طموح الإمارات في إختبار الكمبيوتر الياباني

 

الرياضية أون لاين - نقلا عن (أ ف ب)

سيكون "ستاديوم استراليا" في سيدني غدا الجمعة مسرحا لابرز مواجهات الدور ربع النهائي من كأس آسيا 2015، وذلك عندما يستضيف اليابان، الباحثة عن لقبها الثاني على التوالي والخامس في تاريخها، والإمارات التي خطفت الاضواء بفضل مهارات لاعبيها الشبان.

وكما كان متوقعا قبل انطلاق نهائيات النسخة السادسة عشرة من البطولة القارية، لم تجد اليابان صعوبة كبرى في حسم بطاقتها الى الدور ربع النهائي عن المجموعة الرابعة بعد تحقيقها ثلاثة انتصارات على فلسطين (4-0) والعراق بطل 2007 (1-0) والاردن (2-0). اما بالنسبة لمنتخب الإمارات، فقد كان المفاجأة السارة في نهائيات استراليا بعد ان قدم اجمل العروض حتى الآن بدأها بفوز كبير على قطر في المجموعة الثالثة (4-1) ثم على البحرين (2-1) قبل ان يتنازل عن الصدارة لمصلحة ايران بسبب بهدف في الوقت بدل الضائع.

نجم المنتخب الاماراتي عمر عبد الرحمن الذي فرض نفسه من افضل لاعبي البطولة القارية بفضل مهاراته، اكد ان جميع اللاعبين تعهدوا بنسيان لقاء ايران واستخلاص الدروس منه، مشيرا الى ان هذه الهزيمة "ستكون دافعا لان يعود الفريق للفوز ويقدم الافضل في ربع النهائي". وشدد صانع العاب العين على انه ورفاقه الشبان في المنتخب الذي لا يوجد فيه اي لاعب يتجاوز الثلاثين من عمره والاكبر سنا هو الحارس القائد ماجد ناصر (30 عاما)، لا يخشون اي منافس لان "الابيض" تخطى دور المجموعات للمرة الاولى منذ 1996 حين حل وصيفا والثالثة في تاريخه بعد 1992 حين حل رابعا، عن جدارة واستحقاق ويجب ان يحسب له الحساب.

ومن المؤكد ان المنتخب الياباني ومدربه المكسيكي خافيير اجويري يحسبان لعمر عبد الرحمان وعلي مبخوت ورفاقهما الف حساب في هذه المواجهة التي ستضع خبرة والقاب "الساموراي" على المحك ضمن مسعاه لاحراز اللقب الثاني على التوالي والخامس في تاريخه (رقم قياسي).

وقد تحدث اجويري عن احتمال الفوز باللقب للمرة الخامسة بعد انهاء فريقه الدور الاول بالعلامة الكلامة دون ان يتلقى اي هدف، قائلا: "من خبرتي في بطولات كوبا اميركا، كأس العالم والكأس الذهبية، يمكنني القول ان حظوظنا متساوية مع المنتخبات السبعة الاخرى. ننطلق من نقطة الصفر ويجب ان نحارب على مدى 90 دقيقة في كل مباراة ونحترم الخصم".

واكد المدرب المكسيكي بعد الفوز على الاردن بفضل هدف ثالث في النهائيات لصانع العاب ميلان الايطالي كيسوكي هوندا واخر من صانع العاب بوروسيا دورتموند الالماني شينجي كاجاوا، ان فريقه سيستعد لمواجهة الإمارات التي شاهد مبارياتها في الدور الاول وتابع نجمها عمر عبد الرحمن الذي قال عنه: "هو لاعب رائع والاندية الاوروبية تتطلع اليه، لكن يجب ان نراقبه كما اللاعبين الاخرين، لانه لا يمكنه الفوز في المباراة لوحده".

وعن محافظة فريقه على نظافة شباكه في مبارياته الثلاث الاولى، قال مدرب المكسيك السابق: "دافع الفريق بصورة جيدة خلال البطولة، ولم يكن القيام بالواجبات الدفاعية يقتصر على المدافعين، بل اعتمد على الفريق بأكمله، وعندما احتجنا حارس مرمانا كان يقوم بعمله بصورة جيدة. المباريات الصعبة تنتظرنا الان، ونأمل أن نواصل المباريات دون دخول أهداف في مرمانا وأن نسجل الأهداف".

