لطالما وجهت انتقادات لاذعة لـ لويس إنريكي إثر كل انتكاسة تعرض لها برشلونة في مباريات سابقة من الموسم، لكن للأمانة "اللوتشو" ليس المسؤول الأول عما حدث عشية السبت أمام ملقا، ولو أنه يتحمل جزءا من المسؤولية بطبيعة الحال، حيث فشل في تحضير فريقه ذهنيا للتركيز على مباراة "الليغا" وأخذ اللقاء على محمل الجدية لأن المنافس من الفرق الأندلسية، وعادة ما تكون فرق مقاطعة الأندلس صعبة المراس وتؤدي مباريات قوية تكتيكيا وبدنيا أمام عملاقي إسبانيا برشلونة وريال مدريد.

كان من الواضح جدا أن برشلونة ليس مهيئا لا نفسيا ولا ذهنيا لخوض مباراة كبيرة أمام فريق محترم وعنيد، بل دخل اللقاء على مسعى تحصيل النقاط الثلاث وتسيير المباراة بأقل مجهود استعدادا لموقعة "السيتي" في ملعب "الاتحاد" سهرة الثلاثاء.

عندما يغيب عنك احترام المنافس فلابد وأن تعاقب، اللاعبون هم من يتحملون الجزء الأكبر من مسؤولية الخسارة على ملعبهم، فمعظم نجوم "البلاوغرانا" كانت خارج مجال التغطية، بدءا من ماتيو وألفيس وصولا لـ نايمار وسواريز، ماتيو أثبت أنه لا يستحق مكانة أساسية في تشكيلة "البارصا"، ألفيس حدث ولا حرج، نايمار كان استعراضيا ثم عدوانيا في نهاية المباراة واستحق الطرد، أما سواريز فوقع في مصيدة التسلل عديد المرات وأفسد الكثير من الهجمات على الفريق، فيما واصل إنييستا الابتعاد عن مستواه وكان خروجه نتيجة منطقية جدا.

من المؤكد أن هذه الخسارة أضعفت من فرص برشلونة في اللحاق بغريمه ريال مدريد في الصدارة ومنحت "الميرنغي" الفرصة لزيادة الفارق إلى 4 نقاط، لكن لا يمكن الجزم بأن آمال "البارصا" في التتويج بلقب "الليغا" انتهت تماما، فكرة القدم علمتنا أنه لا مجال للتوقعات وكل شيء وارد حتى آخر دقيقة.