رغم الغضب الكبير الذي يتملك جانبا واسعا من جماهير برشلونة بسبب ما يسمى بأزمة "ميسي- إنريكي"، واعترافها بتذمرها الشديد من التصرفات الأخيرة لـ ليونيل ميسي التي عكرت أجواء "البلاوغرانا"، إلا أني أكاد أجزم أن أي برشلوني عاقل لا يتمنى رحيل النجم الأرجنتيني عن الفريق، غير أن الصغير والكبير منهم يتمنى زوال غيمة لويس أنريكي المتسبب ـ حسب رأيي أيضا-  بأغلب انتكاسات الموسم...

هذا الطرح هو المتداول في أوساط الجماهير الكتالونية هذه الأيام، فالخسارة الأخيرة أمام ريال سوسيداد وجلوس ميسي على مقاعد البدلاء طوال الشوط الأول، كعقاب له ولزميليه نايمار وألفيس على تأخرهم في الالتحاق بتدريبات الفريق عقب انتهاء إجازة أعياد الميلاد، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر "البلاوغرانا"، قد تكون حجة إنريكي في عدم الزج بـ ليونيل، نايمار وألفيس هي عودتهم المتأخرة من أوطانهم، لكن هو نفسه منحهم الإذن بالغياب حتى الخميس الماضي وهو أمر من مسؤولياته، جراح ومشاكل برشلونة لا تكمن في خسارة مباراة واحدة لأن الفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة، فالغريم ريال مدريد خسر هو الآخر أمام فالنسيا دون أن يتحدث أحد عن أزمة، لذلك فإن حقيقة الموقف المتأزم في برشلونة هو ليس خسارة المباراة بحد ذاتها وإنما يكمن في المشاكل الكبيرة داخل غرف تغيير الملابس، فلا إنريكي بات يحظى بثقة ودعم ركائز النادي وعلى رأسهم ميسي، ولا الأخير يرغب في مواصلة العمل تحت قيادة المدرب الشاب، لذا فإن إدارة النادي الكتالوني تمتلك الفرصة الكاملة لحل الخلاف القائم حتما بين الرجلين.. إما بإقناع الهداف التاريخي في دعم مدربه حتى النهاية وإما بتغيير جذري في الطاقم الفني للفريق، وفي حال لم تجد إدارة بارتوميو الحنكة والحكمة للخروج من هذه الأزمة ـ وهذا ما أتوقعه تماما- فإن عليها أن تفكر مليا في أن ميسي الذي بدأ بمتابعة تشيلسي عبر حساب "إنستاغرام" ربما يقدم على خطوة أخرى أكثر جرأة في قادم الأيام .!