سبعة مدربين .. سجل أنا ألماني !!

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

للزملاء في موقع "كورة بلدنا" إشارة ظريفة، تعليقاً على استقالة وإقالة، سبعة مدربين، بعد ست جولات، على انطلاق دوري جوال، وتقول: إن دوري جوال، أصبح صاحب الرقم القياسي في العالم، في عدد استقالات المدربين، في أقل عدد من المباريات.. وهذا صحيح، دون البحث في سجلات تاريخ الكرة، ولا في أرشيف الدوريات العربية والعالمية، ومعرفتنا أن تغيير سبعة مدربين، بعد ست جولات، عدد، لا تبلغه دوريات أوروبية وغير أوروبية، بعد انتهاء جميع جولات المسابقة.

 

##  وإذا كانوا "في أوروبا والدول المتقدمة"، يتعاملون مع تغيير المدربين، من حيث هو، ظاهرة صحية أو مرضية، بناءً على تغيّر النتائج، فلا مجال للشك، أن ما حصل في دورينا حتى الآن، ليس له علاقة، بالصحة، بل هو تعبير عن مرض مزمن، يضرب منظومتنا الكروية.. من يؤمن، أن يأتي تغيير مدرب بعد فوز فريقه بثلاثية، أو آخر، يتعادل فريقه، ويحتل المركز الثاني في جدول الترتيب، ولا تفصله عن الصدارة سوى ثلاث نقاط، ثم يكون لذلك، علاقة بأي مظهر صحي؟ ومن يُشكك في أن مقصلة الإقالة، تكشف عن خبايا مشاكل تحاصر الفرق؟

 

##  حين يُفكر أي مدرب بالاستقالة، بعد جولتين أو ثلاث من بدء المنافسة، فلا تفسير لذلك، سوى أنه، هروب من تحمل المسئولية، وإلا فأين هي شخصية القيادة، إذا لم يكن المدرب قادراً، على ابتكار الأساليب والأفكار، التي تمكنه من مواجهة الأقوياء؟ هذا لا يعني، أن مدربي ساحتنا الفلسطينية، يتحملون، وحدهم، مسئولية الفشل دائماً. ففي أقل الحالات، يتحمل المدربون، جزءاً كبيراً من تراجع أداء الفرق، أما أكثرها، فيتحملها اللاعبون وإدارات الأندية، فلماذا لا نسمع عن استقالات إدارات أندية، أو الاستغناء عن خدمات لاعبين؟!

 

##  لم يعرف تاريخ المدربين في العالم، تعاملاً راقياً كما عاملهم الألمان. فمنذ الحرب العالمية وحتى العام 2000، تناوب على تدريب الماكينات سبعة مدربين، آخرهم، إريك ريبيك، ومن بعده جاء فولر وكلينسمان ويواخيم لوف، وقد جنى الألمان نتيجة هذا الاستقرار، ثلاث كؤوس في أمم أوروبا، وأربع كؤوس مونديالية. ولك أن تتخيل، أن "لوف"، الذي قاد "المانشافات" لإحراز لقب مونديال 2014 في البرازيل، تولى القيادة، في عام 2006!

 

##  اتسع صدر الألمان لعشرة مدربين، فيما يقارب 100 سنة، واتسع صدرهم ثماني سنوات، حتى يروا قائدهم فيليب لام، وهو يحمل أعز وأغلى الألقاب، أما نحن، فتضيق صدورنا، بضعة أيام، لا نصبر فيها على سبعة مدربين؟! وبعد أن سجل مدافع دورتموند فيليب سانتانا، هدف الفوز الثالث في شباك ملقا، ورفع فريق المدرب يورغن كلوب، لقبل نهائي دوري الأبطال، ألسنا بحاجة لنردد، شعار عصام الشوالي: "سجل أنا ألماني"؟!