منع إقامة المنشآت الرياضية في غزة حرم الشباب من حقهم في ممارسة الرياضة.

معاناة الرياضة الفلسطينية في ظل الإحتلال الإسرائيلي (الجزء الثاني)


الرياضية- نقلا عن موقع سوبر


إسرائيل تمارس بطش ممنهج للقضاء على الرياضة الفلسطينية.

منع إقامة المنشآت الرياضية في غزة حرم الشباب من حقهم في ممارسة الرياضة.

أربعة صواريخ اسرائيلية على ملعب فلسطين عام 2012 تحيل المجمع الرياضي إلى كومة دمار.

المنشآت والبنية التحيتة من ملاعب رغم قلتها، ومرافق رغم محدوديتها إلا أنها مثلت هاجساً كبيراً لقوات الإحتلام الإسرائيلي ليطال بطشها ودمارها كل شبر من الأراضي الفلسطينية، وكل حجر فلسطيني، وكل ملعب، وكل مرفق يجمع الأبطال الفلسطينيون البواسل.

إن هدف قوات الإحتلال ليس تعطيل، أو التنغيص على الرياضيين، تصعيب الامور عليهم، بل الهدف هو بتر وتدمير الرياضة الفلسطينية، والقضاء عليها، لذلك كان بطشهم متغلغاً بكل القطاعات الرياضة، سواء منع التنقل، او منع المشاركات الخارجية، او إغلاق العابر والحدود، أو تدمير المنشآت والمرافق، أو منع إقامة المنشآت وتجديدها، أو إزالة القائم منها بححج واهية، ناهيك عن العديد من الممارسات والبطش بحق الشعب والأعزل شبابه، وحرمانهم من ممارسة حقهم الذي نصت عليه كافة المواثيق والبنود والأعراف الرياضية.

إن سلطات الإحتلال الإسرائيلي تمارس بطشاً ممنهجاً بحق الرياضة الفلسطينية، وإن سكوت المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية على هذا البطيش يزيدها جنوناً وعنجهية، وتمادي في اعمال البطش والدمار الذي تمارسة بحق الرياضة الفلسطسينة التي واجهت كل أعمال وأشكال العنف والبطش والدمار بإصرار وعزيمة فوذية، كانت محل تقدير العالم أجمع.

معانات وبطش الاحتلال

وفي الحلقة الثانية من تقريرنا الميداني حول الإنتهاكات الإسرائيلية ضد الرياضة الفلسطينية، وممارساتها العداوانية ضد الأبطال الفلسطينيون، نستعرض بعض الأعمال الإجرامية التي مارستها وتمارسها قوات الإحتلال الإسرئيلي ضد المشآت الرياضية الفلسطية، واستهدافها للمرافق والملاعب الرياضية التي يعتبرها الرياضيون الفلسطينيون الملجأ الأوحد لممارسة الرياضة، ووكما قلنا، رغم قلتها ومحدوديتها، عبثت بها يد البطش والإسرائيلي، ونالت منها ودمرمها وساوت بعضها بالأرض.

عانت البنية التحتية والمنشآت الرياضة الفلسطينية استهدافاً متعمداً من قبل الجيش الإسرائيلي، لتعاني الملاعب والمقرات الرياضية إضافة إلى الأندية ومراكز الشباب من عنف إسرائيلي طال مبانيها على مدار السنوات الطويلة الماضية.

ووفقاً للتقارير الصادرة عن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, فإن إسرائيل تعمدت منع وتأخير بناء المنشآت الرياضية في الضفة الغربية, الأمر الذي أثر سلباً على تطور كرة القدم في المنطقة التي تعيش عالم الاحتراف في الساحرة المستديرة منذ ثلاثة أعوام.

وفي العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، شنت الطائرات الصهيونية منتصف نوفمبر من العام 2012 غارة جوية استهدفت ملعب فلسطين المعشب بأربعة صواريخ, أحالت المجمع الرياضي إلى دمار كامل, في خطوة أصابت المجتمع الرياضي الفلسطيني بالصدمة.

