العراقي يوسف فعل: الفدائي اكد علو كعبه واستحق التواجد مع الاقوياء

 

الخليل - خليل الرواشده

 متابعة لزاوية طلة عربية التي تختص بمشاركة الزملاء الاعلاميين العرب باراء وانطباعات حول الرياضة الفلسطينية وانجازاتها وصلا لمسيرة منتخبنا الفدائي في استراليا، نستضيف في الحلقة الثانية الاعلامي العراقي يوسف فعل رئيس القسم الرياضي لجريدة البيان العراقية:

يقول فعل، مِن رحمِ المعاناة وبروح الإنتصار المغلّف بروحية الإبداع المطرز بعزيمة لا تلين، انتزع منتخب الفدائي الفلسطيني بطاقة التأهل إلى نهائيات أُمم آسيا 2015، التي تقام في استراليا مطلع الشهر المقبل للمرة الاولى بتاريخه، بعد أن قدم مباريات مفعمة بجمالية الاداء والعطاء الثري، المتناغم مع الفكر التدريبي المبدع، وبروعة تطبيق الواجبات التكتيكية بشقيها الدفاعي والهجومي، التي مكنته بتخطي المنافسين بيسرٍ، اكدت على علو كعبه الفني، واستحقاقه بالتواجد مع اقوياء القارة في سيدني.

والوصول الى النهائيات الاسيوية لم يأت من فراغ، وإنما جاء نتيجة عمل مضنٍ من الملاك التدريبي وهمة اللاعبين والتعاون الوثيق والحرص العالي من اتحاد الكرة الطموح الباحث عن الانجاز لتحقيق الذات.

والانجازات المبهرة للفدائي في 2014 يمكن ان تصل الى درجة الاعجاز الكروي، افضت الى اختيار المنتخب الفلسطيني الافضل في القارة الاسيوية متجاوزا منتخبات لها باع طويل في المنافسات القارية مثل اليابان و كوريا الجنوبية وايران واوزبكستان وغيرها، التي تمتلك المؤهلات الفنية والخططية والمالية التي تتفوق فيها على منتخب الفدائي بشكل واضح، والمعطيات الفنية والنتائج اللامعة للفلسطيني في بطولة التحدي اجبرت خبراء اسيا في الاتحاد القاري الى اختياره ليكون الاحسن على الرغم من قلة الموازنة المالية وفقر الاعداد بسبب ظروف الاحتلال البغيض الذي عرقل انضمام نخبة من افضل اللاعبين في المشاركة بالبطولة، إذ تحاول قوى الاحتلال الاجرامية جاهدة اجهاض الانتصارات الكروية للمنتخب ووضع الحواجز والمعوقات امامه في جميع مشاركته على الصعيدين العربي والاسيوي لغايات لم تعد خافية.

ولكن روح التحدي المغروسة بنفوس اللاعبين والملاك التدريبي واتحاد الكرة جعلهم يقدمون التضحيات ويضعون ارهاصات مشاكل الاحتلال خلف ظهورهم بغية اسعاد شعب راقٍ عاشق للحياة ومحب للساحرة المدورة ويطمحون للتنافس مع اقوياء القارة، وتواجد منتخب بلاده في اقوى المحافل الكروية لكتابة تاريخ مشرق يكون محطة مضيئة للانطلاق بقوة نحو بناء الرياضة الفلسطينية بطريقة منظمة علمية تستند الى رؤية واثقة ورصينة لانتزاع الانتصارات، ووفقا لتلك المعطيات فإن اختيار المنتخب الفلسطيني الافضل قاريا جاءت عن جدارة واستحقاق بعد دراسة مستفيضة من الاتحاد الاسيوي.

واما عن حظوظ المنتخب الفلسطيني في المجموعة الرابعة التي تضم أُسود الرافدين، والكمبيوتر الياباني، والنشامى الاردني، فانها تحتاج الى تهيئة المعسكرات التدريبية المناسبة وتوفير المباريات التجريبية القوية التي تشابه طريقة لعبها مع ايقاع منتخبات المجموعة وضرورة تقديم اللاعبين المجهودات السخية التي ترافقها الافكار التدريبية المتطابقة مع امكانية اللاعبين من النواحي الفنية والبدنية والذهنية والمتناغمة مع تركيزهم الذهني للظهور بصورة جيدة امام اقوياء اسيا مع العمل الجاد من الملاك التدريبي باكتشاف نقاط القوة ومكامن الضعف لدى المتنافسين لتسخيرها لصالح الفريق لكسب النقاط، لصعوبة المواجهات يتطلب انتهاج الاسلوب التكتيكي الذي يلائم اللاعبين وحسب طريقة لعب المنافس.

وما يميز لاعبي الفدائي واصبحت من العلامات الفارقة لديه أنهم يلعبون بروح معنوية عالية ورغبة جامحة للفوز للخروج بنتائج ايجابية في المباريات على امل ان تكون المشاركة القارية الاولى لحظات كروية تاريخية لا تنسى تبقى محفورة في الذاكرة لسنوات عدة مع تقديم افضل المستويات الفنية وان لا تكون المشاركة لأجل الفائدة الفنية وانما لقلب طاولة التوقعات والترشيحات على المنتخبات المرشحة بعدما استبعد الخبراء منتخب الفدائي من المنافسة لحجز احدى بطاقتي التأهل الى الدور الثاني، واستبعاد الفدائي من الترشيحات يحفزه للعب بأريحية بعيدا عن الضغوط الاعلامية إذ تصب الترشيحات لمصلحة منتخبي الياباني والعراقي اللذين سبق لهما من الحصول على لقب القارة في مناسبات فائتة ولا يمكن التقليل من قيمة المنتخب الاردني المتحفز لتحقيق افضل النتائج في سيدني.

وعزيمة لاعبي الفدائي وحرصهم العالي واندفاعهم اثناء المباريات يقلل من فارق الخبرة الميدانية مع بقية المنتخبات ويجعلهم يؤدون المباريات بطريقة منضبطة تكتيكيا ومتوازنة وعدم انتهاج اللعب باسلوب فردي لعواقبه الوخيمة على مشواره في النهائيات، ويمتلك المنتخب العديد من الاوراق الفنية الرابحة التي يمكن للملاك التدريبي توظيفها بالشكل الامثل ليكون منتخب الفدائي الحصان الاسود في المجموعة الصعبة.

وما حققه المنتخب من انجازات في 2014 التي شرف فيها الكرة العربية في اسيا تدفع جميع العاملين في الوسط الرياضي الفلسطيني من توفير جميع مستلزمات النجاح لمشواره المقبل وتحشيد القوى وبذل المزيد من الجهود لاعتلاء منصات التتويج في الاستحقاقات المقبلة، وتعد انجازات المنتخب الفلسطيني سهاما في عيون الاحتلال البغيض وضربة قاضية لأفكارهم المريضة الساعية لإنهاء الابداع الرياضي والمواهب الواعدة في المنتخب الفلسطيني الذي اصبح امام مسؤولية جسيمة بتحقيق احسن النتائج في سيدني لاختياره الافضل اسيويا.