سيناريو لم يحدث .. رونالدو وحيدا في ليلة عيد الحب

محمد عدوان

(محرر صحفي)

  • 1 مقال

 

المكان: في بيت رونالدو

الزمان: ليلة عيد الحب

على جانب مسبحه الضخم في وسط بيته الأكثر من رائع في مدينة مدريد، أمسك رونالدو بهاتفه المحمول، في صراع داخلي مع نفسه، هل أقوم بإرسال تلك الرسالة، يتردد لحظات، يكتب بعض الكلمات، ثم يعود لمسحها من جديد، يغير موضعه، يقوم يسير حول حوض السباحة، ثم يعود ليجلس على كرسيه التي أهدته إياه والدته العزيزة.

يكتب من جديد " عيد حب رائع لك" يتوقف عن الكتابة لحظة في تفكير عميق، ينتقل إلى غرفة المعيشة، يعود للسير من جديد والتفكير، يشغل محرك الأسطوانات، ليطرب بأغنية برتغالية ومازال الهاتف في يده، يتمايل يمينا وشمالا، ويبدأ بالغناء معها بصوت عالي، تظهر على وجهه ابتسامة وكأنها كانت مختبئة يخشى أن يظهرها، لم يكن يعلم هل هي ابتسامة ذكرته بحبيبته إيرينا التي يفتقدها في ليلة مميزة يحتفل بها كل العشاق، أم هي ابتسامته لتذكره ما حصل في حفل عيد ميلاده بعد الهزيمة الثقيلة.

سرعان ما يتوقف عن الرقص والغناء بعد تذكره ما حصل في تلك الليلة، ليلة حزينة كانت عليه وعلى رفاقه، الهزيمة بأربعة أهداف، تذكر الرسالة التي كان يكتبها، عاد لها وأكملها، " عيد حب رائع لك، أتمنى أن تقضين وقتا رائعا هذا المساء، أتمنى كثيرا لو كنا معا، أرجو أن تستمعي بالشوكولاتة والشامبانيا"، استجمع كل قواه وقام بالضغط على أيقونة الإرسال.

مرت الدقائق، أحس وكأن شيء ثقيلا قد أزيح عن كاهله بعد أن قام بإرسال تلك الرسالة، ما زال يعشقها، عاد ليشغل أغانيه ويتمايل من جديد، ولكن هاتفه لم يرن، لم تصله رسالة حتى، لماذا؟

بدأ الشك يساوره سريعا، تأخذه الأفكار وتقذفه مثل موج البحر، أحس بكل شيء حوله يدور، لماذا حتى لم تقوم بكتابة رسالة شكر، هل تكرهني لهذه الدرجة؟

أحس بدوار وكأن الدنيا قد أصبح لونها أسودا حالكا، لم يعد يرى شيء ولا يتذكر شيء، حتى أنه لم يعد يسمع صوت تلك الأغاني التي كان يحبها كثيرا ويستمع لها ويتمايل عليها ويرددها منذ قليل.

جلس قليلا وأخذ ينظر في سقف الغرفة والتي رسمت عليها صورته بألوان مائية ومطلية بالذهب، قرر أن ينسى ما حدث، وينسى الرسالة، وإيرينا إلى الأبد.

أخذ يجهز نفسه لأخذ حماما ساخنا عله ينسى ما حدث، ومن ثم يذهب إلى الحصة التدريبية الخاصة بالفريق، مرت لحظات بعد خروجه من الحمام أخذ يلبس ويجهز نفسه، ويمشط شعره ويطمأن أن قدماه ناعمتان لا تشوبهما أي شعرة، قبل أن يرن هاتفه برسالة من إيرينا، فتحها على عجل، توسعت عيناها فجأة وكأنه شاهد شيء لم يتوقعه، ظل ثابتا في مكانه ثم قرأ بصوت لا يكاد يسمع " عذرا .. المكان هنا صاخب، هل لك بأن تعرفني من تكون.."



رونالدو وإيرينا