ملعب فلسطين

ويمتلك الفلسطينيون ذكريات رائعة مع ملعب فلسطين الذي كان على موعد تاريخي عام 2000 باستضافة نادي الزمالك المصري الشهير, إلا أن أحلام الفلسطينيين باستضافة نجوم عرب آخرين لم تكتمل بعد تحول الملعب إلى كومة من الدمار.

ولم يتوقف الأمر عند قصف ملعب فلسطين, حيث كان ملعب اليرموك الرياضي الكائن وسط مدينة غزة, هدفاً آخر في العدوان الإسرائيلي ذاته, بعد قصفه بصواريخ الطائرات مما أحدث أضراراً جسيمة في أرضيته المعشبة ومدرجات الجماهير الشرقية, فيما كان ملعب بيت حانون الرياضي هدفاً آخر بتعرضه لخسائر فادحة إثر الاستهداف الإسرائيلي في الفترة الزمنية ذاتها.

حسام حرب: إسرائيل تسعى لقتل الإنسان الفلسطيني بشتى الطرق                  

ويقول حسام حرب عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة : أعتقد أن إسرائيل تسعى دوماً بشتى الطرق لقتل الإنسان الفلسطيني .. ولكي تنجح في ذلك عليها بذل جهود مضاعفة لقتل إرادة الشباب عامة والرياضيين على وجه الخصوص .. وذلك عبر قصف الملاعب وإغلاق الأندية ومنع تنقل اللاعبين والمدربين بين شطري الوطن “.

وتابع : “هذه الانتهاكات الإسرائيلية تعكس الحالة الهمجية للمحتل .. بدورنا كفلسطينيين نُدين ما تقدم عليه إسرائيل كونه يخالف القوانين والأعراف الدولية والمواثيق الأولمبية التي تعطي الحق للرياضيين في ممارسة النشاط الرياضي دون قيود .. كما أننا نؤمن أن ما تقدم عليه اسرائيل لن ينجح في تركيز الفلسطينيين الذين سيواصلون ممارسة الرياضة رغم الهجمات الإسرائيلية المتكررة “.

استهداف ملاعب في الحرب

أما الأندية ومقراتها فلم تكن أفضل حالاً من الملاعب، حيث كان نادي السلام الرياضي هدفاً لهجمة اسرائيلية غير مسبوقة في أواخر أغسطس من العام 2011, ليصبح مقر النادي أثراً بعد عين إثر إستهدافه بصاروخ على الأقل, مما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرين آخرين.

وفي الضفة الغربية، أعادت القوات الاسرائيلية مؤخراً إغلاق مقر نادي إسلامي قلقيلية بالشمع الأحمر في قرار تعسفي يمتد حتى نهاية العام الجاري, لتكون هذه المرة الثالثة التي يتعرض فيها النادي للإغلاق دون ابداء أسباب تذكر.

أما قائمة الأندية والمؤسسات الرياضية المتضررة من الاعتداءات الإسرائيلية طويلة للغاية، وتضم نادي الشمس الذي تعرض لقصف اسرائيلي عام 2007، وهو ذات الأمر الذي عانى منه نادي أهلي بيت حانون الذي تحول إلى ثكنة عسكرية في ذات العام، فيما قامت القوات الاسرائيلية بقصف ملعب رفح البلدي وتجريف ملاعب عدة يتقدمها ملعب كفر راعي الرياضي وملعب صانور وملعب الطيبة وملعب بلدية جنين، مع اقتحام أندية جنين وقباطية والعبث بمحتوياتها.

فيما كان لجدار الفصل العنصري حكاية من نوع خاص, بعد إقامته بمحاذاة ملعب أبو ديس, الأمر الذي دفع الاسرائيليين لمنع الفلسطينيين من ممارسة كرة القدم على أرضية الملعب وتهديد من يقترب باستهدافه بالرصاص الحي مباشرة.

وتغيب الاحصاءات الرسمية عن السجلات الفلسطينية والمتعلقة بالأضرار نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة, إلا أن مصادر رسمية ذكرت أن خسائر الرياضة الفلسطينية خلال الحرب الإسرائيلية عام 2008 وحدها تخطى حاجز الـ 2 مليون دولار.

