافة الانجازات التاريخية للوطن ومنظومته الرياضية.

ماذا يمكنني أن أكتب عن رجل مهاب وطني من طراز فريد من نوعه تجرع الكثير من الآلام في محطات غابرة وظل واقفا شامخا كالجبال الراسيات ،مهما كتبت عن الفقيد والله تتقاصر الكلمات مهما تطاولت, وتعجز الجمل والأحرف عن إيفائه حقه.

ختاما...

ستبقى شمس إيمانك الصادق ساطعة في كل نفس منيرة وستظل تشع علينا النور الوهاج حتى تحقق كل أمانيك وأحلامك التي كانت تراودك والعهد والقسم أن نتذكرك وأن تبقى خالدا في أفئدتنا ما حيينا.