كان مانشستر سيتي الأكثر إبهارا بين كل كبار إنجلترا خلال الجولة الأولى من "البريمرليغ"، هذه حقيقة يجب أن يعترف بها الجميع، فحتى من كانت لهم توقعات متشائمة –وأنا أولهم- يجب أن يعترفوا بأنهم أخطأوا في حق "السيتي" الذي قدم مباراة أولى كبيرة أمام ويست بروميتش، لكن لماذا ظهر رجال بيليغريني الأفضل بين  كل الأندية التي لعبت حتى الآن؟

الأمر بسيط بساطة أسلوب لعب "الأزرق السماوي"، فهذا الفريق اعتمد على التمرير الأرضي السريع والسلس من قدم لقدم دون إسهاب ولا إطناب في الاستحواذ على الكرة، رغم تمتع معظم لاعبيه بمهارات وفنيات عالية تخول لهم المراوغة والاستعراض أمام فريق متواضع الإمكانيات مثل بروميتش، لكنهم لم يفعلوا ذلك ولعبوا بجدية وإيثار وعاملوا منافسهم بكل احترام، ليحققوا ما كان يأمله كل عشاق "السيتيزن".

أكثر ما أثارني في أسلوب لعب "السيتي" هو التفاهم والتناغم المثير بين المثلث الأمامي بوني، سيلفا ويايا توري الذين خلقوا العديد من الفرص الخطيرة على مرمى بروميتش، وقادوا السيتي لتسجيل هدفين بنفس الأسلوب تقريبا، تمهيد ثم تصويب من على حدود منطقة الجزاء من لمسة واحدة، جملة تكتيكية ممتازة تكررت أكثر من ثلاث أو أربع مرات، وربما هي أكبر دليل على أن الفريق كان يعمل بجدية هذا الصيف.

أمر آخر يجب التنويه إليه بعد أول خرجة لـ "السيتي"، وهو المستوى البدني الجيد للفريق، فمن الواضح جدا أن بيليغريني أعد لاعبيه بشكل متميز في فترة الاستعدادات للموسم الجديد، لأن الفريق أنهى المباراة بنفس القوة التي بدأ بها في الشوط الأول، وهذا أيضا قد يكون ردا على الأرض من بيليغريني على كل من انتقد الوجه القبيح لفريقه في المباريات التحضيرية.

مانشستر سيتي كان جيدا جدا خلال أول 90 دقيقة رسمية له هذا الموسم، لكن هذا لا يعني أن الأمور محسومة، فصحيح أن الفريق قدم وجها رائعا، لكن لا يجدر بنا أن ننسى أنه واجه منافسا ضعيفا يقوده مدرب "جبان" منح الفرصة لـ بيليغريني ورجاله لوضع منتقديهم على الهامش إلى غاية موقعة تشيلسي المرعبة.