انتهت مشاركة المنتخب الوطني التاريخية في كأس أسيا في أُستراليا, كنا نأمل أن تفرح فلسطين وأن ننجح في حصد نتائج منطقية أو عادية على أقل تقدير.. هذا ما كان يأمل به رجل الشارع وصاحب الدكان وسائق التاكسي...

كأس أسيا بطولة كبيرة.. والمشاركين فيها كبار على مستوى القارة والعالم فنياً ومادياً.. والمستويات متفاوتة مقارنة بفلسطين، وعملياً الفدائي الفلسطيني اضعف المنتخبات المشاركة..

البطولة في أستراليا وإن لم ترضينا فنياً لا أداءً ولا نتيجة، ولكنها وبكل فخر خطّت وكتبت اسم فلسطين، وحلّق السلام الوطني عالياً في دولة رفضتنا في مجلس الأمن، وهذا من أهم الأهداف التي خرجنا بها من هذه المشاركة، وعرفت فلسطين أكثر على مستوى العالم وكانت الرسالة سياسية بامتياز ..

ولذلك يجب أن لا نسقط من حساباتنا ما تعانيه الرياضة وكرة القدم خاصة من تضييق احتلالي ممنهج، لان الاحتلال يعلم ما تمثله كرة القدم على المستوى الدولي والذي يسعى له الاتحاد الفلسطيني ممثلا بالسيد اللواء "جبريل الرجوب" في اتصالاته الدولية، واستضافته الفرق العالمية الكبرى للنهوض بالرياضة، ووضع فلسطين كروياً على خارطة "الفيفا" رغم كل المعيقات التي يضعها الاحتلال.

وفي ميدان العمل الفني لابد أن لا ننسي الحقائق، لا أن نتعالى على الواقع الذي نعيشه.. فكرة القدم على مستوى المنتخبات لها منهاج إعداد خاص ومقرر سنوياً بأجندة وتواريخ، لأنها عمل شاق ومختلف عن العمل في الأندية اختلافاً كلياً، لأنك كمدرب للمنتخب، المطلوب أن تتعامل مع نجوم الكرة على مستوى الوطن، وهذا يحتاج إلى متابعة دقيقة للاعبين ومتابعة البطولة المحلية للخروج بالأسماء القادرة على التمثيل، وهذا غير موجود، أو منقوص، وأيضا تحتاج لفترات تجمع للمنتخب عدة مرات في العام وتحتاج أيضاً من ٦ إلى ٨ مباريات ودية في العام مع منتخبات مستوياتها متقاربة، وأخرى مستواها أعلى، وهذا يكون موجود في الخطط السنوية للمنتخب وهذا غير موجود..
مع هذه الأوضاع والإمكانيات في ظل وجود الاحتلال اعتقد أن المطلوب من المنتخب الوطني هو التمثيل المشرف ليس إلا، وان لا نثقل كاهل الإدارة الرياضية الفلسطينية بالأمنيات الكبيرة.

الإعداد الجيد مهم جداً والصبر على منتخب فلسطين أيضاً أكثر أهمية، فالشكر للمدير الفني واللاعبين الذي يؤدون ويحاولون الظهور بصورة تشرف وتنقل المعاناة التي تعانيها كرة القدم في فلسطين .