رغم الفيتو الأمريكي.. فلسطين في قلب آسيا

جهاد عياش

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال


قبل أيام قلائل اتجهت أنظار الشعب الفلسطيني ، ومعه شعوب العالم المحبة للحرية والانعتاق ، صوب مقر مجلس الأمن القومي ، التي تحتضنه الولايات المتحدة الأمريكية ، لتتابع اللحظات التاريخية ، أثناء التصويت على مشروع القرار ، الذي تقدم به الفلسطينيون ، من أجل إقامة الدولة ، وتحديد جدول زمني لإنهاء آخر احتلال على وجه الأرض ، ورغم أن القرار حظي بثمانية أصوات ، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية استعملت حق النقض " الفيتو " ، وأبطلت القرار ، وحرمت الشعب الفلسطيني من تحقيق أمل ، توارثته الأجيال ، وسالت من أجله الدماء ، ودفع ثمن هذا الحلم من خيرة شبابه وقادته ، للوصول لدولة فلسطينية عاصمتها القدس ، تجمع شتاتنا ، وتضعنا في مصاف الدول الحرة ، المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية ، وإثراء الحياة المدنية الحديثة .
ورغم هذا الموقف المعادي والمنحاز لمصلحة الكيان الصهيوني ، إلا أن الشعب الفلسطيني يستطيع أن يمارس هذا الحق ، على أرض الواقع ، عندما نتابع بعد أيام نهائيات كأس آسيا ، كبرى قارات العالم ، وفلسطين ركن أساسي من هذه البطولة ، وفي قلب هذه القارة ، وتشكل جزءا مهما في خريطة القارة الصفراء ، فلسطين في قلب الأحداث في سيدني بأستراليا ، فلسطين حاضرة في قلوبنا ، في غزة والضفة والقدس والجليل والمثلث والشتات ، فلسطين حاضرة ندا للند مع اليابان وأستراليا وكوريا والسعودية والعراق .. ، وعلمها يرفرف على السواري ضمن أفضل 16 دولة في قارة آسيا ، وستزين ألوانه المشهد على مدار البطولة ، نعم العلم يرفرف ، والنشيد يعزف ، والكلمات تتلي ، والكل يتغني باسم فلسطين ، على مرأى ومسمع كل شعوب الأرض ، وحينها لن يستطيع أحد منعنا من دولتنا ، من حلمنا ، من فلسطينيتنا ، لن يجرؤ أحد على التصويت ضدنا ، ولن تستطيع الولايات المتحدة استعمال حق النقض " الفيتو " .
وسط هذه الحالة ، والمرحلة المهمة ، وفي غمرة احتفالنا بهذا العرس الآسيوي ، الذي نحن جزء أصيل منه ، علينا أن نواكب هذا الحدث ، ونجسد دولتنا ووحدتنا ، ونعيش الدولة الفلسطينية في قلوبنا ، ونحن نتابع أبناءنا ، وهم يتحدون العالم ، ويترجمون وجودنا ،وأحقيتنا بالإستقلال والدولة من خلال المستطيل الأخضر ، ونهيب بالجميع الوقوف خلف منتخبنا بشتى الصور ومن هذه الصور :
أولا : أن تقوم وسائل الإعلام المختلفة ، بدورها عل أكمل وجه ، في الترويج للمنتخب الفلسطيني ، الإعلام المقروء والمسموع والمرئي ، إضافة إلي الصحف والمجلات ، وكذلك المواقع الإلكترونية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، ليعيش المواطن الفلسطيني ، العرس الآسيوي لحظة بلحظة ، وللأسف أغلب الوسائل والصحف والمواقع ، لم تأبه لهذا الأمر ، لعدم تخصصها في مجال الرياضية ، مع العلم أن الحدث أكبر من أن يكون رياضيا ، واهتمام هذه الوسائل بهذا الحدث يجب أن يتنبه إليه المسئولون ، ويضعونه على سلم أولوياتهم ، ويجب أن تخصص العناوين الرئيسة ، والصفحات الأولي ، لإبراز هذه المشاركة وبعدها السياسي ، خاصة بعد رفض مجلس الأمن الدولي للقرار المقدم له لإقامة الدولة الفلسطينية ، ولا نغفل في هذا المجال دور بعض الصحف والمؤسسات والشخصيات التي قامت به ، ولكن يجب أن يكون تشجيع المنتخب مزاج عام يعيشه الفلسطينيون أينما وجدوا .