ويأمل الفلسطينيون الحصول على دعم عربي يساهم في تعزيز موقف الرياضة الفلسطينية حتى يتسنى لها الوقوف أمام الترسانة العسكرية الاسرائيلية ومواجهتها خلال المرحلة القادمة, التي يتوقع كثيرون أن تشتد فيها الانتهاكات الاسرائيلية بأشكالها المختلفة.

إسماعيل مطر: قوات الاحتلال تمنع دخول المواد الأساسية لإعادة بناء المنشآت              

في مقابلة مع سوبر تحدث إسماعيل مطر عضو الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس لجنة الحكام عن الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المنشاَت الرياضية الفلسطينية حيث أشار إلى تكرر هذه الإعتداءات من قصف متكرر وتحديداً على ملعب فلسطين الدولي وملعب اليرموك وملعب رفح وهي الملاعب الأساسية لممارسة لعبة كرة القدم في فلسطين.

وتحدث إسماعيل مطر أيضاً عن المعوقات التي يضعها الإحتلال الإسرائيلي في وجه تحركات اللاعبين والفرق الفلسطينية سواء بين الضفة الغربية وقطاع غزة أو حتى عند خروج أو دخول اللاعبين والفرق من وإلى فلسطين.

وواصل إسماعيل مطر حديثه عن منع قوات الإحتلال الإسرائيلي من دخول المواد الأساسية التي تدخل في إعادة بناء المنشاَت المدمرة.

وأخيراً تحدث عن نشاط الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم في المحافل الدولية بهدف رفع الحصار                                الجائر عن الضفة الغربية وقطاع غزة.                                               وفي مقابلة أخرى تحدث محمود يوسف رئيس نادي خدمات رفح عن محاولات بسيطة وعلى قدر الإمكانات المتاحة لترميم الملعب البلدي في مدينة رفح والذي تعرض إلى قصف إسرائيلي مستمر.

وتحدث محمود يوسف عن قصف الإحتلال الإسرائيلي لمدرجات الملعب البلدي عام 2008 ومن حينها وبلدية رفح الجهة المسؤولة عن الملعب لم تستطع إعادة بناء المدرجات لقلة الإمكانات والحصار الإسرائيلي المستمر.

في مقابلة مع موقع سوبر تحدث عبد السلام هنية عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة وعضو المكتب التنفيذي في اللجنة الأولمبية الفلسطينية عن الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المنشاَت الرياضية الفلسطينية والحصار الجائر على اللاعبين والرياضيين الفلسطينيين وسبل مواجهة ذلك على الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي .                                            

تحدث عبد السلام هنية عن الدمار الهائل الذي لحق بملعب فلسطين الدولي الذي تأسس عام 1996 وكان يتزين باللون الأخضر وكان فريق الزمالك المصري أول فريق عربي يلعب على هذا الملعب عام 1999.

وتابع قوله بأن ملعب فلسطين الدولي كان المتنفس الوحيد للفرق الكروية والمنتخبات الفلسطينية قبل أن يتم قصفه بـ11 طناً من المتفجرات بسبب الإعتداءات الإسرائيلية.. وواصل الحديث عن محاولات لإعادة بناء هذا الملعب بدعم عربي وناشد عبد السلام هنية الدول العربية وخصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة المعروف عنها كرمها الكبير ومساندتها لفلسطين وتحديداً في المجال الرياضي، ناشدها لمواصلة دعمها للرياضة الفلسطينية التي تعاني من الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

وفي معرض حديثه قال عبد السلام هنية بأن الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم يواصل مساعيه لحشد الدعم العربي والإسلامي والدولي من أجل إجبار إسرائيل على وقف إعتداءاتها وفك حصارها على الرياضة والرياضيين الفلسطينيين عبر الكشف عن ممارسات سلطات الإحتلال وفضحها في المحافل العالمية وتطالب فلسطين بطرد إسرائيل من الفيفا في حالة عدم استجابتها للضغوطات الإعلامية والمطالبات الدولية.