قندوز:" "من يقارنون بين جيل82 وهذا الجيل مرضى ويبحثون عن إثارة الفتنة"

محمود قندوز

محمود قندوز

 

الرياضية - وكالات

محمود قندوز أحد أبطال ملحمة خيخون قبل 32 عاما، في حوار بشأن المشاركة التاريخية لـ "الخضر" وعقد الكثيرين مقارنة بين الجيل الحالي وما حققه زملاء قندوز في مونديال 82.

بداية، أكيد أنك تابعت مشوار "الخضر" وسعدت لتأهلهم التاريخي إلى الدور الثاني من "المونديال"، فكيف تقيم مسيرتهم حتى الآن؟

صراحة، مشوار منتخبنا الوطني في مونديال البرازيل لم يكن منتظرا بتاتا، وشخصيا لم أتوقع وصوله إلى الدور الثاني رغم أن المجموعة لم تكن قوية كسائر المجموعات الأخرى، فما عدا منتخب بلجيكا الذي كان مرشحا منذ البداية لتسيد المجموعة، فإن الاحتمالات كانت مفتوحة بخصوص المنتخب الثاني الذي كان مقررا أن يرافق بلجيكا، والحمد لله أنّ الجزائر وبفضل إرادة اللاعبين صنعت الفارق وتمكنت من التأهل، وأعتقد أن المنعرج الحقيقي كان أمام كوريا الجنوبية عندما فاز منتخبنا عليه، وهو فوز منح ثقة للاعبين الذين لعبوا من دون عقدة أمام روسيا التي لم تكن قوية وتحصلوا على نقطة التأهل.

هل ترى أنه تأهل مستحق أم جاء من ضربة حظ؟

 مستحق ولا غبار عليه، لاعبونا بللوا قمصانهم في المباريات الثلاث وكافحوا إلى أن نالوا بطاقة الوصول إلى الدور ثمن النهائي.

الصدف شاءت أن نلتقي مجددا بـ ألمانيا بعد 32سنة، فكيف تتوقع أن تكون مهمة منتخبنا هذا الاثنين؟

 صعبة للغاية، لأن المنافس من العيار الثقيل، ألمانيا اليوم من أكبر المرشحين للتتويج باللقب العالمي، هم أقوياء بدنيا، فنيا ونفسيا، لكن هذا لا يعني أن منتخبنا سيكون لقمة سائغة لهذا المنتخب، فنحن قادرون على إحداث المفاجأة ما دمنا نملك لاعبين محترفين أثبتوا حتى الساعة قوتهم.

 تؤمن بالمفاجأة أمام منتخب يضم في صفوفه لاعبين أكثر خبرة من لاعبي منتخبنا؟

كرة القدم ليست علما دقيقا، فـ البرازيل منذ قليل ‪(الحوار أجري أمس) كادت أن تقصى على أرضها لولا أن ركلات الترجيح أنقذتها، إسبانيا رغم قوتها غادرت الدور الأول هي ومنتخبات أخرى قوية أيضا في صورة إيطاليا وإنجلترا، لذلك كل شيء ممكن أمام ألمانيا.

غانا مثال يقتدى به، لعبت من دون عقدة وفرضت التعادل على ألمانيا، أليس كذلك؟

نعم غانا مثال يقتدى به، قادرون على أن نلعب مثلهم، وأضيف شيئا مهما، علينا ألا نضغط على هذا المنتخب لمصلحته، علينا ألا نطلب منهم المستحيل، علينا أن نصفق لهم ونقول لهم "برافو" على ما فعلوه حتى الساعة، وألا نشعرهم بأن لقاء ألمانيا مصيري.

جيلك الذهبي قهر ألمانيا آداء ونتيجة سنة 1982،‪ فهل بإمكان هذا الجيل أن يكرر ذلك الإنجاز، هنا نريد صراحتك لا كلامك الدبلوماسي الذي تتحدث به اليوم معنا؟

كل شيء مختلف بين جيلنا وهذا الجيل، ومن يقارنون بيننا "مرضى" ويبحثون عن زرع الفتنة بين الجيلين، ولمن يقارنون بيننا أقول لهم أن كل شيء مختلف.

أين يكمن الاختلاف؟

نحن مثلا لم نكن محترفين، بل كنا هواة نمثل المنافسة الوطنية المحلية، وكنا نلعب في النصرية، بلوزداد وغيرها من الفرق المحلية، أما اللاعبون الحاليون محترفون يلعبون في أوروبا، عامل آخر يبرز الاختلاف وهو أن مباراتنا أمام ألمانيا يومها كانت الأولى في المجموعة، إذ لم تكن لديهم أي فكرة علينا ما سهل علينا مفاجأتهم، أما اليوم فمنتخبنا سيواجه ألمانيا بعد مرور ثلاث مباريات في المونديال، وبعدما شاهدهم الألمان في أكثر من مناسبة، لذلك لو ننهزم أمامهم فلن تكون النتيجة مفاجئة وستكون عادية جدا.

ألا ترى أن هذا الجيل فك عقدة عدم المرور للدور الثاني ودخل التاريخ من بابه الواسع، وهو ما عجز عنه جيلكم في مناسبتين؟

على الناس ألا تنسى سريعا وأن يكون لها مبادئ، هذا الجيل صحيح أنه دخل التاريخ بما أنه صار أول جيل يسمح لـ الجزائر بالمرور إلى الدور الثاني، لكن هذا لا يعني أن ما صنعناه من تاريخ سيمحى أو أن كرتنا صارت بخير ووصلت المستوى المطلوب، لأن كرتنا ما زالت مريضة وستبقى مريضة بدليل أننا لا نملك حتى ملاعب للتدرب.

نفهم من كلامك أن هذا المنتخب القوي الذي كسبناه مجرد شجرة تغطي الغابة فقط؟

هو منتخب يستحق كل التشجيع والتقدير، لكن ما فعله حتى الساعة شجرة ستغطي غابة كبيرة وتغطي على كرتنا المريضة.

لقبكم البعض بـ "علماء كرة القدم" بما أنكم قهرتم ألمانيا بنجومها، فكيف كان التعامل فوق الميدان مع ذلك المنتخب المرعب؟

كنا هواة ومحليين لكننا كنا نملك مستوى عال جدا، يا أخي فخامة الأسماء التي كانت تضمها تشكيلتنا تكفي لإرعاب أي منافس نواجهه، تنظر من هنا تجد ماجر، تلتفت للجانب الآخر تجد بلومي، عصاد، فرڤاني، بن ساولة، قريشي، كلنا كان مستوانا عال وعال جدا لذلك قهرنا ألمانيا.

احتقركم المنافس فوق الميدان أم أنه تعامل معكم بجدية؟

احتقرونا كثيرا، كانوا ينشطون في البايرن وكبار الأندية العالمية ونحن ننشط في فرق محلية، فكانوا يعتقدون أن فوزهم علينا سيكون بنتيجة ثقيلة، لكن جهلهم لنا سهل مهمتنا في الفوز عليهم.

ماذا لو ينجح هذا الجيل في تكرار ما فعلتموه ويطيح بـ ألمانيا من جديد؟

سأكون أول من يسعد بذلك، لا تتصور أني سأتمنى الخسارة لهذا المنتخب، أنا جزائري أحب بلدي، هذا المنتخب حقق إنجازا تاريخيا ويستحق كل الاحترام مني ومنك ومن كل الجزائريين، ولا داعي لأن نثير فتنة بين الجيلين، وعلينا أن نكون خلفه أمام ألمانيا لبلوغ الدور ربع النهائي من المونديال.

متفائل؟

جدا متفائل وقادرون على فعلها.