•• اختارت الجارديان البريطانية كريستيانو رونالدو مطرقة ريال مدريد والبرتغال، كأحسن لاعب فى عام 2014، واختارت الإيكيب الفرنسية مانويل نوير حارس مرمى ألمانيا وبايرن ميونيخ، واختارت الميرور البريطانية رونالدو ثم نوير، واختارت صحيفة إس الإسبانية رونالدو ثم ميسى.. وعندما ظهرت ملامح نتيجة الإيكيب بفوز نوير بلقب أحسن لاعب فى العام أسرع ريال مدرى بإصدار بيان من 8 لغات يحذر فيه ميشيل بلاتينى من التدخل فى اختيار مرشح بعينه لجائزة الكرة الذهبية التى ستعلن فى 12 يناير الحالى.

•• الموضوع ليس اختيارا للاعب والفوز بجائزة يقدمها الفيفا بالاشتراك مع مجلة فرانس فوتبول، ولكنها تجارة ورعاية وأموال واختيار لفريق قبل أن يكون للاعب. هكذا يفكرون ويتعاملون مع تلك الجوائز فى العالم الآخر، فليس كل شىء لوجه الكرة النبيلة والقيم الرياضية.. وقد توقعت فوز رونالدو بالجائزة، لأن ميسى غائب فنيا لغياب برشلونة، على الرغم من الأرقام القياسية التى حطمها مايسترو الفريق وساحره. ولكنى رشحت لاعبا ألمانيا فخرج الألمان باستثناء نوير، ورشحت نوير لعدة أسباب، فهو فائز بكأس العالم، وطور دور حارس المرمى وحقق رقما قياسيا فى المسافة التى يقطعها الحارس خلال المباراة الواحدة وهو 7 كم (سبعة كيلومترات) ومتفوقا بذلك على أوليفر كان الذى كان يجرى ثلاثة كيلومترات فى المباراة.. ومتفوقا أيضا وأيضا وأيضا على إبراهيم صلاح وحسام غالى، وعرفة السيد، وحتى جون أنطوى.. أما حراس مرمانا فهم يستمتعون للغاية بأشعة الشمس فى الشتاء!

•• المهم نحن فى زمن مباراة التنس الدائرة منذ عام 2007 وهى: «رونالدو، ميسى، ميسى، ميسى، ميسى، رونالدو».. وهى معركة مستمرة كما وصفتها فرانس فوتبول. وهى مشتعلة ومستعرة، لأنهما فى زمن واحد، وفى فريقين مختلفين. وقد شهدت عصور كرة القدم المختلفة مثل تلك المعارك لكنها لم تكن بتلك الحدة. ففى مصر على سبيل المثال كانت هناك مباراة بين الخطيب وحسن شحاتة، وبين طه إسماعيل وحمادة إمام. وعالميا كانت هناك مباريات بين كرويف وبيكنباور، وبين دى سيتفانو وبيليه. وبين بوشكاش وكوبا، ولكن مباراة ميسى ورونالدو فريدة ذاتها لعدة أسباب..

•• كلاهما يلعب فى الدورى الإسبانى. وكلاهما هداف مبدع وآلة تهديف لا تتوقف. وكلاهما يملك مهارات متميزة وخاصة. وكلاهما يلعب بفريق غريم للفريق الآخر. وبين الفريقين اختلافات ثقافية واجتماعية وسياسية. والمعركة بين ميسى ورنالدو تدور فى زمن وحش كاسر اسمه المال والإعلام وتحركه شركات عملاقة.. وهذه المعركة ليست بين لاعبين أو بين جمهورين أو بين ناديين فقط. ولكنها بين شركات تجارية عملاقة، تسعى كل منها للفوز بجائزة «وتورتة».. الكرة الذهبية..؟!