استقالة إدارات.. رحيل لاعبين.. ديون متراكمة

مركز شباب جنين.. أسراب من الطيور المهاجرة

زهران: ابتعاد الشخصيات والمشاكل الادارية والمالية من أسباب تراجع المركز

فياض: مصاريف النادي خلال عامين بلغت 100 ألف دولار لم يتم سداد إلا نصفها!


الرياضية- عدي جعار / ورد رداد

في الآونة الأخيرة شهد مركز شباب جنين متغيرات كبيرة، قد تؤدي إلى اقتلاع مستقبل النادي من الجذور، وقد يصبح بعدها أثراً بعد عين، فقد عصفت بالنادي أزمة مالية وإدارية، أدت إلى استقالة أهم لاعبي الفريق الأمر الذي سيؤدي إلى تقويض دعائمه في القريب العاجل.
الأسباب التي تقف خلف أزمة النادي كثيرة ومتعددة، أهمها الأزمة الإدارية والتخبط الكبير الذي عانت منه، بالإضافة إلى العامل الأبرز والأهم، وهو الأزمة المالية التي أصبحت عاملا رئيسيا في نجاح وفشل أي فريق، وذلك لغياب الشخصيات الداعمة للفريق. 


قائمة المغادرين تطول، نذكر من أبرزها : الحارس عماد زهران وهيثم التايه والظهيران محمد قرعاوي وعماد فضة والمهاجم سائد جود الله، هذا بالإضافة إلى الأنباء التي تفيد بانتقال براء أبو ليفة وعمار كرسوع وابراهيم أبو جويد.

عماد زهران1
مشاكل إدارية ومالية

أبرز هذه الطيور المهاجرة الحارس عماد زهران يقول "للرياضية" : "لعبت مع مركز شباب جنين موسمين هما الأفضل لي في مسيرتي الرياضية، فقد كنا جميعاً يداً واحدة وروحا واحدة ".
وحول سبب تركه للنادي، يبين زهران أن السبب الرئيسي هو المشاكل الإدارية والمالية، الأمر الذي إن استمر فإن النادي في طريقه إلى الهاوية ، وسيهدم كل ما بناه على مدار المواسم الثلاثة الماضية"، أما السبب الثاني الخاص بزهران ، فهو رغبته في اللعب هذا الموسم في أحد فرق نابلس، بسبب عودته من الإصابة التي أبعدته خمسة شهور عن الملاعب ، إضافة لإنشغاله بعمله الخاص ".


استقالة مفاجئة

وحول سبب هذه الأزمة التي يمر بها النادي يصرح زهران : " الأزمة التي يمر بها النادي حالياً ، سببها الرئيسي هو ابتعاد الشخصيات الداعمة عن المركز ، واستقالة الإدارة المفاجئة ، إضافة إلى المشاكل العامة التي يمر بها النادي " .

وفي الختام وجه زهران رسالة الوداع إلى جماهير المخيم بقوله : " أشكر الجميع على التعامل الرائع الذي وجدته بينهم ، فكانوا يعاملونني وكأني ابن المخيم ، فلعبت معهم وأعطيتهم على هذا الأساس، أشكرهم جميعاً على دعمهم لي بكل المواقف ، وأتمنى أن أبقى عند حسن ظن الجميع ، وأريد أن يعلموا أن خروجي من مركز جنين ، لم يكن بالقرار السهل وحاولت أن أبذل الكثير من الجهد كي أستمر ، ولكن الله لم يكتب لي الاستمرار " .
مركز شباب مخيم جنين ناد عريق له تاريخه وأهميته على الساحة الكروية الفلسطينية، على الرغم من ابتعاده عن منصات التتويج ، إلا أنه يبقى فريقا تحدى كل الظروف الصعبة ، وخرج من بين ثنايا الصعاب ، وحل الأزمات ، وبقي صامداً بعزم أبناء المخيم .



عصري فياض

ديون متراكمة

الصحفي عصري فياض يوضح "للرياضية" مسيرة هذا النادي بالتدرج حتى وصل إلى ما وصل عليه اليوم ، والأزمة التي يعاني منها حالياً ، حيث قام بسرد تاريخ النادي منذ تأسيسه إلى اللحظة هذه قائلا: " مركز شباب مخيم جنين تأسس عام 1994 ، نشط في الرياضة الكروية منذ ذلك الوقت ، وصعد قبل عامين للاحتراف الجزئي ، وتم تشكيل هيئة إدارية جديدة برئاسة عبد الجبار الشلبيط، والجميع على دراية بأن الاحتراف يحتاج إلى مصروفات كبيرة ، حيث بلغت مصروفات النادي خلال موسمين ، ما يزيد عن 100 ألف دينار ، تم سداد نصفها وبقي الآخر ديناً على النادي , الأمر الذي أدى إلى استقالة الإدارة ، وذلك بعد أن قدمت تقريراً مالياً وإدارياً شاملاً حول أوضاع النادي " .

استقالات متتالية

ويضيف فياض : " في البداية ، وبعد استقالة الإدارة التي كان يرأسها الشلبيط ، تابع وضع النادي المراقب الشاتي لبعض الوقت ، وبعد إلحاح من المركز ، تم تشكيل لجنة تسيير أعمال مكونة من ثلاثة أشخاص وهم مصطفى القنيري وحسن العموري ومحمد أبو الصالح وبعد فترة استقال العموري " .
وحول وضع اللاعبين يقول ابن مخيم جنين : " لم يستمع اللاعبون إلى ما يطمئنهم على نيل مستحقاتهم ، أو الحديث معهم حول المستقبل الذي ينتظرهم ولو لمرة واحدة،  ففي ظل أزمة المال وبطء التحرك واستنفاذ الوقت ، بدأ اللاعبون يشعرون بالملل ، الأمر الذي أدى إلى مغادرة العديد من اللاعبين أمثال عماد زهران وبراء أبو ليفة والمبدع هيثم خير الله " .

أندية الشمال ما زالت تعاني وتتكبد الصعوبات في سبيل النهوض بمستقبلها ، والأسباب عدة ، أبرزها غياب الداعم الحقيقي والضخ المالي لهذه الأندية بعد أن أصبح المال هو العرق المغذي لكرة القدم، لذا فإنها تحتاج الى من يدعمها حتى تنهض من جديد ويعيد لها الهيبة المفقودة.