لاعب المنتخب الوطني بكرة السلة الشهيد عرفات يعقوب، قتله الاحتلال اربع مرات

 

قلنديا - محمد مناصرة 

 لن ينسى من عاش بين زقاق وشوارع مخيم قلنديا وابحر في عالم الرياضة وخصوصاً عالم السلة البرتقالية وسباقات الماراثون اسطورة من اساطير الرياضة الفلسطينية حاول الاحتلال الاسرائيلي قهرها مرات ومرات.
الشهيد عرفات يعقوب، احد مؤسسي الاتحاد الفلسطيني لرياضة المعاقين واحد اعضاء الهيئة الادارية في الاتحاد وعضو في اتحاد العاب القوى، شارك في جميع لقاءات المنتخب الفلسطيني بكرة السلة للمعاقين بالاضافة الى مشاركته في تصفيات بطولة كاس العالم بكرة السلة للمعاقين والبطولة العربية التي اقيمت في الاردن، كما مثل فلسطين في ماراثون الشارقة في الامارات وحصل على المركز الاول، كما يعتبر احد مؤسسي نادي المجد للمعاقين في محافظة رام الله والبيرة.
الشهيد عرفات طارده رصاص الاحتلال اربع مرات، فلم تسلم الرياضة الفلسطينية من بطش الاحتلال، فكانت الرصاصة الاولى في قدمه بينما كان عمره اربعة عشر عاماً، وجاءت الصرخة الاكبر حينما فجر جبروت الاحتلال ثلاث رصاصات في ظهره عام 1992 سببت له شللاً نصفياً.
وكمال يقال في الامثال " الضربة التي لا تميتني تزيدني قوة " ومع ان الرصاصة الثانية كانت بمثابة النهاية ليعقوب، لم يستسلم ولم يتراجع فعمل بكل جهد والتحق بالمنتخب الفلسطيني بكرة السلة للمعاقين والذي كان بمثابة احد مؤسسيها، فصال وجال في عالم الرياضة الفلسطينية على مستوى كرة السلة وسباقات المارثون وكان رئيساً لنادي المجد للمعاقين الذي اسسه بنفسه في محافظة رام الله والبيرة.
واصل الشاب المعاق، عرفات يعقوب حياته، وتكيف مع الإعاقة الحركية، وبدأ يعمل في صيانة الأجهزة في (مركز أبو ريا)، الذي كان يتلقى فيه علاجه الطبيعي، ومن ثم تزوج، ورزق بطفلة، مما زاد من أعباء حياته واضطره للعمل كسائق تاكسي معتمداً في عمله على يديه.
بعد اكثر من عشرة اعوام من الكفاح والعمل الرياضي عاود الاحتلال ليصيبه برصاصة في صدره في العالم 2002 بينما كان يستقل سيارته الخاصة بالمقعدين، حيث واجهته دبابات الاحتلال واطلقت عليه الرصاص، لكن ارادة الله كتبت له النجاه مرة اخرى.
وبينما كان يستقل كرسيه المتحرك على مشارف المخيم ويجلس في ترقب، وفي ظل مواجهات اندلعت انذاك في المكان في السابع من شهر حزيران من العام 2004، خيم الصمت على المخيم باكمله حينما شوهد رأس عرفات يعقوب البريئة تتناثر على الارض وكرسيه المتحرك يتطاير برصاصة غادرة اخترقت الحديد واصتدمت برأسه الذي عانق الارض ومثلت رصاصة الرحمة التي صعدت بعرفات الى السماء منهية حياته التي دامت 31 عام.
كان مثالاً يحتذى به لما يمتلكه من الاصرار والعزيمة والتحدي وحب الوطن، فلم يستسلم ولم يستكين برغم الجراح والالام المتكررة، لكن جبروت الاحتلال وضع حداً لمسيرة من التضحيات والنضال والمثابرة دامت سنوات طويلة.