ثانيا : يجب أن تقوم المؤسسات التعليمية ، الخاصة والعامة ، من مدارس ومعاهد وجامعات وكليات بدورها من خلال برامج توعية وتثقيف ، وتخصيص بعض الوقت للشرح ، وتوضيح أهمية تواجد منتخباتنا في المحافل الدولية ، وإبراز المغزي السياسي والثقافي والاجتماعي والحضاري ، من مثل هذه المشاركات ، والعمل على طباعة الصور والملصقات والشعارات التي تعبر عن الوحدة الوطنية ،وتحث على تشجيع المنتخب الفلسطيني ، وتوزيعها ونشرها بين الطلاب ، وإلصاقها على لوحات الإعلانات ، إلي غير ذلك من الأنشطة والفعاليات المصاحبة للبطولة .
ثالثا : يجب أن يكون للمؤسسات الخاصة دور مهم ، في دعم المنتخب ، كشركة الاتصالات وشركة جوال وشركة الكهرباء و الشركات المساهمة والمطاعم والسوبرماركتات والمصانع وأصحاب المحلات التجارية والتجار وأصحاب رؤوس الأموال والبلديات ، من خلال طباعة ملصقات وأدوات وشعارات وقمصان ، تشير إلي منتخب فلسطين وتبرز الحدث الآسيوي ، وتوفير شاشات كبيرة في الميادين العامة ، لمشاهدة المباريات وتشجيع المنتخب ، وكذلك إجراء مسابقات وتقديم بعض الجوائز لحث الجمهور على متابعة الحدث الرياضي المهم .
رابعا : أولياء الأمور مناط بهم دور محوري ، ونحن نعلم مدي شغف أبنائنا وبناتنا وشبابنا بكرة القدم العالمية ، ويجب استغلال هذه المشاركة للمنتخب الفلسطيني ، لتوعية أبنائنا ، وغرس حب الإنتماء للوطن ، والتضحية من أجله ، والمحبة والتعاون والعطاء ، وهذا يكون بجمع العائلة في موعد المباراة ، وتعريف الأبناء بقيمة العلم الذي يرفرف فوق السارية ، واللاعبون ينشدون النشيد الوطني الفلسطيني ، و الأنفة والعزة بادية على وجوههم ، ويا حبذا لو رددت العائلة النشيد مع اللاعبين ، وكم يكون المنظر جميلا ، لو رفع بعض الأطفال العلم الفلسطيني ، أو توشحوا بالكوفية الفلسطينية ، أو ارتدوا قمصانا تمثل ألوان العلم الفلسطيني ، وبهذا تعيش العائلة لحظات من الوحدة والتكاتف والوطنية ، وتغرس في نفوس أطفالنا وشبابنا ، حب الانتماء والبذل والعطاء والتضحية والفداء .
خامسا : الأندية الرياضية والمراكز الشبابية ، يجب أن تضطلع بدورها ، من خلال الاهتمام بالمراحل السنية وفرق الشباب والكبار ، وجمعهم لحضور المباريات في قاعة واحدة ، حتى تتولد لديهم الغيرة والحمية لارتداء قميص المنتخب ، والوقوف تحت السارية ، ومشاهدة العلم الفلسطيني وهو يرفرف عاليا ، وشفاه اللاعبين تردد كلمات النشيد، وهم في قمة السعادة والفرح ، وهم يستعدون لخدمة الوطن ، وإسعاد المواطن الفلسطيني ، ويقوم رئيس النادي أو المدرب أو أحد أعضاء الإدارة بالتعريف باللاعبين ، هذا محمد من غزة ، وذاك أشرف من الخليل و هذا أمجد من رفح وذاك قصي من القدس وهذا عدنان من مخيمات الشتات وهذا إدواردوا من فلسطينيي المهجر .. وهذا .. وذاك .. ولكن كلنا فلسطين وكلنا فداء لثرى فلسطين .
سادسا : كلمة لجماهير دوري جوال الممتاز في قطاع غزة ، و فرق الدوري ، واتحاد اللعب ، أن تتجسد الوحدة الوطنية في مباريات الأسبوع الثامن ، من خلال رفع علم فلسطين في المدرجات ، وأن تقوم إدارات الأندية بتوزيع الأعلام الصغيرة على المتفرجين ، عند دخولهم الملعب لرفعها في المدرجات ، وأن يقوم الاتحاد بجلب علمين كبيرين إن أمكن ،ومنح كل جمهور علم ، ورسم لوحة جميلة بدخلة جميلة في كل الملاعب ، وأيضا أن يدخل الفريقان أرض الملعب وهما يحملان علم فلسطين ، ويا حبذا لو عزف السلام الوطني الفلسطيني ، والجماهير تردد الله أكبر .. الله أكبر .