ومن المؤكد ان المنتخب الياباني سيكون المرشح الاوفر حظا على الورق لبلوغ نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي والسادسة من اصل 8 مشاركات في النهائيات بسبب خبرة لاعبيه واعتيادهم على التعامل مع الضغوط بسبب تواجد عدد كبير منهم في ابرز الاندية الاوروبية بدءا من الحارس إيجي كاواشيما (ستاندار لياج البلجيكي) مرورا بيوتو ناجاتومو (انتر ميلان الايطالي) جوتوكو ساكاي (شتوتجارت الالماني) ومايا يوشيدا (ساوثمبتون الانجليزي) هيروشي كيوتاكي (هانوفر الالماني) ماكوتو هاسيبي، تاكاشي إينوي (اينتراخت فرانكفورت الالماني) وصولا الى كاجاوا (دورتموند) وهوندا (ميلان) وشينجي أوكازاكي (ماينتس الالماني).

وسيحاول مدرب "الابيض" مهدي علي التعامل مع هذا الواقع وتجاوزه من اجل الالتزام بالتعهد الذي اطلقه قبل عامين بقيادة بلاده الى الدور نصف النهائي. ووضع الاتحاد الاماراتي لكرة القدم منذ ان استثمر في الجيل الحالي الذي يقوده علي منذ اب/اغسطس 2012، استراتيجية واعدة كان من ابرز اهدافها احتلال المركز الاول خليجيا والتواجد بين الاربعة الكبار في اسيا والتاهل الى كأس العالم 2018 في روسيا. وبعد ان نجح في تحقيق الهدف الاول عبر الفوز بلقب "خليجي 21" في البحرين عام 2013، يجد "الابيض" نفسه الان على بعد 90 دقيقة من تحقيق هدفه القاري.

ويعوّل علي على التجانس الكبير في صفوف فريق كونه معظم اعضائه من لاعبين تدرجوا على يده بالذات بعدما قاد منتخب الشباب للفوز بكأس اسيا للشباب عام 2008 في الدمام والتأهل الى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 20 سنة في مصر ثم قاد الاولمبي للفوز بلقب البطولة الخليجية الاولى للمنتخبات تحت 23 سنة عام 2010 في الدوحة وفضية اسياد جوانجو عام 2010 والتاهل الى اولمبياد لندن 2012.

وقال بهذا الصدد عشية انطلاق النهائيات: "العلاقة بين اللاعبين قوية جدا. هذه المجموعة من اللاعبين متواجدة مع بعضها منذ فترة طويلة وهي كعائلة اكثر مما هي فريق، اللاعبون كالاشقاء"، على غرار صانع الالعاب عمر عبد الرحمن والمهاجم علي مبخوت اللذين تحدث عنهما المدرب قائلا: "عمر وعلي صديقان مقربان داخل وخارج الملعب. علاقتهما المميزة تساهم في التناغم داخل الملعب وهذا ما يمنحنا افادة اضافية على ارضية الملعب".

وسيحتاج المنتخب الاماراتي الى هذا التناغم اذا ما اراد تكرار سيناريو مواجهته الاولى مع "الساموراي" في البطولة القارية عندما تغلب عليه 1-0 في نسخة 1988 في الدوحة دون ان يجنبه ذلك الخروج من الدور الاول. والتقى الطرفان في مناسبتين اخريين ضمن النهائيات القارية وفي الدور الاول ايضا حيث تعادلا 0-0 في نسخة 1992 في اليابان التي فازت 3-1 في نسخة 2007. وتواجه الطرفان في اربع مناسبات رسمية اخرى وذلك في تصفيات مونديالي 1994 حين فازت اليابان 2-0 وتعادلا 1-1، و1998 حين تعادلا 0-0 و1-1.

وتعود المواجهة الاخيرة بينهما الى ايلول/سبتمبر 2012 حين فازت اليابان 1-0 في نييجاتا في كأس كيرين الودية، وبالمجمل التقى المنتخبان في 16 مناسبة سابقا ويتفوق "الساموراي الازرق" بـ5 انتصارات مقابل 3 للامارات و8 تعادلات.